صدمة اجتاحت سكان مجمع إيسترن فيلا، بعدما دهمت فرقة كبيرة من المباحث الفيدرالية شقة جارهم العراقي عمر عبدالستار أمين في 15 من الشهر الجاري في عاصمة ولاية كاليفورنيا الأميركية، بزعم أنه كان قياديًا كبيرًا في تنظيمي القاعدة وداعش في العراق، وقاد عمليات، كان آخرها قبل أشهر من وصوله إلى الولايات المتحدة.

إيلاف من واشنطن: وصل أمين (45 عامًا)، وهو كان يعيش مع زوجته وطفلته، وصل عبر برنامج إعادة توطين اللاجئين إلى الولايات المتحدة عام 2014، لينضم إلى أكثر من ألفي عراقي في المدينة، النسبة الأكبر منهم كانوا يعملون مع القوات الأميركية في العراق، واستفادوا من قانون خاص كان سنّه الكونغرس لتسهيل إعادة توطينهم مع أمثالهم الأفغان في الولايات المتحدة.&

وقال عراقيون في ساكرامنتور لـ "إيلاف": "إن عبد الستار كان هادئًا خلال السنوات التي عرفوه فيها، ولم يبدِ أي مؤشرات توحي بأنه متطرف دينيًا".

العائلة تغادر

وفقًا لهؤلاء فقد ساعده عمله في إصلاح السيارات في أحد الكراجات على توسيع علاقاته، "حتى إن بعض جيرانه، وهم أميركيون، كان يساعدهم على إصلاح الأعطاب التي تحدث في سياراتهم".

كانت مساعدة الجيران على إصلاح سياراتهم، هي الصفة الأبرز، التي لفتت&سيدة أميركية بيضاء هي الوحيدة، إضافة إلى رجل مسنّ، من سكان المجمع الذين تحدثوا إلى وسائل إعلام محلية عن عملية الدهم التي استهدفت منزل أمين، وشاهدها العشرات لكونها حدثت عند الساعة السابعة مساء.

قال عراقيون على معرفة بأسرة عبدالستار إن زوجته وطفلته غادرتا منزلهما بعد عملية الدهم، "تحاشيًا لإزعاج وسائل الإعلام".أخضع "إف بي آي" اللاجئ العراقي للمراقبة منذ عام 2016، بعدما تقدمت الحكومة &العراقية بطلب رسمي إلى نظيرتها الأميركية تطالب فيه بتسليم أمين، زاعمة أنه "كان قياديًا في تنظيمي القاعدة وداعش، كما هو والده وأخوته وبعض أبناء عمومته".

أعدم جنديًا عراقيًا

وذكروا أن عبدالستار نفذ عملية إعدام بإطلاق الرصاص بحق جندي عراقي في الأنبار في 22 يونيو 2014. بعد عملية الدهم أودع أمين في مركز احتجاز في ساكرامنتو، وفي العشرين من الشهر الجاري عقدت جلسة استماع أمام قاضٍ فيدرالي انتهت برفض إطلاقه بكفالة "لأنه يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع".

من المفترض أن تبدأ إجراءات محاكمته في الخامس من سبتمبر المقبل، حيث يطالب الإدعاء بترحيله إلى العراق. ووفقًا لوثائق الإدعاء التي نشرتها المحكمة، فإن المتهم "استغل ثروته، وانضم إلى تنظيم القاعدة عام 2004 وموّله، ليتولى قيادة مجموعة مهمتها&تنفيذ الاغتيالات وصناعة المتفجرات".

وذكرت أنه "لاحقًا أصبح قياديًا في (الدولة الإسلامية) في العراق والشام (داعش)، وربطته علاقات وثيقة بقيادات التنظيم".

وسجلت عاصمة كاليفورنيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون، عمليات اعتقال عدة لشخصيات متهمة بالانتساب إلى تنظيمي القاعدة وداعش خلال الـ 13 سنة الأخيرة، بينهم، على الأقل، أميركيان من البيض، وكان آخرهم فلسطيني - عراقي يدعى أوس الجياب، اعتقل عام 2016 "بعد عودته من سوريا حيث شارك في معارك في صفوف داعش".