شهدت مدينة البصرة العراقية الجنوبية الثلاثاء تظاهرة احتجاج حاشدة اليوم تطالب بأستقالة العبادي الموجود فيها منذ أمس .. فيما طالبت إيران العراق بالكشف عن حارقي قنصليتها في المدينة.

وسارت تظاهرة حاشدة في مدينة البصرة الجنوبية مطالبة بتنحي رئيس الوزراء حيدر العبادي بإقالة قائد عمليات المحافظة الفريق الركن جميل الشمري اثر مقتل 18 متظاهرا واصابة اكثر من مائة آخرين من &المحتجين وقوات الامن خلال عمليات العنف التي شهدتها المدية نهاية الأسبوع الماضي . &
&
وحمل المتظاهرون صور الضحايا والاعلام العراقية وصورتين كبيرتين للعبادي والشمري مكتوب عليهما "دماء شهدائنا لن تذهب سدى.. سنلاحقكم قانونيا" مرددين هتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن اوضاع البصرة ومواجهة الفساد والبطالة والفقر.&

&وكان العبادي قد وصل الى البصرة على رأس فريق وزاري امس مؤكدا انه لن يغادرها حتى تنفيذ مشاريعها الخدمية معلنا عن ارسال تعزيزات عسكرية الى المدينة في اعقاب ايام من العنف متهما مليشيات حزبية مسلحة بمحاولة احراق المدينة محذرا من انه بدون استتباب الامن لايمكن تقديم الخدمات.

وشدد على رفض الاعتداء على القنصليات والبعثات الدبلوماسية منوها الى انه لا يمكن ان تكون هناك خدمات دون وجود امن &في اشارة الى اضرام متظاهرين محتجين لمبنى القنصلية الايرانية في المدينة وهم يهتفون "إيران برة برة البصرة تبقى حرة" احتجاجا على التدخلات الايرانية في شؤون العراق.

وجاء وصول العبادي الى المحافظة على راس وفد وزاري بعد أسبوع من التظاهرات الاحتجاجية على الوضع المعيشي والتي شهدت أعمال عنف. وفي أعقاب مقتل 18 متظاهرًا واصابة اكثر من 100 آخرين وإضرام النار في عدد من المباني الحكومية والقنصلية الإيرانية في المدينة الغنية بالنفط، عاد الهدوء إلى البصرة ليل السبت إثر خلط لأوراق التحالفات السياسية في بغداد نتيجة إعلان منافسي العبادي نيتهم تشكيل الحكومة المقبلة من دونه.

وهاجم المئات من المتظاهرين الغاضبين لسوء اوضاع محافظة البصرة مقار الاحزاب والمليشيات والمباني الرسمية وقاموا باحراقها اضافة الى اضرام النار بمنى الحكومة المحلية . &

ويعاني أهالي محافظة البصرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمات عدة آخرها تلوث مياه شط العرب ما أثر سلباً على مياه الشرب حيث أعلنت مفوضية حقوق الانسان تسمم حوالي 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك مستندة لإحصاءات مستشفيات المحافظة.

ايران تطالب العراق بالكشف عن حارقي قنصليتها في البصرة

وقد دعت ايران العراق الى كشف من اسمتهم بـ المندسين الذين احرقوا قنصليتها في مدينة البصرة.

وقال السفير الايراني في العراق ايرج مسجدي خلال مؤتمر صحافي لدى افتتاحه مقرا جديدا لقنصلية بلاده في المدينة اليوم إن "الإعتداء الذي تعرضت له القنصلية لن يؤثر على العلاقات بين البلدين بحكم المشتركات الكثيرة بينهما وان كان عدونا المشترك يحاول تخريب هذه العلاقات".

واضاف ان الهدف من زيارته الى البصرة هو افتتاح القنصلية في مقرها الجديد "إذ لا نريدها أن تتوقف عن تقديم خدماتها ولو ليوم واحد".

وأشار السفير الى أنه "في الوقت الحاضر لا نتهم جهة محددة بإحراق القنصلية ومن واجب المسؤولين العراقيين تشخيص المعتدين والذين لا علاقة لهم بالشعب العراقي الصديق للشعب الإيراني ما نقلت عنه وكالة "ألسومرية نيوز" في تقرير لها من البصرة تابعته "إيلاف". ولفت السفير الى أن "أي جواز عراقي لم يتلف أو يفقد عند الاعتداء على القنصلية معتبراً أن "التبادل التجاري بين البلدين لم يتأثر بالاعتداء بل من المؤمل أن يزداد أكثر" بحسب قوله.

وكانت البصرة شهدت اواخر الاسبوع الماضي &موجة احتجاجات عاصفة وغير مسبوقة محلياً تخللها إحراق مقار ومكاتب معظم الأحزاب والحركات السياسية، فضلاً عن إحراق مؤسسات حكومية من أبرزها ديوان المحافظة وإحراق القنصلية الإيرانية العامة في منطقة البراضعية كما تعرضت دور بعض المسؤولين الى الإحراق كما تم إحراق مدرسة أهلية تعود ملكيتها الى عائلة أحد الوزراء.