تحول مرض الإيدز في السنوات الأخيرة من مرض قاتل إلى آخر مزمن بفعل الأدوية الجديدة التي ابتدعها العلم، لكن القضاء عليه بقي صعب المنال.

وإذ يركز بعض العلماء على تطوير العقاقير المضادة له، يعمل آخرون منهم على تطوير لقاح يقوي مناعة الجسم ضده.

ويبدو ان العلماء السويسريين&اقتربوا كثيراً من هدف العثور على لقاح لفيروس الإيدز باستخدام بروتين معين يدخل في تكوين أغلفة فيروسات عائلة معينة منه. ونشرت جامعة زيورخ التقنية تقريراً صحفياً يقول إن بروتيناً معيناً في غلاف نوع من أنواع فيروس الإيدز يمكن أن يوقظ جهاز المناعة الجسدي ضد كافة أنواع مرض الايدز السائدة في العالم.

ويعتقد علماء جامعة زيورخ ان الكشف عن الخريطة الوراثية لهذا البروتين سيمهد&الطريق أمام انتاج لقاح مضاد لكافة فيروسات المرض المنتشر عالمياً.
&
وهذا سيحي الأمل في أكثر من 37 مليون إنسان يعاني من مرض الايدز على المستوى العالمي و90 ألفاً منهم في ألمانيا. ورغم الأخبار السريعة التي تبثها الوكالات يومياً عن مرض الأيدز إلا إن ما تحقق فعلاً على صعيد إيجاد العلاج الشافي للمرض قليل. وتسود هذه الحالة منذ تاريخ 20 مايو 1983 حينما نشر الباحثان لوك مونتانييه وروبرت غالو تقريرهما حول اكتشاف مرض الايدز في مجلة "ساينس".

وكانت أبحاث سابقة حول مرض الايدز اثبتت1% من المصابين بالإيدز تنتج أجسادهم أجساماً مضادة لفيروس المرض. والمهم ان هذه الأجسام المضادة لاتعمل ضد سلالة فيروس معينة من المرض وإنما ضد كل السلالات المعروفة حتى الآن. وعلى هذه الاساس فقد تركزت الابحاث منذ ذلك الحين على تطوير لقاح ضد الايدز من هذه الأجسام.

تجارب على 4500 &مريض

ركز روجر كويوس وفريق عمله من جامع زيورخ أبحاثه على المصدر الأساسي المسؤول عن فرز هذه الأجسام المضادة في المرضى المعانين من الإيدز.&

وتوصل فريق العمل إلى فك الشفرة الوراثية للبروتين المتواجد على غلاف نوع معين من فيروسات الإيدز، المسؤول عن بث هذه الأجسام المضادة.

فحص كويوس وزملاؤه فيروسات الإيدز من نحو 4500 مريض يعانون من إصابات سلالات مختلفة من الفيروس. ووقع الباحثون على 303 مرضى شديدي العدوى لأنهم مصابون بفيروس معين يحمل نفس الأحماض الريبيةRNA.&

وتوصلوا إلى ان الفيروس نفسه، من خلال بروتين معين في غلافه، يقرر حجم و تأثير الأجسام المضادة في أجساد المرضى. يتواجد هذا البروتين على الغلاف الخارجي للفيروس في أجساد هؤلاء المرضى وهو المنفذ الذي تخترق منه الأجسام المضادة غلاف الفيروس.

فيروسات تعمل ضد أخرى

وعند التركيز على فحص الفيروسات في جسمي مريضين توصل العلماء&إلى وجود فيروسات تدور في دمائهما تستدعي تدخل الأجسام المضادة ضد الفيروسات الأخرى. وكان سر هذه الفيروسات"المعادية" هو البروتين المذكور في أغلفتها.

وذكرت الكساندرا تروكولا، التي شاركت في البحث من جامعة زيورخ:"عثرنا على مرشح قوي" لإنتاج لقاح مضاد لمختلف أنواع الفيروسات المسببة لمرض الإيدز. وسيركز فريق البحث مستقبلا ًعلى الكشف عن المزيد من البروتينات المتواجدة على أغلفة الفيروس والتي تعمل بالضد من الفيروسات المرضية الاخرى. وطبيعي ان يتركز العمل أيضاً على تطوير لقاح يفلح أخيراً في وقف تقدم المرض الجنسي الخطير.

الجدير بالذكر ان الطبيب والباحث الألماني هانز ييجر، رئيس المؤتمر الرابع عشر حول الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي في ميونخ 2012، توقع نجاح الطب في شفاء المرضى من الأيدز تماماً خلال خمس سنوات.

وقال الطبيب، وهو يتحدث أمام 1500 عالم وطبيب وقانوني، أن الطب حقق في سنة 2011 أكثر مما حققته عقود من كفاحه ضد فيروس مرض ضعف المناعة المكتسبة.
&