نصر المجالي: حمّلت الحكومة الإيرانية، نظيرتها الفرنسية مسؤولية الهجوم على سفارتها في باريس يوم الجمعة، ودعت إلى محاكمة ومعاقبة الضالعين، وذكّرت بمسؤولية الحكومة الفرنسية في حفظ وتوفير الامن للاماكن الدبلوماسية الايرانية في فرنسا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي إنه بعد ظهر يوم أمس الجمعة حاول عدد قليل من العناصر المعادية لإيران الاعتداء على مبنى السفارة الايرانية في باريس، لكنهم لم يستطيعوا اقتحام المبنى الا انهم الحقوا بعض الاضرار به من خلال رمي بعض الاشياء عليه.

واضاف المتحدث: للأسف ورغم ما كان متوقعا بصورة طبيعية من الشرطة الفرنسية فإنها لم تكن حاضرة في المكان في الوقت اللازم "حين تواجد المهاجمين الذين كانوا تابعين لزمرة ارهابية، حيث ان مسالة الهجوم الذي قامت به هذه الزمرة وعدم حضور الشرطة في الوقت المناسب هما الان قيد البحث والمتابعة".

اعتقالات

وقال قاسمي، انه وبعد العديد من المتابعات وحضور قوات الشرطة فقد تم اعتقال عدد من المهاجمين من قبل الشرطة اذ اننا نطالب بمحاكمتهم ومعاقبتهم والاعلان عن النتيجة من قبل المسؤولين المعنيين. & &&

وذكّر المتحدث باسم الخارجية الايرانية مرة اخرى وزارة الخارجية الفرنسية بان توفير الامن للاماكن الدبلوماسية ملقى على عاتق الدولة المضيفة ويجب اتخاذ التمهيدات والاجراءات الجادة واللازمة ازاء حفظ وصون جميع الاماكن الدبلوماسية الايرانية في فرنسا.

لقطات من مهاجمة السفار الايرانية في باريس (فارس)

ويشار إلى أن من شأن أي تشديد في العلاقات مع فرنسا أن يؤدي إلى تداعيات أوسع على إيران. وفرنسا واحدة من أقوى المؤيدين لإنقاذ الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى عالمية مع إيران عام 2015 وانسحب منه ترامب في مايو أيار.

وكانت طهران قالت إن عددا من عناصر من حزب "كوملة" الكردستاني المعارض قاموا عصر أمس الجمعة بالاعتداء على السفارة الايرانية في باريس.

وقالت إن المهاجمين الذين بلغ عددهم نحو 15 شخصا أساءوا لعلم الجمهورية الاسلامية الايرانية وأقدموا على رمي الحجارة واشياء اخرى على مبنى السفارة وحطموا زجاجها.

حزب كوملة&

يذكر أن حزب (كوملة) هو حركة معارضة كردية يتزعمها عبد الله مهتدي، وهي ذات توجه شيوعي يساري، تنشط في كردستان الإيرانية، تأسست عام 1967 ، وناهضت بهدف الانفصال عن نظام الشاه لمدة 12 عاماً، حتى قيام الجمهورية الإسلامية بقيادة الخميني عام 1979 ، حيث واصلت نشاطها المعارض إلى أن صنفتها السلطات الإيرانية كمنظمة سياسية غير مشروعة .

وتقول المنظمة أنها تقاتل سياسياً وعسكرياً ضد الدكتاتورية الطائفية في إيران، وتدافع عن الشعب الكردي من عدوان النظام ، في الوقت نفسه تحث سكان المنطقة على المشاركة في الاحتجاجات المستمرة ، ورفع مطالب العمال والشعب الكردي من أجل الإصلاحات وتحسين ظروف المعيشة.

و يتخذ مقاتلو الحزب من جبال منطقة قره داغ على مشارف السليمانية في إقليم كردستان العراق معاقل لهم ولمعسكرهم حيث يمتلك الحزب هناك بعض الإدارات المركزية مثل اللجنة التنفيذية، ومركز المنظمة السري، والمقر الإعلامي ما بين البث الإذاعي والنشر الورقي، بالإضافة إلى مركز صحي، وملجأ لبعض الرعايا الإيرانيين اللاجئين.

صواريخ الحرس&

وكان الحرس الثوري الإيراني أطلق مساء السبت الماضي &سبعة صواريخ على مقر في شمال العراق للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (HDK)، وقالت وسائل إعلام إيرانية إن القصف أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا.

وكان مقاتلو "كوملة" نفذوا عددا من العمليات في مناطق غرب ايران، مما أدى إلى مقتل العديد من الإيرانيين، وآخرها عملية ضد مخفر حدودي تابع لمقر "حمزة سيد الشهداء (ع)" للقوة البرية لحرس الثورة في قرية "دري" التابعة لمدينة مريوان ما ادى الى مقتل 11 من هذه القوات.&