بعد حديث سلبي للإعلامي اللبناني سالم زهران، المقرب من حزب الله، عبر قناة المنار، أدان عدد كبير من السياسيين والأحزاب اللبنانية أي إساءة يمكن أن تكون قد صدرت منه بحق دولة الكويت.

إيلاف من بيروت: أدان عدد كبير من السياسيين والأحزاب اللبنانية كلام الإعلامي اللبناني سالم زهران عن أمير الكويت عبر قناة المنار.

وكان زهران قد &قال عبر شاشة "المنار"، إن أمير الكويت الذي ذهب إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية، استدعي من قبل الرئيس الأميركي لخمس دقائق، حيث طلب منه إلغاء عقود موقعة مع الصين بقيمة 11 مليار دولار، والتوقيع مع شركات أميركية على عقود بقيمة 14 مليار دولار.

رفض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أي إساءة إلى الكويت وأميرها، قائلًا إنّ "الإساءة إلى الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس".

أضاف: "سيحفظ اللبنانيون على الدوام للكويت، أميرًا وشعبًا وحكومة ومجلس أمة، أياديهم البيضاء، التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن تُعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرّقهما شيء".

الإشتراكي: موقف مستهجن
من جهته، اعتبر "الحزب التقدمي الإشتراكي"، في بيان وزعته مفوضية الإعلام في الحزب، أن "التطاول على دولة الكويت الشقيقة وأميرها صديق لبنان الشيخ صباح الأحمد الصباح، هو موقف مستهجن، فسياسة التطاول على أصدقاء لبنان ليست بجديدة، وهي سياسة مبرمجة منذ سنوات، وتهدف إلى تشويه سمعتهم، وضرب علاقتهم بلبنان".

واستنكر رئيس الحكومة اللبناني السابق تمام سلام "التعرّض لأمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح". وقال في تصريح: "لقد آلم كل لبناني وطني مخلص ما تم التعرّض به لمقام وقامة عربية أصيلة بشخص أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح".

وأكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري​"رفضه لأي تطاول على ​الكويت​ وأميرها صباح الأحمد الصباح، الذي نكنّ له كل احترام وتقدير، ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة، لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء".

كما استنكرت وزارة الإعلام الكويتية ما ورد على لسان أحد الإعلاميين في حديث لقناة "المنار" اللبنانية، حول زيارة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح أخيرًا إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي ترمب.

المنار: استغلال مرفوض
وأصدرت قناة "المنار" بيانًا للغاية جاء فيه: "جرت العادة أن تستضيف قناة المنار ضيوفًا في برامجها السياسية، وهم يعبّرون عن آرائهم الخاصة، لذا فإن ما ذكر في إحدى المقابلات حول الكويت لا يعكس موقف المنار أبدًا، وهو يعبّر عن رأي من أطلقه، كما إن قناة المنار يهمّها أن تؤكد أنها كانت ولا تزال تقدر باحترام كبير أمير الكويت والحكومة والشعب الكويتيين، مشددة على أن محاولة بعض الانتهازيين تحويل كلام ضيف على المنار إلى مشكلة مع الكويت هي عمل مسيء وأهدافه معلومة".

علاقات أخوية
من جانبه، يعتبر النائب والوزير السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف" أن العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب أن تكون أخوية وطبيعية ضمن إطار الميثاق العربي وضمن جامعة الدول العربية، ويجب ألا تتأثر بمواقف حزب الله أو ممثليه.

ويلفت مرهج إلى أن "العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب أن تكون مبنية على التفاهم والمصالح المشتركة. وبالنسبة إلى لبنان يجب أن تكون علاقته طيبة مع كل دول الخليج، لأننا لا ننسى فضلها تجاه لبنان في كل المجالات أكان في الإنماء أو المواقف الأخرى الداعمة للبنان.

حزب الله
بينما يؤكد النائب السابق خالد زهرمان لـ"إيلاف" أن هناك أمورًا مطلوبة من حزب الله وممثليه تجاه اللبنانيين، وأخرى تجاه دول الخليج، والأولوية لما هو مطلوب تجاه اللبنانيين، فحزب الله دخل أتون حروب المنطقة، تحت عناوين مختلفة، واستجلب الكثير من المشاكل، إضافة إلى وجود إلتزام وطني يقتضي أن يكون لبنان بحسب الدستور، جزءًا من المنظومة العربية، وأن يكون هناك إلتزام لبناني بالإجماع العربي، لكن للأسف حزب الله، عن طريق سطوة سلاحه يجعل الموقف اللبناني يخرج عن الإجماع العربي، وهذا التزام لبناني قبل أن يكون التزامًا تجاه الدول العربية، لأننا عندما نلتزم تأتي مصلحة لبنان أولًا، وتتماشى مع مصلحتنا أن تكون العلاقة سليمة مع جيراننا العرب وخصوصًا الكويت، وبصورة خاصة دول الخليج العربي، فالكل يعرف أن الدول العربية وفي جميع محطات لبنان كانت تقدم مساعدات إلى لبنان، من دون أي مقابل أو شروط، ومن المفروض أن يكون هناك التزام من حزب الله وممثليه تجاه لبنان، قبل الحديث عن أي التزام باتجاه الدول العربية، لأن الإلتزام الوطني يتماشى مع الإلتزام تجاه الدول العربية.
&