تسببت مشادة كلامية بين السفير العراقي في طهران ومجموعة من أبناء الجالية العراقية هناك وتوجيهه كلمات غير لائقة إليهم وانسحابه من الاجتماع،&بإعادته إلى بغداد على عجل، وتقديم الخارجية العراقية اعتذارًا إلى العراقيين هناك.

إيلاف: قررت وزارة الخارجية العراقية إعادة سفيرها لدى طهران راجح صابر الموسوي إلى بغداد بسبب تصرف وصفته بغير المسؤول تجاه المواطنين العراقيين.‏

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب في تصريح صحافي اليوم تابعته "إيلاف" إن الوزارة "تأسف للتصرف غير المسؤول الصادر من سفير العراق لدى طهران".. وأشار إلى أن ‏وزير الخارجية إبراهيم الجعفري وجّه بـ"إعادة السفير إلى بغداد فورًا على أثر هذا التصرف والتحقيق بالأمر واتخاذ جميع الإجراءات القانونية المترتبة على هذا السلوك".

أضاف أن الوزارة "أهابت ببعثاتها كافة أن تكون في خدمة المواطن وعونًا له وساهرةً على خدماته، وأن تلتزم سفارة العراق في طهران بأن تكون بيتًا للمواطنين العراقيين أسوة بالبعثات الأخرى".

فيديو اجتماع السفير العراقي في طهران مع مجموعة من أبناء الجالية العراقية

وكان السفير الموسوي قد تصرف في اجتماع مع عدد من العراقيين من أبناء الجالية في طهران بشكل خادش، ووجّه كلمات لا تليق بمسؤول، عندما طالبوه بمخاطبة الجهات المسؤولة في الحكومة العراقية لحل بعض مشاكلهم، إلا أنه تنصّل من الطلبات، واستشاط غضبًا من الطرح، وترك الاجتماع بأسلوب متعالٍ.

وقد لاقى السفير انتقادات واسعة على تصرفه هذا على شبكات التواصل الاجتماعي، التي عبّر خلالها عراقيون عن استيائهم من تصرف السفير.

أظهر مقطع فيديو للدبلوماسي العراقي نشرته وكالة السومرية العراقية للأنباء، وتابعته "إيلاف"، وهو يتناول الميكروفون في إحدى الحسينيات في طهران، ليوجّه انتقادات إلى أبناء الجالية العراقية، لأنهم حدثوه عن بعض المصاعب التي يواجهونها هناك.

وقال السفير إن "المقام غير مناسب تمامًا لإثارة القضايا أو المزايدة بالنظر إلى الطابع الديني للقاء"، حيث انتشر الفيديو بصورة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وانتقد نشطاء ما وصفوه بالرد غير الدبلوماسي لسفير العراق، لا سيما أنه من المفترض في من يمثل بلاده في الخارج أن ينصت على الدوام إلى قضايا رعايا البلاد ويرصد همومهم.

استمر السفير الموسوي مخاطبة أفراد الجالية بلهجة متشنجة. وختم كلامه بعبارة باللهجة المحلية العراقية "ماني زعطوط"، أي "لست طفلًا"، في إشارة إلى أن أفراد الجالية قللوا من شأنه، وأساؤوا مخاطبته، حين أخذوا يشكون ما يواجهونه في إيران.

واعتبر منتقدون ما صدر من الدبلوماسي "الهائج" مثالًا للنهج الذي تتبعه شريحة واسعة من ساسة العراق في مواجهة مشاكل مواطنيهم.

يشار إلى أن تعيين السفراء العراقيين في الخارج يخضع للمحاصصة الطائفية والعرقية المعمول بها في البلاد منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003. &
&