إيلاف من لندن: دعت شخصيات أميركية نافذة إلى دعم دول الخليج لخلق جدار يمنع النشاط الإيراني وخططه التوسعية ويخلص المنطقة من الاستبداد الديني، فيما طالبت مريم رجوي مجلس الامن إلى معالجة عاجلة للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران خاصة التعذيب ومذابح الأسرى السياسيين.&

جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر "الطريق نحو الحرية" في نيويورك لدعم انتفاضة الشعب الإيراني نظمته المعارضة الإيرانية مساء امس بالتنسيق مع منظمة الجالية الإيرانية - الأميركية (أوياك) قبل 4 أيام من اجتماع مجلس الأمن الدولي الاربعاء المقبل تناقش فيه الدول الكبرى أنشطة إيران العدوانية والمزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.&

وشارك في المؤتمر أكثر من 1500 من ابناء الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة بينهم رؤساء ومندوبون من جميع أنحاء البلاد إضافة إلى كل من عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني والجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي السابق والقائد الأعلى لقوات النيتو في أوروبا، ووزير العدل السابق مايكل موكاسي، وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير كما يوجه وزير الخارجية الايطالي السابق جوليو تيرتزي رسالة متلفزة إلى المؤتمر.

وأعرب العديد من الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ ومندوبي الكونغرس عن دعمهم لتحرك الشعب الإيراني ضد النظام وسياساته التوسعية العدوانية من خلال رسائل إلى المؤتمر بما في ذلك السيناتور تشاك شومر رئيس لجنة رسم السياسات للديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميرکي والسيناتور روي بلانت من كبار الأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي وجون كورنين، عضو مجلس الشيوخ عن الأغلبية وعضو في اللجان القضائية والمالية والمعلومات والسناتور تام تيليس عضو لجنة القوات المسلحة والقضائية والسيناتور روبرت مينينديز،رئيس ديمقراطيون في لجنة الشؤون الخارجية.&

كما أيد عدد من الأعضاء البارزين في مجلس النواب من كلا الحزبين بما في ذلك إلينا روزلهتينين وبرد شيرمان وتيد بو كبار أعضاء لجنة الشؤون الخارجية وتوم مك كلينتوك وهو عضو بارز في لجنة الميزانيات، أهداف التجمع.

نحو إيران حرّة وديمقراطية

وفي رسالة مصورة، إلى المؤتمر، سلّطت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي الضوء على التحولات المتسارعة في المشهد الإيراني وملامح الأفق في إيران خالية من الاستبداد الديني.

وأكدت أن دائرة التحولات السريعة في إيران، وضعت إيران على اعتاب مستقبل دون استبداد ديني ودعت "الولايات المتحدة لطرد عملاء النظام الإيراني من واشنطن، كما حثت الحكومات الغربية إغلاق سفارات النظام الإيراني، واصفة إياها بـ"مراكز مراقبة للتجسس والإرهاب".

&

&

مؤتمر& "إيران حرة" في نيويورك

&

وقالت "إيران تمر بلحظة مهمة وجوهرية في تاريخها، نظام الملالي ينهار، وعليهم الاعتراف بمطالب الشعب في الحرية وفصل الدين عن الدولة". وأضافت:"الإيرانيون لديهم أمل نحو الحرية دون وجود استبداد، ومعاقل المقاومة تحرز تقدماً في الداخل".

ولفتت إلى أن "النظام محاصر سياسياً ودولياً، ومن الناحية الاقتصادية فهو على حافة الانهيار. على مدى الـ12 شهراً الماضية، خسرت العملة الوطنية ثلثي قيمتها". وأكدت أن "الحرية في إيران والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم متشابكان. الطريق إلى كل شيء يمر عبر الإطاحة بنظام ولاية الفقيه".

وطالبت رجوي مجلس الأمن الدولي بأن يعالج بشكل عاجل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران، خاصة التعذيب ومذابح الأسرى السياسيين، وتصدير النظام الإرهابي والحرب إلى الشرق الأوسط".&

وشددت على ضرورة أن اعتماد تدابير دولية ملزمة لإجبار النظام في طهران على وقف جرائمه، لافتة إلى أهمية طرد مليشيات إيران من سوريا والعراق والتصدي دولياً لإرهاب مليشيات مثل الحرس الثوري.&

ودعت رجوي إلى حظر تمويل النظام الإيراني، لافتة إلى أن هذا ما يطلبه الشعب الإيراني، مؤكدة أنه أمر لا غنى عنه للسلم والأمن الإقليميين والعالميين. ونوهت إلى أنّ "الخطر الأعظم الذي يشكله هذا النظام هو القمع في الداخل. وعلى هذا النحو، فإن الحزم إزاء نظام طهران لن يكون فعالاً إلا عندما يتم التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان".

دعم دول الخليج

من جانبه، قال جيمس جونز، مستشار سابق للأمن القومي الأميركي إن "النظام الإيراني تهديد وجودي وكبير للبشرية بسبب سلوكه وتجاهله لحقوق الإنسان، وينتهك مواثيق الأمم المتحدة، ويمارس القمع ضد شعبه".

وأكد جونز أن نظام طهران يعرقل عملية السلام في الشرق الأوسط، و"هو عدو للحرية ولديه أطماع بالهيمنة إقليمياً في اليمن ويهدد أمن الخليج ويذكي الصراع الطائفي، وكذلك في العراق ولبنان، ويسعى لتحقيق جسر بين طهران وبيروت بأساليب إرهابية".

وتابع: "لا يمكن توقع غير القمع من النظام الإيراني ويجب الحزم دولياً معه لتحقيق أهداف وآمال الشعب" وأضاف أنه يجب مراقبة النشاط النووي الإيراني وشل قدراته النووية، والتركيز على سوريا خصوصاً وسط تهميش إعلامي للأمر، داعياً إلى دعم دول الخليج لخلق جدار يمنع النشاط الإيراني وخططه التوسعية في الشرق الأوسط.

ومن جهته، قال رودي جولياني، محامي ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يجب دعم نظام محترم وعادل في إيران، وليس نظاما قاتلا يتقنع بالدين، ونأمل بسقوط خامنئي أحد أشد القتلة في التاريخ".
وأضاف جولياني: "علينا ألا نسمح لحسن روحاني بتدنيس نيويورك، ونظام طهران يخشى السقوط، ولن ننسى أنهم قتلوا كثيرا من الأميركيين ".&

وتابع ان "روحاني ليس إصلاحيا وهو قاتل أكثر من أحمدي نجاد نفسه.. النظام الإيراني يدعم إرهابيين في الخارج، ويزرعون قنابل في باريس لقتل مدنيين، هذا تصرف مجنون لتحويل فرنسا إلى ساحة حرب".

وأشار جولياني إلى أن "الإيرانيين ماضون في انتفاضتهم السلمية نحو الإطاحة بالنظام بعد أن يأسوا من أوضاعهم.. المقاومة الإيرانية هي القادرة على إسقاط نظام طهران". وأوضح أن النظام الإيراني مقبل على انهيار كامل، مثلما حدث مع الاتحاد السوفيتي وبعض دول أوروبا الشرقية. وقال "خامنئي وقادة إيران يعرفون ذلك.. ويعرفون أيضا أنهم فاسدون وقتلة".

واعتبر أن لدى الشعب الإيراني فرصة غير مسبوقة لتغيير النظام القمعي، مشيرا إلى دعم الولايات المتحدة والعديد من القوى الدولية ووجود معارضة إيرانية قوية في الخارج.&

وندد جولياني بحملة القمع والاغتيالات، التي ينفذها النظام ضد المعارضين في الداخل والخارج، مشيرًا إلى محاولته تفجير تجمع للمعارضة في باريس في أواخر يونيو&الماضي. وأشار إلى إن الشعب الأميركي يتضامن مع الاحتجاجات المتواصلة في إيران، مشيرًا إلى أن العقوبات الأميركية تسببت في أضرار كبيرة للنظام.

المعارضة الإيرانية لديها خطة واضحة لاستبدال النظام

وفي السياق ذاته، قال برنارد كوشنر وزير الخارجية الفرنسي الأسبق إن "أول ضحية لنظام الملالي هو الشعب الإيراني، ولا نستطيع كفرنسيين تجاهل تلك الانتهاكات".

وأكد أن "سلوك نظام طهران العدائي في سوريا ولبنان غير مقبول أوروبيا أو أميركيا، هناك بديل ديموقراطي للنظام الإيراني الكهنوتي الذي يلغى فكرة الدولة". وشدد بأن على أوروبا تبني خطوات حاسمة ضد هذا النظام ودعم مطالب الإيرانيين.&

وأشار "لدى المقاومة الإيرانية خطة واضحة لاستبدال هذا النظام. إدارة موقتة لمدة ستة أشهر والانتخابات لتحديد الدستور الجديد".

وبشأن موضوع إيران ومصير الوضع الحالي بين كوشنر، " لدى أوروبا والولايات المتحدة أسباب كافية للتوحد. السبب الأول هو أننا نواجه ديكتاتورية دينية تقمع شعبها، والضحايا الرئيسيون لهذا النظام هم الشعب الإيراني. في الدول الديمقراطية، لا يمكننا أن نغمض أعيننا عن هذه الجرائم".

وأكد بأن "هذا النظام ضالع في الإرهاب في أوروبا. في يونيو الماضي، قامت الحكومة البلجيكية بفشل خطة النظام الإرهابية للهجوم على مؤتمر باريس، الذي كنت فيه أنا "...واوضح بأن ”الشعب الإيراني لا يريد ونحن لا نريد هذه الديكتاتورية الدينية. الشعب الإيراني لديه بديل ديمقراطي. بديل يؤكد على فصل الدين عن الدولة".

خطة فعالة للمعارضة الإيرانية&

أما مايكل موكيزي وزير العدل الأميركي السابق فقال إن "المشكلة التي يخلقها النظام الإيراني غالباً ما تكون أبعد من تهديد السلاح النووي. هذا النظام يقمع شعبه. ويصدر الإرهاب إلى المنطقة".

وأضاف: "المتظاهرون في إيران من جميع الشرائح من البازاريين وسائقي الشاحنات والطلاب. لم تكن شعاراتهم اقتصادية فحسب، بل كانت شعار الموت لخامنئي وروحاني. لقد أظهروا في شعاراتهم أنهم لا يرضون الإنجاز في منتصف الطريق لجزء من مطالبهم".

و أشار& الى ان "خامنئي يعتبر منظمة مجاهدي خلق الجهة التي تنظم المظاهرات، ويقول أعضاء مجلس شورى للنظام إن مجاهدي خلق تعلّم شعارات المتظاهرين".. واردف: "لدى مجاهدي خلق التنظيم والهيكل يمكن أن تكون فعالة في إيران. لديهم قيادة أهلية. لديهم خطة ولذلك يجب التركيز على أي عمل سياسي واقتصادي يمكن أن يؤدي إلى تغيير النظام في إيران، ولا يمكن لأي مجموعة أخرى غير مجاهدي خلق تحقيق هذا الهدف".

معارضون: خامنئي وروحاني لا يمثلان شعبنا

وخلال الاجتماع أكد أعضاء من المعارضة الإيرانية، أن النظام الإيراني غير شرعي، وإن المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني لا يمثلان الشعب الإيراني.

وقالوا "نؤمن بأنه حان الوقت لكي يقول المجتمع الدولي إن مجلس المقاومة الإيرانية هو الممثل الحقيقي للشعب الإيراني". وأشاروا إلى أن "الطريق نحو تحرير إيران بدأ بالمظاهرات المدعومة من حركات التحرر الإيرانية". وتابعوا: "نحن نشهد ثورة سوف تزيل النظام في طهران من جذوره".

بدوره، قال أمير عمادي مقدم ندوة المعارضة الإيرانية "رسالتنا إلى وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن الدولي هي دعم جهود الشعب الإيراني ومقاومته المشروعة بقيادة خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المكونة من أجل دولة حرة غير نووية وتحترم حقوق الإنسان".
&