بهية مارديني: كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، عن اجتماع ثلاثي يجمعه مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني جواد ظريف في نيويورك، لمناقشة الأزمة السورية والملفات العالقة بخصوص المنطقة منزوعة السلاح في الشمال باتجاه وقف اطلاق نار كامل، واللجنة الدستورية، والحل السياسي.

وقال فاتح حسون القيادي في "الجيش الحر" في تصريح لـ"إيلاف" إن هذا الاجتماع " سيكون على مستوى أقل من مستوى الاجتماع الثلاثي الاخير في طهران وما تبعه من اجتماع ثنائي في سوتشي، وبالتالي هو يبحث فنيا التدابير الواجب اتخاذها لتنفيذ الاتفاق والمتعلقة بكل طرف من الأطراف".

وأضاف "بالرغم من أن تواجد إيران في أي اتفاق يحقن الدماء في سوريا فهو تواجد تخريبي، إلا أنها في هذا الاتفاق تضع روسيا في الواجهة كي لا تثير الولايات المتحدة وتحرك ضدها إسرائيل كما فعلت مؤخرا، فهي تعرف حجمها وتتصرف على أساسه، لا سيما أنّ روسيا باتت تظهر &علنا تململها من سلطة طهران على النظام، وتدفع بها للخلف وتتركها تتلقى الضربات بلا شجب حتى".

وكشف حسون أن هذه "الاجتماعات ستستمر على مستويات اختصاصية عسكرية وأمنية واقتصادية لتطبيق الاتفاق، تجنبا لأية تقاطعات غير محسوبة لدى الأطراف الثلاثة".

وأوضح "دوما عند وضع تدابير متعلقة ببنود عامة سيكون هناك جديد وتباين في وجهات النظر، لكنها لا تصب لمرحلة نسف البند المتفق عليه، بل الوصول لتدابير مرضية للجميع".

وحول عدم وجود أمور واضحة في الاتفاق الروسي التركي حول منطقة منزوعة السلاح في شمال سوريا أجاب "نعم صحيح، فمثال ذلك اغفال موضوع الضربات الجوية التي تنفذها روسيا، وكذلك مصير السلاح الثقيل بعد سحبه، وكذلك المعابر للطرق التي سيتم فتحها، وهذا طبيعي في ظل اتفاق يوقع بين رئيسين ثم يطلب من المستوى الأقل تنفيذ هذا الاتفاق، فهو ليس اتفاقا موضوعا&من المستوى الأقل ومرفوعا الى مستوى أعلى، لإقراره" .

إلى ذلك، أوضح تشاوش أوغلو، بأن ما يجب القيام به بعد "اتفاق سوتشي"، هو تأسيس وقف كامل لإطلاق النار في سوريا، والتركيز على الحل السياسي فيها.

وأشار إلى أن حدود المنطقة منزوعة السلاح تم تحديدها في "اتفاق سوتشي" الذي توصل إليه الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، حول حماية وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية.

وأوضح أنّ فرقًا فنية من الجانبين التركي والروسي عقدت اجتماعات في أنقرة، منذ الأربعاء الماضي، وتوصلت إلى اتفاق.

وتحدث عن ضرورة أن تتخذ بعد ذلك "الخطوات الأخرى في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين، وتحقيق وقف إطلاق نار كامل، والتركيز على الحل السياسي"، ولفت في ذات الوقت إلى أن اجتماعه المرتقب مع نظيريه لافروف وظريف سيكون من أجل بحث وقف إطلاق النار، والحل السياسي في سوريا.

وأكد على ضرورة دعم الجميع للحل السياسي في سوريا، وتشكيل لجنة دستورية، وألّا يكون ذلك مقتصراً على تركيا وروسيا، وإيران، وهو تصريح يشير الى تغيير ما، طرأ على الموقف التركي.

وأضاف "من ناحية، يتعين علينا أن نكافح ضد كل أشكال الإرهاب، ومن جهة أخرى، يجب أن نواصل جهودنا من أجل سلام دائم وحل سياسي في سوريا".

والاثنين الماضي، أعلن أردوغان وبوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.

ويعد الاتفاق للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.