في خطوة تزيد من الخلافات بين الحزبين&الكرديين وتوسع التنافس على منصب رئيس جمهورية العراق، فقد أكد بارزاني ترشيح رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين للمنصب ليكون منافسًا رئيسًا لمرشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، فيما ارتفع عدد المتقدمين له إلى 30 مرشحًا.

إيلاف: عبّر مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني عن ثقته بقدرات مرشح الحزب لمنصب رئيس جمهورية العراق فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم، مؤكدًا أنه مقتنع بأنه "سيؤدي مهامه على أكمل وجه، وسيكون حريصًا على مصالح شعب كردستان والعراق بجميع مكوناته".

أضاف بارزاني في بيان صحافي الاثنين تابعته "إيلاف" إنه يشعر بالأسف لعدم اتفاق الأطراف الكردية على مرشح واحد للمنصب.. وقال موضحًا "لحسم هذا الأمر فقد تم تخويلي من قبل المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني لتحديد شخصية مرشح لمنصب رئيس الجمهورية، ونظرًا إلى كفاءته وقدراته، ارتأيت ترشيح فؤاد حسين لهذا المنصب".

وأشار إلى أن فؤاد حسين عرف بأنه شخص مخلص ونزيه، سواء في مرحلة ثورة& (سبتمبر) أو خلال شغله منصب رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان.. "وأنا واثق جدًا بقدراته ومقتنع بأنه سيؤدي مهامه على أكمل وجه، وسيكون حريصًا على مصالح شعب كردستان والعراق بجميع مكوناته خلال شغله منصب رئيس الجمهورية".. مشددًا على القول "نحن ندعم فؤاد حسين بكل ما نملك ونتمنى له النجاح".

من جانبه، أوضح المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني اليوم أن مطالبته بمنصب رئيس الجمهورية "ليست من باب التنافس على المناصب والماضي يشهد لنا بأننا لم نطلب المناصب يومًا"، موضحًا أنه يقصد من وراء هذه الخطوة العمل على أن يكون لهذا المنصب من الآن فصاعدًا دور وأثر أكبر، وأن يكون حاميًا لمصالح كردستان وينفع شعبنا، لا أن يكون منصبًا لا دور له ولا نفع منه".

ينحدر فؤاد حسين من مدينة خانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وهو من مواليد عام 1949، وأقام سنوات في بغداد. وفي عام 1967 بدأ دراسته فيها، وأصبح عضوًا في اتحاد طلبة كردستان، وبعد ذلك عضوًا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم التحق عام 1974 بقوات البيشمركة، وفي 1975 غادر إلى هولندا لاجئًا سياسيًا، وفي عام 1987 إختير نائبًا لمدير المعهد الكردي في باريس.

وبين عامي 1991 و2002 شارك حسين في مؤتمرات المعارضة العراقية ضد النظام السابق في بيروت وفيينا وأربيل ونيويورك ولندن. وبعد سقوط النظام عام 2003 عاد إلى العراق، وكان أحد المشرفين على وزارة&التربية العراقية.. ومع تأسيس رئاسة إقليم كردستان تولى المنصب، وهو معروف بعلاقات متوازنة مع معظم الأحزاب الكردية والعراقية، إضافة إلى شبكة علاقات واسعة مع الإعلاميين والدبلوماسيين. وبترشيح فؤاد حسين لرئاسة العراق فقد وصل عدد المتقدمين للمنصب إلى 30 مرشحًا.

تنافس محموم.. وبرهم صالح وفؤاد حسين مرشحان رئيسان
ويخوض الحزبان الكرديان الرئيسان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني صراعًا من أجل الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، ويصر كل منهما على أن المنصب&من حصته.

حتى الآن فقد رشح الاتحاد الوطني القيادي فيه برهم صالح ، فيما رشح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم إضافة إلى شخصيات مستقلة أخرى رشحت نفسها للمنصب.&

ويتمسك الحزب الديمقراطي الكردستاني بمنصب رئاسة الجمهورية بناء على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو الماضي، غير أنه أشار أيضًا إلى عدم ممانعته في أن يتولى المنصب مرشح يتفق عليه الحزبان الرئيسان.

أحرز الديمقراطي الكردستاني 25 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة، فيما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 18 مقعدًا في البرلمان العراقي المكون من 329 مقعدًا.

احتفظ الاتحاد الوطني الكردستاني ثاني أكبر الأحزاب في إقليم كردستان بعد الديمقراطي الكردستاني بمنصب رئيس الجمهورية العراقية منذ نحو 13 عامًا، ولذلك فهو يصر على أن المنصب من حصته.

يتقدم لائحة المرشحين الثلاثين لمنصب رئيس الجمهورية حاليًا مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني السياسي المخضرم برهم صالح &والنائبة السابقة عن كتلة التغيير سروة عبد الواحد، التي تعد أول امرأة عراقية تترشح لهذا المنصب، مع تقدم 4 مرشحين جدد للتنافس على منصب الرئيس، حيث أعلن عبد اللطيف جمال رشيد عديل الرئيس الراحل جلال طالباني إصراره علی الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، رغم قرار حزب الاتحاد بترشيح برهم صالح لشغل المنصب، كما رشح النائب السابق عن حركة التغيير سردار عبدالله نفسه لتولي المنصب، والنائب عن كتلة الجماعة الإسلامية سليم شوشكيي ترشحه للمنصب، كما أعلن البروفسور الكردي الفيلي كمال عزيز محمد قيتولي ترشحه لمنصب الرئيس أيضًا.&

بموجب قانون أحكام الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية الذي صادق عليه مجلس النواب عام 2012، فإن الترشيح للمنصب يجري خلال مدة ثلاثة أيام من تاريخ انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، فيما يتم غلق باب الترشيح بعدها بثلاثة أيام لاحقة، وبعدها ثلاثة أيّام أخرى لقبول الطلبات، ثم ثلاثة أيّام أيضًا للطعن بعدم القبول لدى المحكمة الاتحادية تعقبها ثلاثة أيّام للنظر بالطعون. وآنذاك ستكون الأسماء جاهزة للتصويت أمام البرلمان، ويفوز بالمنصب الرئاسي المرشح الحاصل على غالبية اصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب.


&