الرباط: على بعد ثلاثة أيام من انعقاد المؤتمر الوطني الثالث عشر لحزب الحركة الشعبية المغربي، تراجع أمينه العام محند العنصر، عن قراره الرافض للترشح لولاية جديدة(تاسعة)على رأس الحزب الذي يقوده منذ سنة 1986، الذي أعلنه قبل أشهر، مؤكدا أنه سيقدم ترشيحه للمنافسة على قيادة الحزب مرة أخرى.

وجاء إعلان قرار العنصر على هامش لقاء صحافي نظم اليوم الثلاثاء، نظمته اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالمقر المركزي للحزب، في الرباط.

وقال العنصر: "فعلا صرحت قبل أشهر أنني لا أريد الترشح لمنصب الأمين العام، وقناعتي لا تزال تقول أني لن أترشح، لكن ما وقع في الشهور الأخيرة، وبعدما ألح عدد من الإخوان والأخوات من الأقاليم والهياكل وبرلمانيين ووزراء على أن أترشح، قررت أن أترشح".

وزاد موضحا أنه "أمام الالحاح المتزايد، وخصوصا في هذه الفترة الأخيرة، سأقدم ترشيحي للأمانة العامة، لأني أعتبر كيفما كانت النتيجة سيكون إخلالا بالأصوات الكثيرة جدا التي ألحت علي بأن أترشح"، وذلك في محاولة لربط ترشحه بتمسك أعضاء الحزب به.

وفي رسالة إلى الأصوات التي تعارض ترشحه لولاية جديدك، قال العنصر، الذي تقلد عدة مناصب وزارية في الحكومات التي تعاقبت على تسيير البلاد، إن "هناك من له رأي مخالف لما أعلنته، وأنا أحترمه".

ونفى العنصر صحة التقارير التي تحدثت عن مطالبة جهات عليا له بالاستمرار على رأس أمانة الحزب المعروف بدفاعه عن الأمازيغية وقضاياها، وتساءل: "من قال بالتعليمات العليا؟ ومن قال إن الجهات العليا تتدخل في شؤون الأحزاب السياسية؟ ما يروج غير صحيح نهائيا".

من جهته، سجل رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني ال13 لحزب الحركة الشعبية، سعيد أمسكان، أن باب الترشح للمنافسة على الأمانة العامة للحزب مفتوح في وجه جميع أعضاء الحزب ممن لهم الرغبة والإمكانات لشغل هذا المنصب.

ورد أمسكان على التسريبات التي تحدثت عن وجود اتفاق وتنسيق بين قيادات الحزب من أجل دعم ترشيح العنصر لولاية جديدة، ونفي صحة ذلك، مؤكدا أن القيادات لم تجتمع قط بشأن هذا الموضوع ولم تناقشه مطلقا.

وسيظل باب تلقي الترشيحات مفتوحا أمام أعضاء الحزب لشغل منصب الأمين العام حتى ليلة انطلاق المؤتمر، وأكدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أنه لحدود اليوم لم تتلقى سوى ترشيح وحيد رسمي تقدم به مصطفى اسلالو، عضو المكتب السياسي للحزب، حيث توقعت أن تتلقى ترشيحات جديد خلال الفترة المتبقية.

وبشأن غياب محمد حصاد عن اللقاء الصحافي، قال أمسكان إن غيابه "ربما راجع لأسباب ترجع له أو التزامات شخصية"، مؤكدا ان الدعوة وجهت له كباقي أعضاء المكتب السياسي للحزب وقياداته، كما نفى مقاطعة سعيد أمزازي، وزير التربية والتعليم اجتماعات المكتب السياسي للحزب، حيث قال: "الوزير أمزازي باق في الحزب ويحضر باستمرار لقاءات المكتب السياسي وما يروج غير صحيح".

ويستعد حزب الحركة الشعبية لعقد مؤتمره ال13 ما بين 28 و 30 سبتمبر الجاري، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تحت شعار "حركة من أجل الوطن"، إذ تتوقع اللجنة التحضيرية مشاركة 2500 مؤتمر يمثلون فروع الحزب بمختلف الأقاليم والجهات.