قال مرشح الرئيس ترامب لتولي رئاسة المحكمة العليا في الولايات المتحدة إنه لن يسمح للاتهامات الكاذبة بإبعاده من إجراءات الترشيح.

وقال بارت كافانو لفوكس نيوز: "لن أذهب إلى أي مكان"، رغم مزاعم إساءة السلوك الجنسي التي تحاصره.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من إدعاء إحدى زميلاته في جامعة يايل أنه خلع ملابسه أمامها أثناء إحدى الحفلات ، وهو ما نفاه القاضي الأمريكي بالإضافة إلى نفي اتهامات أخرى باغتصاب فتاة أثناء حفل في الثمانينيات من القرن العشرين.

وأضاف: "لن أسمح للإدعاءات الكاذبة بأن تخرجني من دائرة المرشحين للمنصب"، وذلك أثناء حديث أجرته معه مارثا ماكولام على شبكة بُث عبر قناة فوكس نيوز.

وتابع: "أتطلع إلى إجراءات عادلة حيث يتم سماعي أدافع عن نزاهتي، وسجلي الحافل بالدفاع عن كرامة المرأة وحقها في المساواة ، وسوف أبدأ بالاستشهاد بنساء عرفنني منذ كنت في سن الرابعة عشرة."

ومن المقرر أن تسلم المدعية الأولى ضد كافانوه أدلة تؤيد مزاعمها الخميس المقبل بعدها يُسمح للقاضي الأمريكي بالشهادة لنقض مزاعمها وتفنيد الأدلة.

ماذا قال كافانو؟

نفى المرشح لمنصب رئيس المحكمة العليا الأمريكية المزاعم التي ظهرت في الفترة الأخيرة في خطاب وجهه للجنة الشؤون القضائية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

ووصف في خطابه تلك المزاعم بأنها "تستهدف التشويه والاغتيال المعنوي"، وأضاف أن هذه "الجهود المنسقة جيدا لتدمير سمعتي الطيبة لن تنجح في إبعادي."

وتابع: "ولن تبعدني أيضا تلك التهديدات الضمنية بالعنف ضد أسرتي. ولن ينجح الاغتيال المعنوي لشخصي حتى اللحظة الأخيرة"، واصفا هذه الإدعاءات بأنها "مشوِهة، ومجردة، وبسيطة".

وأكد أيضا على أنه لم يرتكب يوما مثل هذه الأعمال، قائلا: "الحقيقة هي أنني لم أعتد جنسيا على أحد أبدا، سواء في المدرسة الثانوية أو في أي مرحلة أخرى."

وأضاف: "لا أستجوب أحدا، ولا أريد أن يستجوبني أحد حول ما إذا كانت فورد قد تعرضت للاعتداء الجنسي في مرحلة ما من حياتها على يد شخص ما في مكان ما. لكن ما أعرفه جيدا هو أنني لم أعتد جنسيا على أي أحد."

هل المزاعم الجديدة؟

قالت ديبوراه راميرز، زميلة القاضي الأمريكي كافانوه في جامعة يال، لصحيفة النيويوركر إنه تعرى أمامها في حفل في أحد بيوت الطلاب في الثمانينات من القرن العشرين.

متظاهرون
Getty Images
توافد متظاهرون على مبنى البرلمان احتجاجا على ترشيح كافانوه

وأضافت: "رأيت عضوا ذكريا أمامي، لكني أدركت أنني لا أريد ذلك، ولا حتى أفكر به على الإطلاق."

وأشارت راميرز، 53 سنة، إلى أن الأمر انتهى بها إلى أن تلمس عضوه الذكر أثناء محاولة الابتعاد عنه.

وقالت إنها تتذكر أن بارت كافانو وقف إلى جوارها وهو يضحك أثناء خلع سرواله الداخلي.

وأشار مقال النيويوركر أيضا إلى أن راميرز تعاني من فجوات في الذاكرة بسبب تناول المشروبات الكحولية.

لكن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إنها لم تتمكن من الحصول على رواية متسقة رغم إجرائها "بضع عشرات" من اللقاءات مع راميرز.

ووقعت حوالي 900 خريجة من جامعة يايل خطابا لدعم ديبوراه راميز.

وسحبت اثنتان من زميلات القاضي كافانوه توقيعهما من بيان يشكك في مزاعم زميلتهما ديبوراه .

ماذا قال البيت الأبيض؟

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأمم المتحدة الاثنين الماضي إن متهمي كافانوه "ظهروا فجأة ليروجوا إدعاءات غير مؤكدة لأهداف سياسية بحتة."

وأضاف أنه "قد تكون هذا الوضع قد يكون الأكثر ظلما، والأكثر بعدا عن العدالة الذي قد يتعرض له أي مرشح لأي منصب."

وأشار بعدها بقليل، أثناء حديثه مع صحفيين، إلى أنه يأمل أن يتم التأكد من أنها إدعاءات كاذبة "وبسرعة".

في تلك الأثناء، قالت المستشارة في البيت الأبيض كيليان كونواي إنها تستشعر "مؤامرة كبيرة من اليسار".

وتذكرنا هذه العبارة بما قالته هيلاري كلينتون عندما اتهم زوجها بيل كلينتون بالخيانة عام 1998، إذ رددت نفس الكلمات.

هل هناك إدعاءات أخرى؟

تزعم كريستين بايزلي فورد أن بارت كافانو حاول تجريدها من ملابسها وهو في حالة سكر وثبتها على الفراش وكمم فمها عندما كانا في حفل أثناء المرحلة الثانوية، وأشارت إلى أن عمرها في ذلك الوقت كان ما بين 15 و17 سنة.

وقالت أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا إنها شعرت بالخوف، وذلك في خطاب أرسلته إلى لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وأضافت: "مع أنني أشعر بالخوف، لكن يجب أن تعلموا أن الخوف لن يمنعني من الشهادة، وسوف تجدوا إجابات على كل أسئلتكم. وأطالب بمعاملة نزيهة ومحترمة."

وكتب مايكل أفانتي، المعروف بأنه الوكيل القانوني لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز في قضاياها ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إنه سوف يمثل إمرأة ثالثة أمام المحكمة لديها "معلومات ذات مصداقية" عن اعتداء القاضي كافانوه على فورد، متوعدا بإعلان هذه المعلومات في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

ماذا قال المشرعون؟

وأعرب ليندزي غراهام، عضو لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي وعضو الحزب الجمهوري، عن استيائه من "الانهيار الكامل للإجراءات التقليدية لتعيين المرشح لرئاسة المحكمة العليا"، وذلك على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر تعطيل أجندة الرئيس دونالد ترامب، فلا حدود لما يمكن أن نراه من ممارسات."

وقال العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ توم كوتون إن "الديمقراطيين يشاركون في حملة للتعطيل الاغتيال المعنوي للقاضي كافانو. وعلينا أن نصوت هذا الأسبوع"

واستمرت مطالبة الديمقراطيين بتأجيل التصويت لإعطاء فرصة للانتهاء من التحقيقات في هذه المزاعم.

ونشرت كامالا هاريس، وهي العضوة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، صورة لها وهي ترتدي ثيابا سوداء إعلانا للتضامن مع "جميع ضحايا الاعتداء الجنسي".

وأضافت: "لن نسمح بإسكاتهن أو تجاهلهن"، مستخدمة هاشتاغ "#BelieveSurvivors" أو صدقوا الناجيات.

وهاجم العضو الجمهوري ميتش ماكونيل الديمقراطيين، قائلا: "إنه عار وحملة تشويه حقيرة بلغت مداها". كما تعهد بأن يحدد موعدا لتصويت مجلس الشيوخ بكامل هيئته "في المستقبل القريب".