إيلاف من لندن: قبل ستة أيام من الموعد المحدد لانتخاب البرلمان العراقي رئيس البلاد، تتسابق القوى الكردية على كسب دعم زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات الأخيرة مقتدى الصدر لمرشحيهم إلى منصب رئيس الجمهورية، حيث بحث المرشح الرئاسي برهم صالح معه اليوم تشكيل الحكومة الجديدة واختيار رئيس الجمهورية.

وخلال اجتماع عقده مع زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات البرلمانية الاخيرة مقتدى الصدر في النجف اليوم فقد بحث مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني إلى الرئاسة العراقية برهم صالح "أهم القضايا التي تخص الشأن العراقي والعملية السياسية واختيار الاكفأ لرئاسة الجمهورية".. حيث اكدا على ضرورة "أن تكون الحكومة العراقية المقبلة مستجيبة لتطلعات الشعب العراقي والقيام بواجباتها الأساسية والإسراع بتوفير الأمن والخدمات التي يستحقها دون تمييز بين مختلف أطيافه" كما قال مكتب الصدر في بيان صحافي تابعته "إيلاف" منوها إلى أنّه جرى خلال الاجتماع ايضا "التأكيد على أهمية العمل من أجل ترسيخ مبدأ التعايش وتعزيز روح المواطنة في ظل عراق موحد".&

وقد سعى برهم صالح خلال الاجتماع للحصول على دعم تحالف سائرون صاحب اكثر المقاعد البرلمانية بين التحالفات الاخرى لاختياره رئيساً للجمهورية في مواجهة فؤاد حسين مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

وجاء لقاء اليوم بعد ثلاثة ايام من اجتماع مماثل عقده مع الصدر في النجف ايضا رئيس حكومة اقليم كردستان نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نجيرفان بارزاني للترويج لمرشح الحزب إلى الرئاسة العراقية فؤاد حسين، حيث بحثا تطورات العملية السياسية وضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وأن تكون الحكومة المقبلة أبويّة ووطنية وأن لا تفرق بين مكونات الشعب العراقي وأن تصب اهتمامها على تلبية طموحات الشعب وتوفير الخدمات وتحسين أوضاعه العامة.

ويحتدم الصراع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين على منصب رئيس الجمهورية واتخذ خلال اليومين الماضيين منحى فضائحيًا باتهام مرشح الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين بالانتماء للموساد الاسرائيلي والزواج بيهودية، الامر الذي رد عليه خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس نافيا ذلك مهددا بكشف فضائح تتعلق باعضاء في الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس.

مقترحان لحل أزمة اختيار رئيس العراق

ووسط هذا التنافس الانتخابي، فقد كشف القيادي في الحزب الديمقراطي بنكين ريكاني اليوم عن مقترحين قدمهما حزبه إلى الاتحاد الوطني لحسم مرشح رئاسة الجمهورية: الأول منحهم جميع المناصب المخصصة للأكراد في الحكومة الاتحادية، والثاني أن تجتمع الكتل الكردية وعدد مقاعدها 56 مقعدا في البرلمان العراقي لاختيار مرشح واحد بالاغلبية. &&

ويوم امس اعلن رئيس البرلمان &العراقي محمد الحلبوسي عن تحديد الثلاثاء المقبل موعدا نهائيا لاختيار رئيس الجمهورية بعد ان تجاوز عدد المتقدمين للمنصب الثلاثين شخصية. وبحسب التوقيتات المنصوص عليها في الدستور فإن انتخاب رئيس للبلاد يجب ان لايتجاوز مدة شهر على انعقاد اول جلسة للبرلمان وهي تنتهي في الثالث من الشهر المقبل.

واكد الحلبوسي تسلم البرلمان 30 طلباً من مرشحين لمنصب رئيس الجمهورية تخضع سيرهم الذاتية للتدقيق في ملفات ترشيحهم موضحا انه اذا لم يتم الاتفاق على مرشح واحد للمنصب، فإن البرلمان سيضطر للتصويت على اختيار احد المرشحين المتقدمين.&

ووفقا للتقسيم&الطائفي للرئاسات العراقية الثلاث والمعمول به منذ سقوط النظام السابق عام 2003، فإن منصب رئيس الجمهورية يكون من حصة الأكراد ورئيس الحكومة للشيعة ورئيس مجلس النواب للسنة. &

ورغم العدد الكبير للمرشحين لمنصب الرئيس الا انه من الواضح ان تصويت النواب سيتركز على مرشحين اثنين قدمهما رسميا الحزبان الكرديان الرئيسان الاتحاد الوطني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، ويصر كل واحد منهما على أن المنصب من حصته. فقد رشح الاتحاد القيادي فيه برهم صالح ، فيما رشح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم، إضافة إلى شخصيات مستقلة أخرى رشحت نفسها للمنصب.&