نصر المجالي: مع تصعيد الاحتجاجات في عشرات من المدن والبلدات بما فيها العاصمة طهران، تحاول السلطات الإيرانية التي تعيش حالة ما بين الشوكة والسكين، مسك العصا من المنتصف بين قمع المتظاهرين أو استرضائهم ببيانات تبرر أفعالهم، مع الإصرار على أن جهات خارجية تقف وراء تلك الاحتجاجات. 

وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان يوم الأحد أن الشعب الايراني يرى ان الدعم الانتهازي والمضلل للمسؤولين الاميركيين لبعض التجمعات الاخيرة في بعض المدن الايرانية، ليس سوى رياء ونفاق سياسي من قبل الادارة الاميركية.

وقالت الوزارة: الاحتجاج على سياسات الحكومة الاقتصادية، الذي عبرت عنه تظاهرات في عدة مدن ايرانية، فتح شهية خصوم ايران لطرح التأويلات التي تستهويهم ضد هذا البلد المدعم بآليات التعبير الديمقراطية بدءا من الانتخابات وصولا الى حق التظاهر ونقد أداء أجهزة الدولة.

تأييد واحتجاج

وأشارت إلى أنه وكما خرج المئات من المتظاهرين في مدن مشهد وكرمانشاه وطهران احتجاجا على التضخم ونقص فرص العمل، شهدت هذه المدن ذاتها السبت مسيرات حاشدة لاحياء الذكرى الثامنة للملحمة الجماهيرية التي وأدت مخطط الفتنة الذي كان قد حضرت له قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة عبر استغلال ثغرة الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في 2009.

وأضاف بيان الخارجية: وسعى الرئيس الاميركي دونالد ترمب وبعض وجوه اللوبي المتطرف والصهيوني في الكونغرس، الى تجربة حظهم من جديد لاستغلال تظاهرات الايام الاخيرة والشعارات التي اطلقت من بعض من اندسوا فيها.

وتابع: كما حاولت اطراف ووسائل اعلام اقليمية تابعة لدول لا نصيب لها اطلاقا من الديمقراطية، اظهار الاوضاع في ايران، بشكل يتناسب مع طبيعة انظمتها، متجاهلة عن عمد او انتهازية واقع الممارسات الديمقراطية في ايران.

ونوهت الخارجية إلى أن حكومة الرئيس حسن روحاني التي كانت شعارات المتظاهرين موجهة اليها بشكل اساسي، قالت وعلى لسان مستشار الرئيس حسام الدين آشنا ان الشعب لديه الحق في اسماع صوته، مقرا ان البلاد تواجه بعض التحديات من بينها البطالة والتضخم.

كما اكد مرشح التيار المبدئي الى الانتخابات الرئاسية الاخيرة ابراهيم رئيسي من موقعه كمعارض ان اعضاء الحكومة اذا ابدوا تصميما على تسوية المشاكل الاقتصادية فان الشعب سيدعمهم.

تحذير 

ومن جهته، صرح وزير الداخلية الايراني عبدالرضا رحماني فضلي بأن جميع الذين يقفون خلف الكواليس ويستغلون الاجواء الافتراضية ويروجون للعنف معروفون تمامًا، مشددا على انه سيتم بالتأكيد التصدي للذين يروجون لاعمال العنف في صفوف المواطنين.

وخلال الاجتماع الاول للدورة الخامسة للمجلس الاعلى للمحافظات والذي عقد صباح الیوم الاحد في مبنى وزارة الداخلية قال رحماني فضلي بشان الاحداث الاخيرة التي وقعت في بعض مناطق البلاد، لقد كانت فرصة لتنكشف تماما مرة اخرى ايادي من يحملون الحقد تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب ويتآمرون ولا يروق لهم استقرار الشعب.

واضاف فضلي، ان مطالب المواطنين ليست شيئا جديدا حيث كانوا يراجعون المسؤولين سواء امام مبنى الحكومة او مجلس الشورى او المحافظات او اماكن اخرى وان رد الحكومة والمجلس والسلطة القضائية والمسؤولين كان بحيث لا تؤدي مثل هذه المراجعات الى تجمعات واحتجاجات.

واشار الى ان الحكومة الحالية ورثت مؤسسات وانظمة مالية لم تؤسس في عهدها بل تعود الى عهد حكومات سابقة، واضاف، لقد قمنا بحل اكثر من 95 بالمائة من المشاكل المالية لهذه المؤسسات وسددنا مبالغ كبيرة جدا للمواطنين.

حقوق المواطنين

واعتبر ان من حق المواطنين المطالبة بحقوقهم وقال، ان الذين يريدون مصادرة حق المواطنين هذا بصورة ما ويتصرفون معه بحيث يؤدي الى الفوضى واللاقانون والرعب والعنف والحاق الاضرار بالاموال العامة والمواطنين وتشويه صورة مواطنينا الملتزمين بالقانون والنظام على الساحة الدولية وكأنهم متمردون على القانون، فمن المؤكد اننا لن نتحمل مثل هذه القضايا.

أجواء هادئة

وإلى ذلك، قال المساعد السياسي لوزير الداخلية الايراني إن الحوادث او التطورات يمكن ادارتها، ويمكن تحقيق الاهداف في اجواء آمنة. وأضاف اسماعیل جبارزاده خلال مؤتمر صحفي له اليوم الاحد 31 ديسمبر 2017، ان الشعب الايراني يتمتع بوعي سياسي عميق، مؤكدا ان الايرانيين اجتازوا الكثير من الظروف الصعبة.

وأشار الى أنه في الاوانة الاخيرة اثير الكثير من اللغط حول سياسات الحكومة خاصة في ما يخص الميزانية. وأكد جبارزاده ان الحكومة الحالية حققت الكثير من الانجازات على الصعيدين الصحي والاقتصادي، كما نجحت في خفض التضخم.

كما أشار جبارزادة الى ان الحكومة حققت نموا اقتصاديا بنسبة 5% بالرغم من تقليل الاعتماد على ايرادات النفط بالميزانية. وحذر من ان الاعداء يريدون استهداف الأمن في البلاد لمنع تدفق الاستثمارات الاجنبية الى ايران.