تعرض مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، سعد الدين إبراهيم، لانتقادات حادة، على إثر زيارته لإسرائيل، وإلقاء محاضرة عن الاضطرابات في مصر، واتهم ناشطون وسياسيون "إبراهيم" بالتطبيع، بينما تقدم محامٍ ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بالتحقيق معه بتهمة "الخيانة".

«إيلاف» من القاهرة: أثار السياسي المصري والناشط الحقوقي سعد الدين إبراهيم، موجة من الغضب لدى المصريين والفلسطينيين، بعد أن ألقى محاضرة الثلاثاء الماضي، في مركز "موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا" بجامعة تل أبيب الإسرائيلية، عن مصر والثورات التي شهدتها منذ ثورة 1919 وحتى الآن، بعنوان "مصر قرن من الاضطرابات".

وعلى النقيض من المشهد في مصر، لقي إبراهيم، مؤسس ومدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، ترحيبًا لافتاً في إسرائيل، ووجه سياسيون وباحثون إسرائيليون الشكر له على حضوره إلى تل أبيب في ظل موجة الغضب التي أحدثها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة.

وتحدث سعد الدين إبراهيم ضمن المحاضرة، وجاءت كلمته بعنوان "دروس من قرن الاضطرابات في مصر"، تناول فيها التغييرات السياسية التي تشهدها مصر، مشيرًا إلى أنها حالة فريدة من نوعها، ولا يمكن مقارنتها بأي دولة أخرى.

وهاجم طلاب فلسطينيون سعد الدين إبراهيم، أثناء إلقاء كلمته، وهتفوا: "يحيا نضال الشعب الفلسطيني.. ويحيا الشعب المصري"، كما اتهموه بـ"الخيانة والعمالة"، وقال أحدهم لإبراهيم "الشعب المصري برئ منك ومن أمثالك"، و"التطبيع خيانة"، ثم قاطعوا كلمته وخرجوا من قاعة المحاضرة.

وشارك في المؤتمر، سفير إسرائيل الأسبق لدى مصر، شيمون شامير، وألقى كلمة عن معنى الثورة من خلال التأمل في ثورات 1919 و1952 و2011. كما شارك فيها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، شلومو أفينيري، وألقى محاضرة بعنوان "التحديث والمجتمع المدني والتراث الفرعوني".

وحاولت "إيلاف" التواصل مع سعد الدين إبراهيم، إلا أن هاتفه المحمول مغلق.

 

وتعرض سعد الدين إبراهيم، لانتقادات لاذعة في مصر، واتهامات بالخيانة والتطبيع، وقال النائب في البرلمان، مصطفى بكري، إن "سعد الدين إبراهيم اعترف قبل ذلك أنه يتلقّى تمويلًا من جامعة حيفا الإسرائيلية لمركز ابن خلدون، والآن جاء في ظل غضبة الشعب العربي من موقف إسرائيل وأميركا في القدس ليذهب ويتحدّى ويخرج لسانه، ويحضر محاضرة مع رجال الموساد الإسرائيلي بعنوان "قرن من الاضطرابات في مصر"، وكأنه يرد أن يقول إن مصر بها قلاقل وأنها تعيش اضطرابات ولن تستقر".

وأضاف بكري في تصريحات صحافية: "كان أولى بسعد الدين إبراهيم أن يواجه مَن احتلوا الأرض وتآمروا على الشعب"، متابعًا: "لكن الرجل الذي تفاخر في يوم من الأيام أنه حصل على مليوني دولار من المعونة الأميركية المقدمة لمصر لمركز ابن خلدون هو ذاته الذي يزحف إلى إسرائيل للوقوف معها، ويتحدث من إحدى الجامعات التي تحض دائمًا على كراهية الفلسطينيين والشعب العربي". ووصفه بـ"الخائن"، وطالب بمحاكمته.

بينما تقدم المحامى سمير صبري ببلاغ للنائب العام نبيل صادق النائب العام، يتهم فيه سعد الدين إبراهيم بالخيانة والتطبيع مع إسرائيل من خلال إلقاء محاضرة في تل أبيب عن ثورات الربيع العربي، مطالبا بإحالته للمحاكمة الجنائية.

وقال صبري في البلاغ إن "سعد الدين إبراهيم توجه إلى إسرائيل تلبية لدعوة مشبوهة له من مركز موشى ديان لدراسات الشرق الأوسط لإلقاء محاضرة بشأن ثورات الربيع العربي بجامعة تل لبيب، في إطار جلسات يتم عقدها تحت عنوان الاضطرابات السياسية في مصر، نظرة جديدة على التاريخ".

وحسب ما ورد في نص البلاغ، الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، فإنه "من المعروف والمعلوم أن كل من يحاضر داخل مؤسسة أكاديمية إسرائيلية يوافق الذين يسيرون ضد الدولة المصرية وضد إرادة الشعب في 30 يونيو، وأن هذه الزيارة ضمن التطبيع المجاني لإسرائيل يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت اسرائيل في عملية السلام بل وتقوم بتهويد القدس".

وأضاف البلاغ: "المبلغ (سعد الدين إبراهيم) ضده يحاضر بعد يوم واحد من تصويت الكنيست على السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، أي البناء الحر في كل قطاعاتها دون الالتزام بأي معاهدات أو مواثيق تلزم إسرائيل بعدم البناء".

ولفت إلى أن عدداً من الشباب الفلسطيني بجامعة تل أبيب هاجموا، سعد الدين إبراهيم بسبب محاضرته، مرددين "التطبيع خيانة.. مطبع عميل"، وطالب المحامي بإحالة إبراهيم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بتهمة الخيانة.