اجتاحت إيران الأسبوع الماضي موجة احتجاجات خرج فيها آلاف الإيرانيين إلى الشوارع للتظاهر ضد الفساد الحكومي، والبطالة، وضعف الاقتصاد.

وعلى الرغم من تشديد القيود على وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت على صفحات الإنترنت بعض مقاطع الفيديو والصور بينها تلك التي تبدو وكأنها لمتظاهرين يخربون بعض المباني في حين تطلق عليهم قوات حكومية النار.

وحجبت السلطات الإيرانية موقع انستغرام للصور وتطبيق تيلغرام في محاولة منها لتعطيل الدعوات للاحتجاج ومنع نشر مقاطع الفيديو والصور على الانترنت لكن عددا من الصور وجدت طريقها إلى الإنترنت.

ومن بين تلك الصور التي انتشرت على نطاق واسع كانت صورة امرأة تخلع غطاء رأسها أبيض اللون وتلوح به بعد وضعه على عصا في تحد واضح للنظام الحاكم في البلاد.

ورغم أن الصورة حقيقية، إلا أنه لم يكن قد تم التقاطها أثناء موجة الاحتجاجات هذه.

متظاهرون في جامعة طهران 30/12/2017
EPA

حكاية الصورة

بدأت الاحتجاجات يوم 28 ديسمبر/كانون الأول في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة في البلاد، ثم تلتها مجموعة مظاهرات في كثير من المدن والقرى الأخرى طالب فيها المتظاهرون بإنهاء حكم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي.

وقبل اندلاع المظاهرات بيوم، نشرت صورة المرأة التي تلوح بغطاء الرأس الأبيض على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مسيح علي نجاد، وهي صحفية إيرانية مقيمة في أمريكا.

والسيدة علي نجاد هي أيضا ناشطة في مجال حقوق المرأة ومؤسسة لحملتين على وسائل التواصل الاجتماعي هما "حريتي الخفية" و"أيام الأربعاء البيض".

وتشجع الحملة الأولى النساء الإيرانيات على نشر صور ومقاطع فيديو تظهرهن دون غطاء الرأس الإلزامي في الأماكن العامة، في حين تحث الحملة الثانية، التي بدأت عام 2017، النساء على ارتداء ملابس بيضاء كل يوم أربعاء احتجاجا على الزي الصارم المفروض عليهن في إيران.

ونشرت السيدة علي نجاد الصورة على صفحتها على موقع انستغرام كجزء من حملتها "أيام الأربعاء البيض".

نساء محجبات
Reuters

وبدأت صور المرأة التي تقف على صندوق ملوحة بغطاء الرأس بالانتشار من قبل أولئك الذين لا يعتقدون أن الإصلاح كاف ومن قبل متظاهرين خاب أملهم في رجال الدين الممسكين بزمام السلطة.

وكنتيجة لذلك، أصبحت المرأة الشابة رمزا لحركة احتجاج إيران التي حشدت مئات الإيرانيات، حتى أن البعض وصفها بـ "روزا باركس" - ناشطة الحقوق المدنية المعروفة في امريكا.

واستبدل مئات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي صورهم الشخصية بصورة ملونة للمرأة الملوحة بالحجاب.

ورغم أن هوية المراة ومصيرها لا يزالان مجهولان إلا أنها قد أصبحت رمزا للتحرر والأمل لكثير من المتظاهرين ضد الحكومة الإيرانية.