الرباط: دعا حزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا) إلى ضرورة تطبيق نهج نموذج تنموي وديمقراطي جديد قادر على تحقيق مغرب الكرامة والعدالة الاجتماعية، في إشارة إلى موضوع الاحتجاجات والحركات المطلبية الاجتماعية التي تشهدها بعض مناطق البلاد.

وجدد المكتب السياسي للحزب في بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، دعوته القوية من أجل الانكباب الجدي والسريع على تجاوز أزمة النموذج التنموي الذي اعتمدته المملكة لعقود، وما أبان عنه من محدودية واختلالات، وفي مقدمتها التفاوتات المجالية والاجتماعية الصارخة، وتفاقم المشكلات الاجتماعية والتنموية لجماهير الشعب في المدن وأحيائها الهامشية، وفي الأرياف وفي المناطق الجبلية والنائية.

تأطير الاحتجاجات

دعا الحزب مختلف الفعاليات المحلية والجهوية المعنية بالحراك الاجتماعي السلمي في إقليم جرادة (شمال شرق المغرب) إلى رص صفوفها والعمل على تأطير احتجاجات ومطالب السكات في الاتجاه الذي يمكن من التفاعل الايجابي مع المبادرات المتخذة من قبل الجهات والمؤسسات الرسمية بما يضمن الاستجابة السريعة للمطالب المستعجلة المعبر عنها، معلنا عن تشكيل خلية مركزية للتتبع والتنسيق قصد اتخاذ المواقف والمبادرات التي تستدعيها تطورات هذا الملف.

وشدد على ضرورة إعمال مقاربة تنموية خاصة لمواجهة مظاهر النقص وتجاوز وضعية التهميش والإجحاف التي تعرفها المناطق الحدودية بمختلف جهات البلاد، بما يمكنها من مقومات الاندماج في المسار التنموي الوطني، والقضاء على التفاوتات والفوارق، وإعادة الثقة إلى المواطنات والمواطنين في هذه المناطق وتعبئتهم للإسهام في بناء المغرب الديموقراطي والمتقدم الذي ينعم فيه الجميع بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة.

إصلاح منظومة التعليم

فيما يخص إصلاح قطاع التعليم في البلاد، أكد المكتب السياسي للحزب على أن إيجاد الحلول الملائمة لمسألة تمويل منظومة التعليم، لا يمكن أن يتم إلا في احترام تام لمبادئ أساسية، تتمثل في ضرورة التقيد بمبدأ مجانية التعليم كحق أساس لجماهير الشعب المستضعفة، وإعمال مبدأ التضامن الوطني الذي يتيح إسهام كل مكونات المنظومة في تمكين أطفال المغرب من الولوج إلى التربية الجيدة والتعليم النافع.

تبخيس العمل السياسي

من جهة ثانية، عبر المصدر ذاته عن استهجانه لسعي بعض الأوساط لتبخيس العمل السياسي والحزبي في المغرب، وصلة بما يتم تداوله في بعض الأوساط الإعلامية من معطيات حول موضوع ملئ المناصب الحكومية الشاغرة، وخاصة ما يتم الترويج له من كون عدم استكمال هذه العملية مرده إلى ما تعرفه الأحزاب السياسية المعنية من خلافات داخلية، و الجزم بافتقارها للكفاءات القادرة على تحمل المسؤولية.

وبمناسبة قرب حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2968، دعا حزب التقدم والاشتراكية إلى جعل تخليدها تقليدا راسخا لدى مختلف المؤسسات والهيئات والفعاليات الوطنية عبر ربوع المملكة المغربية، وذكر بالمواقف المبدئية والثابتة للحزب فيما يتعلق بالنهوض باللغة والثقافة الأمازيغية، كمكون أصيل للهوية المغربية المتنوعة والموحدة.

وخلص إلى مواصلة المكتب السياسي التحضير للمؤتمر الوطني العاشر للحزب، المقرر التئامه منتصف شهر مايو المقبل ، حيث تم استعراض الخلاصات الأولية للاجتماع العام للجنة التحضيرية الوطنية، وخلاصات اجتماعات اللجان التحضيرية الفرعية.