تناولت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية ومن بينها المختفون في سجون تنظيم الدولة الإسلامية والاحتجاجات في إيران.

البداية من صفحة الرأي في صحيفة أي، الصادرة عن صحيفة الإندبندت، ومقال لباتريك كوبرن بعنوان "الربيع العربي يمكنه أن يساعدنا في فهم إيران".

ويقول كوبرن إن وسائل الإعلام الدولية لديها سجل فقير فيما يتعلق بنقل الاحتجاجات والانتفاضات في الشرق الأوسط منذ عام 2011، حيث "صور الكفاح الشعبي المركب المتعدد الجوانب على أنه معركة بسيطة بين الشر والخير".

ويضيف أعرب الكثيرون عن الاندهاش والحزن عندما تحول ما كان يعتقد أنه بزوغ فجر الديمقراطية في سوريا واليمن وليبيا إلى حروب أهلية مدمرة، بينما أصبحت مصر والبحرين أكثر "استبدادية" مما سبق.

ويقول كوبرن إن تذكر الخطأ التام في تكهن ما سيؤول إليه حال الربيع العربي يجب أن تجعل وسائل الإعلام الأجنبية أكثر حذرا في نقل المظاهرات في إيران التي بدأت في مشهد يوم 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي وانتشرت سريعا.

ويضيف أن إيران تزعم أن قوات الأمن تمكنت من إخماد المظاهرات أو أن المظاهرات خمدت من تلقاء نفسها، ولكن يوجد ما يشير إلى أن المظاهرات ما زالت مستمرة ولكن على نطاق أقل.

ويقول إن الشعارات التي رددت في المظاهرات والمقابلات القليلة التي أجريت مع بعض المظاهرين تشير إلى أن المظاهرات كانت مدفوعة بالفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وانخاض الدعم على المواد الغذائية والوقود إضافة إلى الغضب من فساد وجشع النخبة الحاكمة.

ويقول إن الكثير من المعلقين يهونون من تأثير الاحتجاجات ويصفونها بأنها من غير المرجح أن تؤدي إلى تأثير طويل المدي في إيران على أساس أنها تفتقر إلى التنظيم وإلى هدف موحد أو بلا زعامة واضحة، ولكن الصحفيين عادة ما يهولون من أهمية وجود هدف موحد أو من ضرورة وجود قادة للمظاهرات يمكن إجراء مقابلات معهم أو اقتباس ما يقولون.

ويرى كوبرن أن افتقار المظاهرات إلى التنظيم وتوزعها الجغرافي يشيران إلى أنها مظاهرات حقيقية تعرب عن غضب حقيقي. ويضيف أنه إذا كانت المظاهرات من تنظيم المخابرات الأمريكية والاسرائيلية بتمويل سعودي، كما قال مسؤولون إيرانيون، لكان الصحفيون يتعاملون مع عميلة علاقات عامة مرتبة وواضحة.

"المختفون" في سجون تنظيم الدولة

مباني مدمرة في الرقة
Reuters
مباني مدمرة في الرقة

وننتقل إلى صحيفة الغارديان ومقال لكريم شاهين وأحمد حاج حمادو في اسطنبول بعنوان "الأسر تواصل البحث عن أقاربها المختفين في سجون تنظيم الدولة السرية".

وتقول الصحيفة إن أسر مئات المدنيين الذين اختطفهم تنظيم الدولة الإسلامية ويحتجزهم في سجونه السرية تطالب الجماعات المسلحة التي طردت التنظيم من الرقة، عاصمته في سوريا، بمساعدتها في معرفة مصير ذويهم.

ويقول أقارب المختفين إن المئات، ربما الآلاف، ممن اختطفهم واحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية ما زالوا مفقودين، على الرغم من اندحار التنظيم واختباء الباقين من مسلحيه في الصحراء.

ونقلت الصحيفة عن عامر مطر، وهو مخرج أفلام وثائقية من الرقة ويقيم حاليا في ألمانيا ويحاول تسليط الضوء على المختفين في سجون التنظيم، قوله "لدينا مئات الأسماء والصور والتواريخ. ليست لدينا قائمة كاملة، ولكننا نكتشف أسماء جديدة كل يوم". وكان محمد نور، شقيق مطر، قد اختطفه التنظيم في أغسطس/آب 2013، وما زال مختفيا حتى الآن.

وتقول الصحيفة إن خلافة تتظيم الدولة الإسلامية انهارت بفعل العمليات العسكرية المنسقة في سوريا والعراق، ولكن لم يسع أحد لمعرفة مصير آلاف السجناء الذين احتجزهم التنظيم في منطقة شاسعة من الأراضي في دولتين.

مصير الجهاديين البريطانيين

صورة أرشيفية للجهادي البريطاني محمد إموازي المعروف باسم
BBC
صورة أرشيفية للجهادي البريطاني محمد إموازي المعروف باسم "جهادي جون"

وننتقل إلى صحيفة ديلي تلغراف ومقال لغوردان راينر بعنوان "وزير يقر بأن مصير نصف الجهاديين البريطانيين غير معلوم".

ويقول راينر إن مئات المسلحين البريطانيين الذين سافروا إلى الشرق الأوسط للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات المسلحة قد اختفوا وأصبح مصيرهم غير معلوم، حسبما قال بن والاس وزير الدولة لشؤون الأمن بريطاني.

وقال والاس إمن نحو نصف ما يقدر بـ 850 بريطانيا سافروا للقتال في سوريا والعراق عادوا إلى بريطانيا ولكن الوزراء "لا يعلمون" مصير الباقين. ويعتقد أن واحدا من بين كل خمسة جهاديين قتلوا في المعارك، كما أن عددا محدودا عبر الحدود إلى تركيا، ولكن مصير "عدد كبير" ما زال مجهولا.

وقال والاس لبي بي سي "ذهبوا إلى منطقة يصعب الوصول إليها للغاية في سوريا، إلى وادي الفرات ثم تفرقوا من هناك. ما نعلمه هو أن نحو نصف العدد قد عاد إلى بريطانيا من بين نحو 850 سافروا إلى سوريا".