نصر المجالي: حذر الصحافي الأميركي مايكل وولف صاحب كتاب "الغضب والنار" من احتمال انهيار آمال رئيسة الحكومة البريطانية بالتوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذا لم تتم دعوة دونالد ترمب إلى حفل زفاف الأمير هاري وميغان ماركل.

وقال الكاتب الأميركي وولف إن ترمب سيحترم العلاقات الخاصة فقط اذا ما حصل على ما يريد. كما توقع أن الرئيس الأميركي قد يسيء استخدام زيارته المقررة لبريطانيا من قبل "ترامباليسينغ -Trumpalising" الملكة، ويخطف الأضواء منها ويعاملها كما لو أنها على واحدة من برامجه التلفزيونية الواقعية.

وفي تصريحات صحفية نشرت صحيفة (صنداي ميل) جزءًا منها يوم الأحد، تحدث وولف عن لقطات مدهشة من الحالة الذهنية لترمب، ويقول: بعض المسؤولين يعتقدون أن الطفل البالغ من العمر 71 عامًا يعاني من صعوبات في التعلم أو حتى إصابته بالخرف.

عبقري

وفي دفاعه عن نفسه، وصف الرئيس الأميركي نفسه بـ"العبقري" و"المستقر عقليًا بصورة كبيرة"، ردًا على الاتهامات التي وردت في كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترمب الأبيض"، الذي نشر وتناول صحته العقلية.

وكتب ترمب: "في الواقع، طوال حياتي، كانت أفضل صفاتي الاستقرار العقلي، واعتباري ذكيًا حقًا.. انتقلت من رجل أعمال ناجح جدًا، إلى نجم تلفزيوني.. إلى رئيس الولايات المتحدة (في أول ترشّح). أعتقد أن ذلك من شأنه أن يؤهلني إلى أن أكون ذكيّا بل وعبقريا.. عبقريا متّزنا جدا".

كما كشف الكاتب الأميركي في تصريحاته أن ترمب كان جاهلاً جدًا عن كل شيء متعلق بالمملكة المتحدة، كما أنه ليست لديه أية فكرة عمّا يعنيه "بريكسيت" حتى قبل أسبوعين من الاستفتاء العام 2016. 

دعوة أوباما 

يذكر أن تقارير كانت قالت إن دعوة باراك أوباما الرئيس الأميركي السابق الي حفل زفاف ألامير هاري على ميغان ماركل ربما يتسبب في مشكلة بين واشنطن ولندن. 

وقال مسؤولون بريطانيون إن حضور اوباما لحفل الزفاف سيؤدي الى توتر في العلاقات بين بريطانيا وادارة دونالد ترمب الذي لم يقدم تهنئة رسمية للعروسين حتى الان. 

وكانت جريدة (ذا صن) قد اشارت نقلا عن احد المصادر المقربة من العائلة الملكية رغبة الامير هاري في حضور صديقه المقرب باراك اوباما الى حفل الزفاف. ومن المعروف ان اوباما وهاري على علاقة طيبة لاهتمامهما بالرياضة واطلاقهما المبادرات الرياضية. 

يذكر أن الرئيس الأميركي السابق كان قدم التهاني بسرعة للأمير هاري وخطيبته من خلال تغريدة له على تويتر، بينما لم يصدر تعليق واحد من ترمب على الخبر، كذلك لا توجد بعد خطط مؤكدة لزيارة الرئيس الأميركي الحالي لبريطانيا. 

غضب ترمب

ومن المتوقع ان يغضب ترمب بشدة بسبب حضور اوباما للحفل، خاصة ان ترمب لم تتاح له الفرصة من قبل لمقابلة الملكة اليزابيث.

ويشار إلى أنه كان من المتوقع أن تبدأ بريطانيا محادثات مع الولايات المتحدة، بهدف رسم تفاصيل اتفاق تجاري محتمل، لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي تقضي قواعده بألا توقع بريطانيا أي اتفاق تجاري، إلا بعد مغادرتها الاتحاد.

وفي حين حذرت شركات واتحادات عمالية بريطانية من مخاطر محاولة التوصل لاتفاق بشكل سريع. قالت وزارة التجارة الدولية إن المحادثات يتوقع أن تركز على "توفير اليقين والاستمرار، والثقة المتزايدة للشركات البريطانية والأميركية، في الوقت الذي تغادر فيه بريطانيا الاتحاد الأوروبي".

ترمب يتوقع الاتفاق

وفي وقت سابق من صيف العام الماضي ، قال الرئيس الأميركي إنه يتوقع إبرام اتفاق تجاري "قوي" مع بريطانيا، "في القريب العاجل". وحينئذ قال مسؤول حكومي بريطاني إن ترمب ورئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، اتفقا على إعطاء أولوية للعمل من أجل التوصل لاتفاق تجاري، لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

حقائق عن التبادل التجاري بين البلدين

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بالفعل أكثر من 200 مليار دولار (150 مليار استرليني). وفي عام 2015، بلغت قيمة الصادرات الأميركية من السلع والخدمات إلى بريطانيا نحو 123.5 مليار دولار، أي بزيادة بنسبة 4 في المئة مقارنة بعام 2014، وذلك وفقًا لمكتب التحليل الاقتصادي الأميركي. 

يذكر أن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر منفرد للاستثمار الأجنبي المباشر داخل بريطانيا. وتملك كل من بريطانيا والولايات المتحدة استثمارات متبادلة بقيمة تريليون دولار، في اقتصاد كلا البلدين. كما تدعم التعاملات التجارية بين البلدين أكثر من مليون وظيفة في كلا البلدين.