الخرطوم: قتل طالب الأحد في السودان خلال تظاهرات احتجاجا على ارتفاع سعر الخبز، على ما أفاد مسؤولون وشهود.

وجرت تظاهرات في مناطق من ولايتي دارفور والنيل الأزرق اللتين تشهدان نزاعا بين الحكومة ومتمردين.

كما شهدت العاصمة الخرطوم قيام المتظاهرين بإحراق إطارات وقطع طرقات فيما تصدت لهم الشرطة بالغازات المسيلة للدموع.

وتضاعفت اسعار الخبز هذا الاسبوع في السودان بعدما قررت الحكومة أن تعهد باستيراد القمح للقطاع الخاص، ما أثار استياء كبيرا بين السكان.

وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع على مئات الطلاب والمواطنين الذين تظاهروا في الجنينة ونيالا بدارفور وفي الدامازين بالنيل الأزرق، بحسب شهود.

وقال والي غرب دارفور وعاصمتها الجنينة فضل المولى الهجا في بيان إنه "خلال الأحداث التي وقعت في الجنينة، قتل طالب وأصيب ستة أشخاص آخرون بجروح".

وأضاف أن "الوضع الآن هادئ" من غير أن يوضح ظروف مقتل الطالب.

وجرت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب وطلاب كانوا يرشقونها بالحجارة خارج جامعة الخرطوم، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وهتف المتظاهرون في الدامازين "لا لغلاء الخبز" فيما ذكر شهود أن الشرطة فرقت التظاهرة.

وسرعان ما انتشرت صور ومقاطع فيديو للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت أحزاب المعارضة دعت إلى تجمعات الأحد في جميع أنحاء البلاد.

وقال أحد السكان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "سعر الخبز يرتفع في نيالا لأن العديد من المخابز أغلقت بسبب نفاد الطحين".

وقال مسؤول حكومي في نيالا أن الوضع في المنطقة بات تحت السيطرة. وقال طالبا عدم كشف اسمه إن "الشرطة فرقت المتظاهرين وقواتنا الأمنية جاهزة للتعامل مع أي بلبلة".

مصادرة ست صحف 

اكد رؤساء تحرير ست صحف سودانية ان جهاز الامن والمخابرات صادر نسخها لاحد بسبب انتقادها زيادة اسعار الخبز.

وقام جهاز الامن الاحد بمصادرة جميع نسخ صحف "التيار" و"المستقلة" و"القرار" و"الميدان" و"الصيحة" و"اخبار الوطن"، وفق المصادر ذاتها.

و"الميدان" و"اخبار الوطن" من صحف الاحزاب المعارضة بينما الاربعة الاخرى مستقلة وتوجه انتقادات الى الحكومة من حين لاخر.

وقالت رئيسة تحرير اخبار الوطن هنادي الصديق "لم يقدموا اسبابا لمصادرة نسخ صحيفتنا لكني اعتقد انه بسبب تغطيتنا الشفافة لزيادة الاسعار".

وشهد السودان في 2016 ظاهرات احتجاجية إثر قرار الحكومة الحد من الدعم للوقود، ما أثار ارتفاعا حادا في الأسعار.

وسارع النظام إلى قمع الحركة خشية تكرار الصدامات الدامية التي شهدها البلد عام 2013 على خلفية خفض سابق للدعم على الوقود، وأوقعت عشرات القتلى.

ويتعرض الاعلام السوداني لهجمات مستمرة في هذا البلد الذي صنف في أسفل مؤشر حرية الاعلام الذي تصدره مؤسسات رصد عالمية.

ويخضع الرئيس السوداني عمر البشير الحاكم منذ 1989 لمذكرتي توقيف أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 2009 و2010 بتهمة الابادة وارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في اقليم دارفور الذي يشهد منذ 2003 حربا اهلية اسفرت عن 330 الف قتيل، بحسب أرقام الامم المتحدة.