«إيلاف» من بيروت: هل تمر العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بتوتر شديد قد يؤدي إلى التهديد بالاتفاق بينهما أي باتفاق إعلان النوايا؟

يؤكد عضو تكتل التغيير والاصلاح في لبنان النائب سليم سلهب في حديثه لـ"إيلاف"، "وجود خلاف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية"، ويشير الى ان "اتفاق معراب لم يسقط بل يجب استمرار التفاهم حول العناوين الوطنية".

ويشير النائب القواتي فادي كرم الى "أن الامور "مش ظابطة" خلافًا لما كنّا نتوقع"، محملاً بعض المسؤولين في التيار تبعات ما آلت اليه العلاقة"، ويقول "كأن التيار الوطني الحرّ عندما نسج علاقات جديدة مع قوى سياسيّة أخرى يحاول إلغاء التفاهم مع "القوات".

وعلى الرغم من إنحراف "قطار العلاقة" عن سكّة "تفاهم معراب"، إلا أن كرم طمأن الى "ان التواصل لا يزال قائمًا، علمًا انه لا يأتي بنتائج فاعلة"، لافتًا الى ان "تفاهم معراب" أعطى نتائج مهمة ونحن من جهتنا نتمنى استمراره، لكن للأسف بعض المسؤولين في التيار دخلوا الى المعركة الانتخابية بقناعة ان الاستحقاق الانتخابي أهم من "تفاهم معراب".

ما هو موقف المناصرين في كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من موضوع التوتر بين القوات والتيار؟

سجال إعلامي

رالف أبو جودة (القوات اللبنانية) يستغرب موقف التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل الذي فتح سجالاً إعلاميًا مع القوات دون أي مبرر، واقحم الوزير باسيل نفسه والتيار الوطني الحر بالخلاف بين القوات والمستقبل وحاول توسيع الشرخ بدلاً من معالجة الموضوع، وطرح عناوين سياسية ضد القوات اللبنانية ليست مقبولة مطلقًا.

ويضيف :" حاول الوزير باسيل استهداف القوات اللبنانية وتصويرها إنها تستهدف التسوية الرئاسية في مواقفها، وهذا كلام غير مقبول مطلقًا، وأعلنت القوات مواقفها بوضوح من كل التطورات خلال الأسابيع الماضية ولم تتكلم مطلقًا عن تعديل التسوية الرئاسية.

دور التفاهم

موريس قزي (التيار الوطني الحر) يلفت الى أن التفاهم الثنائي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ساهم في في إيصال العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى، ودخول القوات إلى حكومة الرئيس سعد الحريري بثلاث وزارات مهمة.

ولعب هذا التفاهم دورًا مهمًا في الوصول الى قانون جديد للانتخابات على أساس النسبية، بعد تقسيم جديد للدوائر الانتخابية يأخذ في الاعتبار مصالح الفرقاء المسيحيين.

ويضيف :" كان من المتوقع أن يستكمل هذا التفاهم من خلال التعاون في الانتخابات النيابية المقبلة بما يؤدي إلى تشكيل كتلة نيابية كبيرة للطرفين على حساب الأطراف الاخرى كتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وحزب الله والمسيحيين المستقلين، لكن يبدو ان الخلافات بدأت تبرز بين التيار والقوات، ما قد يؤدي إلى عدم الاستمرار بالتفاهم حتى الانتخابات المقبلة.

ويتابع :"من خلال متابعة العلاقة بين التيار والقوات خلال الأشهر الأخيرة، يمكن الإشارة إلى وجود سببين أساسيين أديا إلى بروز الخلافات بين الطرفين، السبب الأول هو الاختلافات في مقاربة العديد من الملفات الداخلية والخارجية، كملف الكهرباء والخدمات والتوظيفات والعلاقة مع سوريا، أما السبب الثاني والأهم، فهو مرتبط بمقاربة ملف الانتخابات النيابية وفقاً للقانون الجديد الذي حرّر كل طرف من التحالف مع الطرف الآخر، وعزز التنافس بينهما.

ويبقى القول، يتابع قزي، أن الملف الأبرز هو ملف الانتخابات النيابية، إذ بدأت القوات بالاستعداد لهذه الانتخابات دون الأخذ في الاعتبار التحالف مع التيار، سواء عبر الترشيحات أو عبر إقامة تحالفات جديدة كما حصل من خلال إعادة ترتيب العلاقة مع تيار المردة وزعيمه النائب سليمان فرنجية في الشمال، ومن الواضح أن طبيعة القانون الجديد ستؤدي إلى منافسة شديدة بين الطرفين ولا تستلزم الاتفاق بينهما.