نصر المجالي: مع تواصل حملة الاتهامات للولايات المتحدة وأطراف في الجوار، بتأجيج "أعمال الشغب" والاحتجاجات، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أنه سيتم سريعا إطلاق سراح كل شخص معتقل شارك في الاضطرابات الاخيرة، ولم يستهدف الأمن العام في البلاد.

وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الايرانية سلمان ساماني، اليوم الاثنين، بأن نسبة الطلبة الجامعيين كانت قليلة جدًا بين المشاركين في الاضطرابات الاخيرة.

واضاف أنه تم تحديد الاشخاص الذين لم تكن لديهم دوافع أمنية لدى المشاركة بالاضطرابات واطلق سراحهم بعد فترة وجيزة.

وبيّن ساماني أن الاضطرابات الاخيرة، أضرت برموز دينية، بجانب الممتلكات العامة التي اغلبيتها كانت تتبع للبلدية فضلاً عن الممتلكات الخاصة مثل المحلات التجارية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية الى جلسة مجلس الامن الدولي حول اعمال الشغب في ايران، زاعمًا إنه "تم تحليل ابعاد استغلال المناهضين في خارج الحدود، ومنهم المسؤولون السعوديون ورئيس وزراء الكيان الصهيوني".

افراج

من جهته، اعلن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي انه تم الافراج عن 70 من المتهمين في احداث الشغب الاخيرة في العاصمة بكفالة مالية بعد اكمال التحقيقات.

واشار جعفري دولت آبادي في الاجتماع العام الثالث والعشرين لمساعدي الادعاء العام في طهران، الى الاحداث الاخيرة في الاسبوع الماضي، موضحا ان الاميركيين خططوا لهذه الاحداث منذ عدة سنوات بعد فشل تيار الفتنة في العام 2009 بالتعاون مع المنافقين (زمرة خلق الارهابية)، واقتناعهم انه لا يمكن مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية على الصعيد السياسي، لذلك حاولوا استغلال الاحتجاجات الاجتماعية الاقتصادية.

ولفت المدعي العام في طهران الى ان مقر المنافقين في البانيا كان ناشطًا عبر الفضاء الالكتروني، مضيفا: ان اطلاق حملات العصيان المدني خلال السنوات الماضية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية مثل حملة "لا للغلاء"و" لا لتسديد الفواتير" وامثال ذلك كانت نماذج تشاهد في الفضاء الافتراضي، وفي اطار تمهيد الارضية لتنفيذ هذا المخطط.

خطة أميركية 

واوضح جعفري دولت آبادي ان الخطة الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية كانت ترتكز على بدء الاحتجاجات من المدن وليس من العاصمة طهران وتتكون من مرحلتين المرحلة الاولى تبدأ من 28 ديسمبر وكان مقررا ان تستمر لغاية 9 فبراير القادم لمدة 40 يومًا بشكل تظاهرات صباحية ومسائية والاشتباك مع الشرطة، على ان تبدأ المرحلة الثانية من 9 فبراير وحتى نهاية شهر فبراير لتتماثل مع ثورة عام 1979، والقيام بتظاهرات عنيفة وعمليات مسلحة.

واعتبر المدعي العام ان سبب فشل الخطة الاميركية هو العنف المبكر لأعمال الشغب في المرحلة الاولى من الخطة، ووصفها بأنها تشبه اجهاض جنين في عملية قيصرية، وقال: ان اعمال الشغب هذه مثل احراق العلم الايراني، وتدمير سيارات المواطنين، ومهاجمة دوائر القضاء والمراكز العسكرية ومراكز الشرطة، قد جعلت الشعب يعي أن التحركات الاميركية وراء هذه الاحتجاجات، لان المواطنين كانوا يعترضون على الغلاء، وليس الاعتداء على المصارف ومراكز الشرطة.

عناصر التنفيذ

واشار جعفري دولت آبادي الى خصلة أخرى للخطة الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهي جلب عناصر تنفيذ الخطة من اماكن اخرى، وقال: إن 13 بالمائة من المعتقلين جلبوا من خارج مناطقهم أي ان المخططين استأجروا افرادًا لتنفيذ خطتهم في المناطق المحددة.

ولفت جعفري دولت آبادي الى ان "خطة العدو كانت تتضمن وضع سيناريوهات قتل مفبركة عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وتلغرام ومواقع الانترنت التابعة للجماعات المعادية".

من جانب آخر، اكد المدعي العام بطهران على ضرورة البت بملفات المتهمين في اعمال الشغب الاخيرة، وقال: من الضروري الفرز بين الاشخاص المخدوعين الذين اعتقلوا في الشوارع وبين العناصر الرئيسية لهذه الاحداث.