نشر المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب (YPG) مقطعين مصورين لأخطر "داعشية" فرنسية تدعى إيميلي كونيغ ألقي القبض عليها من قبل وحدات حماية الشعب تصف خلاله رحلتها مع التنظيم ودورها فيه.

إيلاف: تظهر في مقطع فيديو كونيغ، وهي تتحدث عن بداية انضمامها إلى داعش والطرق التي سلكتها للوصول إلى معاقل التنظيم. 

دعاية وتجنيد
وقالت إنها تتواجد حاليًا في مخيم "الهول" الذي تديره القوات الكردية، مشيرةً إلى أنها خضعت لتحقيق مدته ساعتان للمرة الأولى، وأن وحدات حماية المرأة تؤمّن جميع مستلزمات الحياة لها وللأطفال.

اعتقلت الفرنسية إميلي كونيغ البالغة من العمر 33 سنة بعدما قيل إنها لعبت دورًا كبيرًا في الدعاية لتنظيم داعش وتجنيد إرهابيين له عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

فيما قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو الخميس الماضي، إن "الإرهابيات الفرنسيات اللواتي أوقفن في المناطق الكردية في سوريا ستتم محاكمتهن هناك، إذا كانت المؤسسات القضائية قادرة على ضمان محاكمة عادلة لهن مع احترام حقوق الدفاع" وسط جدل بهذا الخصوص.

وفي الأسبوع الماضي قالت والدة كونيغ لصحيفة "ويست فرانس" إن ابنتها اتصلت بها عبر الهاتف لتقول لها "إنها معتقلة في معسكر كردي، لقد تم استجوابها وتعذيبها"، مطالبة السلطات الفرنسية بالتدخل "لإعادتها" إلى فرنسا مع أطفالها الثلاثة الذين ولدتهم في سوريا.

وردًا على سؤال لوكالة فرانس برس أكد برونو فيناي وكيل الدفاع عن كونيغ أن المرأة التي ظهرت في شريطي الفيديو هي بالفعل موكلته، مشيرًا إلى أن "هذا الفيديو يؤكد روح التعاون التي تتمتع بها حاليًا إيميلي كونيغ".

لكن المحامي شكك في الظروف التي رافقت تصوير الفيديو. وقال "يمكن أن يكون بعض ما قالته قد أملي عليها بالنظر إلى تفاصيل حياتها اليومية التي أعرفها". ونشرت وحدات حماية الشعب الكردي على موقعها الالكتروني هذين الشريطين من دون أن توضح أين ومتى تم تصويرهما.

يشار إلى أن كونيغ هي من أوائل الفرنسيات اللواتي تركن بلدهن للالتحاق بالجهاديين، إذ إنها سافرت إلى سوريا في 2012 تاركة لأمها مهمة تربية طفليها من زواجها الأول، وتزوجت بعيد وصولها إلى "ميدان الجهاد" بجهادي قتل لاحقًا.

وفي سبتمبر 2014 أدرجت الأمم المتحدة اسمها على قائمتها السوداء للمقاتلين الأكثر خطورة، وبعد عام من ذلك أدرجتها الولايات المتحدة على قائمتها السوداء "للمقاتلين الأجانب الإرهابيين".

ولدت إميلي كونيغ في لوريان في مقاطعة موربيان لأب دركي في أسرة من أربعة اطفال كانت هي اصغرهم سنًا، وما ان بلغت العامين، حتى ترك الوالد الابناء الاربعة لوالدتهم، وانفصل عنها، لتتولى هي لوحدها مهمة تربيتهم. التحقت الطفلة بمدرسة البلدة وكانت فترة دراستها عادية الى ان تعرفت الى شاب من أصول جزائرية، فتزوجت به، بعدما اعتنقت الاسلام، وانجبت منه طفلين قبل ان يسجن زوجها بتهمة الاتجار بالمخدرات.

بعيد إسلامها تعلمت كونيغ اللغة العربية، ثم ارتدت النقاب، وبدأت مشوارها في عالم التشدد عبر التواصل مع جماعة "فرسان العزة" الاسلامية، التي كانت تنشط في مدينة نانت (غرب) قبل ان تحظرها السلطات. ومنذ 2010 كانت بنقابها تقف قرب مسجد بلدتها لوريان، وبيدها منشورات تدعو الى الجهاد تحاول توزيعها.

في ربيع 2012 استدعيت للمثول امام محكمة، فرفضت نزع النقاب عن وجهها، وتشاجرت مع احد الحراس، وصوّرت المواجهة في شريط فيديو نشرته على يوتيوب. على الاثر تركت الجهادية الشابة طفليها في رعاية والدتها وغادرت فرنسا الى سوريا للالتحاق بزوجها الجديد.

توقيف المغربي
وتؤكد أجهزة الاستخبارات الفرنسية أن بضع عشرات من الإرهابيين الفرنسيين وزوجاتهم وأولادهم مازالوا موجودين حاليًا في معسكرات أو سجون في كل من العراق وسوريا.

جاء ذلك بالتزامن مع كشف مصادر صحافية فرنسية نجاح وحدات حماية الشعب الكردية باعتقال المتطرف الفرنسي محمد المغربي ضمن آخرين في ديسمبر الماضي، وفق ما نقلت لها عن مصادر قريبة من الملف المفتوح قضائيًا وشرطيًا في فرنسا.

وأكدت المصادر أن وحدات حماية الشعب الكردية أوقفت المغربي البالغ من العمر 36 سنة في محافظة الحسكة. وكان المغربي ضمن "شبكة متشددة أطلق عليها تسمية شبكة أرتيغا" تيمنًا باسم قرية في جنوب غرب فرنسا، ومن أفرادها محمد مراح الذي نفذ عمليات قتل بحق عسكريين من أصول مغاربية ويهود في مارس العام 2012 في جنوب غرب فرنسا، كذلك الأخوان فابيان وجان ميشال كلاين اللذان تبنيا اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في فرنسا.

اعتقل المغربي مع خمسة فرنسيين آخرين، من بينهم شقيقه نجيب، والمتشدد الفرنسي توماس بارنوان، بحسب موقع مجلة "لو بوان" الفرنسية التي كشفت هذه المعلومات.

وكان القضاء الفرنسي قد حكم على المغربي في يوليو 2009، بالسجن ست سنوات لدوره الأساسي في شبكة "أرتيغا" الإرهابية. ووفق الحكم الصادر، فإن المغربي كان عام 2003 "من أول المرشحين للجهاد" في العراق.

وخلال عامي 2003 و2004 ثم في 2006 قام برحلات عدة بين فرنسا وسوريا "لتسهيل إيصال متشددين إلى العراق، وذلك حتى توقيفه عام 2007. وبعدما أنهى عقوبته، توجه المغربي وصديقته وأطفالهما الثلاثة إلى سوريا".