الرباط: بعد الزيادات المتكررة التي شهدتها أسعار الخضر والفواكه بالأسواق المغربية خلال الأسابيع الماضية، اعتبر لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الحكامة والشؤون العامة، أن ثبات الأسعار "لا يمكن أن يستمر طيلة أيام السنة"، وقال ان الحكومة تقوم بجهود كبيرة من أجل محاصرة المضاربين ومراقبة الأسعار.

وأقر الداودي أثناء رده على أسئلة المستشارين خلال الجلسة الأسبوعية في الغرفة الثانية بمجلس النواب المغربي، مساء اليوم الثلاثاء، بوجود الفساد والمفسدين، حيث قال: "الحرب مستمرة على المفسدين، وكلما حاربنا 10 يظهر 20 آخرون، والحكومة تعمل لمحاربة الفساد، ولا يمكن نفي وجوده أو القول إننا قضينا على كل المفسدين".

لحسن الداودي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الحكامة والشؤون العامة المغربي

وأضاف الوزير المنتدب المكلف الحكامة والشؤون العامة أنه خلال شهر واحد جرى "إتلاف 40 طنا من المواد الفاسدة، وراقبنا 16290 نقطة ، وسجلنا 218 مخالفة"، معتبرا في الآن ذاته أنه"ينبغي أن تراقب مئات الآلاف من النقط بالبلاد"، كما اعتبر أن "المضاربة موجودة في كل البلاد ومحاصرتها عمل يومي مستمر".

وأوضح الداودي في تصريح خاص ل"إيلاف المغرب" لدى مغادرته مبنى البرلمان، أن الفساد يسجل "انتشارا سريعا ينبغي أن تسرع الحكومة وتيرتها في محاربته"، مؤكدا أن التحدي الذي تواجهه البلاد بخصوص هذه الآفة هو "هل الإدارة قادرة على ابتكار وسائل وآليات للحد من الفساد ومحاصرة المفسدين؟".

وزاد الدودي مبينا أن من سماهم "المفسدين"، "يبتكرون آليات جديدة ويحتمون على الحكومة تتبعهم"، معترفا بتفوق الفساد في أدوات اشتغاله على الحكومة، وقال "عندما نتعرف على أداة يبتكر أداة أخرى، وعندما تفطن الحكومة لتلك الأداة الجديدة، يكون المفسدون قد ابتكروا آلية جيدة، وبالتالي الفساد دائما سباق ،وفي تطور مستمر وأسلحته تتجدد بسرعة".

وعن مدى قدرة الحكومة على كسب الرهان والتحدي في مواجهة الفساد، قال الداودي "القضية ليست هي أن الحكومة قادرة أو عاجزة، المهم هو أنها تبدل جهدا في محاربة الفساد والنتائج هي التي توضح هل أخفقت أم نجحت في مهمتها؟"، مسجلا أن المجتمع هو الذي من شأنه أن يحكم على أداء الحكومة في هذا المجال.

ورفض وزير الحكامة والشؤون العامة ربط نجاح الحكومة في معركتها ضد الفساد بالأرقام، مؤكدا أن هذا الأمر "غير مرتبط بالأرقام ، وأن تحاسب الحكومة ألفا من المفسدين لا يعني أنها نجحت، هذا غير صحيح لأنه يمكن أن يكون هناك 10 آلاف من المفسدين"، مشددا على أن المؤشر الحقيقي للنجاح في المعركة هو عندما يبدأ المجتمع يحس ب"الإطمئنان تجاه الحكومة وأنها تحارب الفساد حقيقة"، وأضاف "المشكل هو الأباطرة الكبار من المفسدين الذين يمكن أن يكون للقبض على أحدهم، صدى أكبر في المجتمع ،وهذا مهم بالنسبة لمحاربة الفساد"، على حد تعبيره.