لندن: نفت مواقع معارضة ما نشرته وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري من تمكن قواته من السيطرة على المطار الاستراتيجي "أبو الظهور" العسكري في إدلب شمال سوريا، مع استمرار التصعيد العسكري في عدة مناطق.

وحول ما يجري في ادلب والغوطة، قال منذر آقبيق الناطق الرسمي لتيار الغد السوري في لقاء مع "إيلاف"، إن "تيار الغد يحمل النظام المسؤولية الأكبر عن انهيار اتفاقيات تخفيض التصعيد في الغوطة الشرقية و ادلب، حيث يمعن النظام في محاولاته الاستيلاء على مناطق عن طريق العمليات العسكرية، في الوقت الذي كان يجب عليه ان يلتزم بالاتفاقيات، ووقف إطلاق النار والقصف ورفع حصار التجويع لصالح مسار سياسي تفاوضي سلمي من اجل تحقيق السلام".

وأضاف "يوجد بعض المسؤولية على الفصائل التي لم تفك ارتباطها مع جبهة النصرة مما يعطي النظام الذريعة لاستمرار الحرب، إضافة الى مسؤولية بعض الدول التي لم تناسبها بعض الاتفاقات وتستخدم سوريا كصندوق بريد ترسل من خلاله رسائل مكتوبة بدماء السوريين".

وإشار آلى أن "تيار الغد يعود و يؤكد ان استمرار الحرب لن يفيد أي طرف، ولن ينجم عنها سوى مزيد من شلالات الدماء و المعاناة الانسانية". 

و بالتالي، دعا آقبيق "كافة الاطراف الى اعادة الالتزام باتفاقيات تخفيض التصعيد والعودة الى طاولة المفاوضات من أجل العمل على حل سياسي تفاوضي بحسب بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، من شأنه أن يحقق الانتقال الديمقراطي الذي يحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والتعددية واحترام حقوق الانسان و سيادة القانون".

هذا وأكدت عدة مصادر للمعارضة السورية أن "المعارك ما زالت مستمرة رغم القصف العنيف من طيران النظام والطيران الروسي على المطار ومحيطه".

 في حين أكدت "هيئة تحرير الشام" - النصرة سابقًا - تصديها لمحاولة النظام التقدم على جبهة "أبو الظهور"، ومقتل وجرح العشرات من عناصر النظام.

وكان النظام وحلفاؤه شنوا هجوماً عنيفاً بدعم من الطيران الروسي باتجاه المطار العسكري من محورين، الأول "تل سلمو"، والثاني "أم جرين"، وسيطروا على قرى وتلال عدة بمحيط المطار.

ويعد مطار "أبو الظهور" العسكري ثاني أكبر مطار عسكري لإقلاع الطيران الحربي في شمال سوريا، وشهد عمليات عسكرية عدة، قادتها فصائل الجيش الحر في عام 2013 وتمكنت من دخول المطار العسكري وإخراجه عن الخدمة. 

وكانت قد ترددت أنباء أن قوات النظام قد سيطرت ليل الأربعاء على أجزاء من المطار أيضًا بعد التقدم الكبير في محيطه والسيطرة على تلال حاكمة في الجبهة الجنوبية من المطار، وذلك في سياق حملة عسكرية بدأتها منذ حوالي شهر، في مسعى للوصول إلى المطار وحسم معركة أدلب.

وقالت مصادر متطابقة إن قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية المساندة لها بالتزامن مع التغطية الروسية التي يؤمنها الطيران سيطرت على قريتي أم خان وأم العمد قبلي في محور تل صبيحة غرب ناحية خناصر في ريف حلب الجنوبي.

وحاولت قوات النظام الوصول إلى مطار أبو الظهور من محاور ريف حلب الجنوبي بالتزامن مع وصولها إلى المطار من محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

زيارة مفاجئة 

في غضون ذلك اتفق الرئيس السوري بشار الأسد والكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي، الذي يزور دمشق، على أهمية التحضير الجيد لمؤتمر سوتشي بما يضمن خروجه بنتائج تلبي تطلعات الشعب السوري في حماية بلده وإعادة الأمن والاستقرار اليه.

وهاجم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، واعتبره “لم يقم بدور متوازن ونزيه لحل الازمة”، مؤكدا في الوقت ذاته ان الدستور لن يصاغ إلا على الأرض السورية.

نتائج التحقيقات الروسية 

وبالتزامن مع النفي الروسي أن تكون لتركيا أية علاقة باستهداف قاعدة حميميم، ومع اجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان نشر موقع وزارة الدفاع الروسية النتائج التي وصلت اليها الأركان الروسية.

وقالت النتائج “انه تستحيل صناعة طائرات بدون طيار من هذا النوع محليًا، تجميع واستخدام هذه الطائرات يتطلبان تدريبًا خاصاً وخبرة في هذا المجال، والمادة المتفجرة التي استخدمت في الطائرات بدون طيار هي "رباعي نترات خماسي ايريثريتول".

كما تضمنت النتائج "ان المادة المتفجرة المستخدمة في الدرونات ليست محلية الإنتاج، وتنتجها عدة دول، بينها أوكرانيا وأن الطائرات التي هاجمت حميميم حملت عبوات ناسفة محلية الصنع تزن نحو 400 غرام وتحتوي على كرات معدنية".

وبينت النتائج أن "الإحداثيات التي تضمنتها برامج التحكم للطائرات التي هاجمت المواقع الروسية، تزيد دقة على تلك التي يمكن الحصول عليها من مصادر مفتوحة، وان الطائرات التي هاجمت حميميم وطرطوس أطلقت من مكان واحد".