لندن: كشفت الملكة اليزابيث عن اعباء المنصب وما يسببه لها من مكابدة بما في ذلك اخطار وضع تاج ثقيل على رأسها خلال الاحتفالات الرسمية وآلام السفر بعربة ذهبية.

وجاء حديث الملكة النادر في فيلم وثائقي مدته ساعة سيبثه تلفزيون بي بي سي يوم الأحد. وفتحت الملكة صدرها لتروي لحظة تتويجها مازحة بأن التاج الذي يزن 1.28 كلغم سيقصم رقبتها إذا طأطأت رأسها.

كما تستذكر الملكة في حديثها كيف توقفت عاجزة عن الحركة عندما مسحت اطراف ردائها المراسيمي الثقيل السجادة السميكة المفروشة في كاتدرائية ويستمنستر اثناء مراسم التتويج.

وتتطرق الملكة الى قصة مجوهرات التاج ومراسم جلوس عاهل جديد على العرش ، وخاصة ارتداء "تاج الدولة الامبراطوري" اثناء القاء خطابها التقليدي بمناسبة افتتاح دورة البرلمان. وقالت الملكة مشيرة الى التاج الموضوع امامها اثناء الحديث "ان من حسن الحظ ان شكل رأسي ورأس والدي واحد، ولكن ما ان ترتدي التاج حتى يبقى في مكانه ، وأعني انه يبقى على الرأس". 

ثم اضافت انها لا تستطيع ان تحني رأسها لقراءة الخطاب ويجب ان ترفع الخطاب الى أعلى "لأنك إذا طأطأتَ رأسك ستُقصَم رقبتك ويسقط التاج من رأسك. وبالتالي فان هناك بعض المثالب في التيجان ولكن خلاف ذلك فهي اشياء مهمة تماماً".

وكان التاج صُنع لمناسبة تتويج والدها الملك جورج السادس في عام 1937 وترصعه 2868 ماسة و17 ياقوتة و11 زمردة ومئات اللآليء بضمنها اربع تُعرف بأنها أقراط اليزابيث الأولى. ومن احجار التاج "ياقوتة الأمير الأسود" التي يُعتقد ان الملك هنري الخامس تزين بها في معركة آغنكورت عام 1415. 

اللؤلؤ شيء حي

وقالت الملكة مازحة ان لآليء اليزابيث ليست سعيدة الآن موضحة "ان المشكلة ان اللؤلؤ شيء حي ويحتاج الى تدفئة". 

جلست اليزابيث الثانية على العرش في 6 فبراير 1952 حين كانت في الخامسة والعشرين بعد وفاة والدها. ورغم التقشف الذي كانت تعيشه بريطانيا بعد خروجها من الحرب منهكة، فإن مراسم كبيرة أُقيمت في 2 يونيو العام التالي في كاتدرائية ويستمنستر.

وكان فستان التتويج الذي ارتدته اليزابيث مطرزاً بالحرير واللؤلؤ والخيوط الذهبية والفضية. وعادت الملكة الى ذلك اليوم قائلة "أتذكر لحظة واحدة عندما كنتُ أمشي على كومة السجادة ولم أتمكن من الحركة بالمرة... لم يفكروا في ذلك".

كما تذكرت الملكة ركوب العربة الذهبية من قصر بكنغهام الى الكاتدرائية واصفة الرحلة بأنها كانت "رهيبة ، نوابض مقاعدها على الجلد فقط ، وليست مريحة".

وإذ عادت بها الذاكرة الى يوم التتويج قالت انه كان بداية حياتها كملكة. واعتبرت ان مراسم التتويج "موكب للفروسية وطريقة من الطراز القديم لعمل الأشياء" مشيرة الى انها شهدت تتويج والدها وتتويجها ، وهو "أمر استثنائي" على حد وصفها.

يتضمن الفيلم الوثائقي لقطات من وراء الكواليس بينها وريثها الأمير تشارلس في الرابعة من العمر وشقيقته آن يلعبان تحت رداء الملكة الطويل. وقالت الملكة ان ذلك لم يكن من الأشياء المسموح لهما بها.

وأُنتج الفيلم في اطار "موسم المجموعة الملكية"، وهو شراكة بين بي بي سي ومؤسسة المجموعة الملكية. وسيُبث على قناة بي بي سي الأولى في الساعة الثامنة مساء يوم الأحد.

 

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/uk-news/2018/jan/12/queen-personal-account-coronation-bbc-documentary