لندن: فيما بدأ وفد اتحادي عراقي برئاسة الامين العام للحكومة مباحثات حاسمة في أربيل اليوم حول تسليم المطارات والمنافذ الحدودية التابعة لاقليم كردستان الشمالي، فقد أمر العبادي الاجهزة الامنية بملاحقة الخلايا الارهابية النائمة والقصاص منها وحفاظ امن المواطنين اثر تفجيرين انتحاريين خلال 24 ساعة اوقعا عشرات القتلى والجرحى.

وقد دخل وفد الحكومة الاتحادية في اجتماع مع وزير داخلية اقليم كردستان كريم سنجاري بمقر الوزارة في أربيل مباشرة بعد وصوله اليها صباح اليوم، وهو برئاسة مهدي العلاق الامين العام لمجلس الوزراء وعضوية 15 مسؤولاً يمثلون عدداً من الوزارات لاجراء مباحثات فنية مع حكومة الاقليم تتعلق بالمنافذ الحدودية والمطارات وقضايا أخرى تخص وزارة الداخلية. 

ويمثل الوفد الاتحادي جهاز المخابرات العامة العراقية وهيئة المنافذ الحدودية والهيئة العامة للسدود والخزانات والأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي وسلطة الطيران المدني العراقية.

 وتأتي مباحثات الوفد الاتحادي هذه استكمالاً لمباحثات اجراها في بغداد خلال الايام القليلة الماضية وفدان كرديان حول المنافذ الحدودية ومطاري أربيل والسليمانية وقضايا خلافية أخرى، حيث أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية سعد معن إلى أنّ المباحثات ستتناول نقاشات تفصيلية لكل هذه الأمور. 

ومن جانبها، قالت مديرة مطار أربيل تالار فائق إنه برغم ان مباحثات وفد إقليم كردستان مع المسؤولين في بغداد كانت جيدة ومثمرة الا انه لم يتخذ أي قرار نهائي خلالها، وهذا الأمر يتوقف على ما تتمخض عنه مباحثات اليوم.

 وتعد السيطرة على المطارات والمنافذ الحدودية إحدى المسائل الشائكة والعالقة بين بغداد وأربيل، حيث تطالب أربيل بالإدارة المشتركة لها فيما تصر بغداد على تسليمها إدارة جميع منافذ الإقليم الحدودية.

يذكر أن الحكومة العراقية علقت الرحلات الجوية إلى مطاري أربيل والسليمانية اعتباراً من 29 سبتمبر 2017 على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر الماضي، وسمحت فقط بالرحلات اليومية إلى مطار بغداد.

العبادي يأمر الاجهزة الامنية بملاحقة الخلايا الارهابية النائمة

إلى ذلك، أمر العبادي الاجهزة الامنية بملاحقة الخلايا الارهابية النائمة والقصاص منها والحفاظ على امن المواطنين اثر تفجيرين انتحاريين خلال 24 ساعة اوقعا عشرات القتلى والجرحى.

وخلال اجتماع عقده اليوم مع قيادات العمليات والاجهزة الاستخبارية في قيادة عمليات بغداد، فقد اصدر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي مجموعة من التوجيهات والقرارات والاوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الارهابية النائمة والقصاص منها والحفاظ على امن المواطنين، وذلك اثر تفجيرين شهدتهما العاصمة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية واوقعا عشرات القتلى 

ومن جهته، دعا نائب رئيس الجمهورية جميع الاجهزة الامنية والعسكرية في بغداد وباقي المحافظات إلى اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر "من قيام ذيول الارهاب والاجرام بعمليات غدر جبانة تستهدف المواطنين الابرياء لاشاعة الفوضى وبث القلق في النفوس في محاولات يائسة للرد على الفشل الذريع والخسارة الكبرى التي منيت بها على أيدي قواتنا المسلحة"، كما قال في بيان صحافي الاثنين اطلعت على نصه "إيلاف".

كما دعا نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي الحكومة لحماية المواطن وحفظ الأمن والاستقرار في بغداد وبقية المحافظات، وقال في بيان لمكتبه الاعلامي تلقته "إيلاف"، إن زمر الإرهاب والتطرف أقدمت اليوم على جريمة جديدة في مسعى حثيث لبث الفتنة والعودة إلى مربع العنف وتأجيج الشارع. 

وحذر من أن الخلايا النائمة ستواصل نهجها الإرهابي باستهداف العراقيين، وهو ما يتطلب جهدا استخباريا مركزا وتغيير بنية البيئة السياسية التي لا تزال قائمة على التهميش والإقصاء. وشدد على ضرورة البدء بمراجعة شاملة للخطط الأمنية ووضع استراتيجيات جديدة لمواجهة خطط الإرهاب خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.

وكان تفجير انتحاري مزدوج نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين قد وقع صباح اليوم في منطقة ساحة الطيران ببغداد، ما اسفر عن مقتل واصابة 110 اشخاص في ثاني هجوم يستهدف العاصمة خلال يومين بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الصحة، مشيرًا إلى أنّ تفجير اليوم اسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة 90 آخرين بجروح.

وكان المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء سعد معن أشار إلى أن "الاعتداء المزدوج في ساحة الطيران وسط بغداد كان بواسطة إرهابيين انتحاريين اثنين"، وأفاد في حصيلة اولى عن سقوط 16 قتيلاً.

وساحة الطيران مركز تجاري مهم في العاصمة، وتعتبر نقطة تجمع للعمال المياومين الذين ينتظرون يوميًا منذ الصباح الباكر للحصول على عمل. واستهدفت تلك المنطقة مرارًا في السابق باعتداءات دامية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يأتي بعد نحو شهر من إعلان العراق "انتهاء الحرب" ضد تنظيم داعش، لكنه يبدو ان خلايا للتنظيم مازالت تنشط في مناطق بغداد وشمالها وقادرة على شن هجمات دامية.