«إيلاف» من القاهرة: أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس عن قلق بلاده من الجمود في مسار المفاوضات مع أثيوبيا بشأن سد النهضة، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي: "أعربت خلال لقائي مع رئيس وزراء إثيوبيا عن قلقنا عن حالة الجمود في المسار الفني لسد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان".

وأضاف: "يجب علي الأطراف الثلاثة تجاوز حالة الجمود واستكمال الدراسات المطلوبة، ونقدر حرص إثيوبيا على عدم الإضرار بمصالح مصر، والطريق الأمثل والوحيد هو استكمال الدراسات المطلوبة والالتزام بنتائجها".

وتابع: "مصر طرحت على إثيوبيا والسودان مشاركة البنك الدولي في المباحثات الثلاثية حول سد النهضة كطرف فني محايد"، مشيرًا إلى أنه "من حق إثيوبيا ودول حوض النيل وشعوب العالم تحقيق التنمية، وحوض النيل يتمتع بإمكانيات هائلة تجعله مصدر للتعاون وليس الصراع".

ولفت إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي مهمة، حيث تشهد عقد أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي تعقد للمرة الأولى وسعى الطرفان لعقد هذا الحدث الهام لتعزيز العلاقات الثنائية.

وقال السيسي: "مصر وإثيوبيا أمتان وحضارتان عريقتان تربطها علاقات ممتدة ويجمعهما نهر النيل العظيم رابط للتكامل والحياة لشعبي البلدين، وأوليت منذ تولي الرئاسة التواصل مع الأشقاء في إثيوبيا".

وأوضح:"تباحثنا حول زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين في ظل رغبة القطاع الخاص المصري في الاستثمار في أديس أبابا، ونسعي إلى إقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا".

وقال السيسي، إن "انعقاد اللجنة المشتركة المصرية الإثيوبية للمرة الأولى لا تنبع فقط من ما تتيحه من فرص لتعزيز التعاون الاقصادي بين البلدين، وإنما أيضا باعتبار هذا إشارة واضحة لشعوبنا والعالم أجمع على ما لدى البلدين من إرادة سياسية وعزم على تجاوز أي عقبات تقف أمام العلاقات بين البلدين".

وأضاف السيسي: هناك رغبة من اللجنة المشتركة من الجانبين لتعزيز التعاون السياسي، مما أدى إلى التعاون الصناعي ومذكرة تفاهم في التشاور السياسى. وقال : "نعول على أن تكون أداة هامة لتفعيل ومتابعة تنفيذ مختلف أوجه التعاون بني البلدين".

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا ماريام ديسلين، إن إثيوبيا لن تعرض حياة المصريين للخطر.

وأضاف خلال المؤتمر الصحافي مع السيسي بقصر الاتحادية في القاهرة: "أوكد للشعب المصري أن الشعب الإثيوبيي لن يعرض حياة أشقائنا للخطر، فنهر النيل سيتدفق بينا ولن نضر بلدكم بأي حال وسنعمل معا من كفالة الحياة الكريمة لأبناء نهر النيل ونلتزم بالاتفاقات التي أجريناها اليوم".

وأضاف ديسالين أن "الطرف الإثيوبي سيواصل العمل مع مصر لتحقيق مصالح البلدين، وأن بلاده على استعداد لحل أي مشاكل عالقة وملتزمون بالعمل عن كثب للتغلب على كل المشكلات".

وشهد السيسي وديسالين توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون الصناعي، ووقع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة من مصر ووزير الخارجية الإثيوبي ورقينى قبيو على مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية والدبلوماسية، ووقع عليها السفير سامح شكري من مصر ووزير الخارجية الإثيوبي ورقينى قبيو.