واشنطن: سارع البنتاغون الاثنين إلى التحرك بعد الكشف عن خارطة متصلة بأجهزة لقياس مؤشرات اللياقة البدنية تكشف مواقع قواعد جنوده وتحركاتهم، واعدا بمراجعة إجراءات السلامة التي يتبعها.

وتعرض الخارطة المتصلة بتطبيق للهواتف المحمولة صممته شركة "سترافا لابز" حركة جميع مستخدمي التطبيق حول العالم. وقد يشعر عداء او دراج بالارتياح اذا تابع مقربون منه مساره، لكن عسكريا متمركزا في العراق او افغانستان او سوريا لن يطمئنه الأمر.

واوضح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ "سنراجع أنظمتنا لضمان أمننا العملاني وحماية قواتنا".

وتابع ان "البيانات المنشورة مؤخرا تعزز أهمية حاجة المرء إلى ادراك بيئته"، في ايعاز الى العسكريين المنتشرين في مناطق نزاع او قواعد سرية الى حد ما بضرورة توخي مزيد من الحذر.

وأدى استخدام الهواتف الذكية والأجهزة المثبتة على أساور المستخدمة لقياس أداء الرياضيين وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي الى تعقيد مهمة المكلفين أمن القوات المسلحة الذين يحذرون العسكريين وعائلاتهم تكرارا من مشاركة معلومات حساسة على منصات غير آمنة.

وتعتبر شبكات التواصل خصوصا بالنسبة إلى مراقب خبير منجما لبيانات تحديد مواقع القوات ومقر سكن عائلاتهم ومعلومات محرجة او خصوصية وغير ذلك. وبشكل عام يوصى العسكريون باعتماد خيارات الخصوصية التي تجيز أقصى قدر من التكتم بحسب المتحدث باسم البنتاغون.

الفرنسيون كذلك

يؤرق هذا الهاجس جيوش العالم. ففي شباط/فبراير الفائت نشرت بعثة المعلومات والتواصل في وزارة الدفاع الفرنسية الطبعة الثانية من منشورها "دليل حسن استخدام شبكات التواصل". وتشي عناوين الفصول بخشية من الاختراقات، على غرار "انتم مستهدفون" او "قد تعرضون أمن المؤسسة وعملياتها للخطر"، فيما يوفر الكتيب نصائح عملية للعسكريين وعائلاتهم.

ولو أن الجنود الفرنسيين في عملية "برخان" في منطقة الساحل الافريقية قرأوا الكتيب، يبدو ان عددا منهم لم يطبق مضمونه، ويمكن متابعة تنقلاتهم بوضوح على الخارطة التي طورتها "سترافا لابز" عبر نظام تحديد المواقع الجغرافية المشمول في التطبيق.

اذ تظهر الخارطة تحركات مستخدمي التطبيق حول العالم، كاشفة كثافة استخدام طريق معين، وتوفر "رؤية حية لشبكة سترافا العالمية للرياضيين"، بحسب الشركة. كما يمكنها ابراز الطرق التي تسلكها الدوريات بكثافة او المحيط الدقيق لإحدى القواعد العسكرية.

واشار المحلل الامني توبايس شنايدر الذي كان ضمن المجموعة التي اكتشفت امكانية تحديد مواقع القواعد العسكرية عبر الخارطة، الى بروز مواقع عسكرية في سوريا وقاعدة ماداما التي تستخدمها القوات الفرنسية في شمال النيجر.

وكتب على تويتر "في سوريا تبدو قواعد التحالف (الدولي بقيادة اميركية) واضحة كمنارة في الظلام. وتبدو بعض النقاط المضيئة فوق مواقع روسية معروفة، لكن ليست هناك اي اضواء بارزة لقواعد إيرانية".

اما سترافا فذكرت في بيان بمدى سهولة الاختفاء عن خارطتها العالمية بقولها إن "النشاطات المصنفة خاصة وتلك المذكورة في قواعد الخصوصية التي يحددها المستخدمون" لا تظهر على الخارطة.

كما يشير الخبراء العسكريون إلى ان البيانات الأخيرة الواردة على الخارطة تعود الى آخر 2017 ما يصعب استغلالها من طرف عدو محتمل.