ناقشت صحف عربية نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي نظمته روسيا في منتجع سوتشي، والذي اختتم أعماله أمس 30 يناير/ كانون الثاني.

ووصف بعض الكُتاب المؤتمر بأنه فشل في تناول القضايا الأساسية، بينما رأى آخرون أنه يُعد أولى "انتكاسات" حملة الرئيس الروسي بوتين الرئاسية.

ولكن معلقين آخرين اعتبروه "نقلة نوعية" لدعم المسار السياسي.

"أولى انتكاسات بوتين"

وتتساءل صحيفة القدس العربي اللندنية "هل سجلت سوتشي أولى انتكاسات حملة بوتين الرئاسية؟"

وتقول الصحفية في افتتاحيتها "إن فشل سوتشي يسجل أولى انتكاسات الحملة الانتخابية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تفاخر بأنه أنجز المهمة العسكرية في سوريا، وخال أن إنجاز المهمة السياسية مجرد تحصيل حاصل. لكن الطائرات الحربية الروسية التي قصفت سراقب عشية المؤتمر بعثت رسالة مختلفة، هي الوحيدة الصادقة التي استلمها المواطن السوري".

ويتفق عبد الرحمن راشد في العرب اليوم الدولية مع هذا الطرح، إذ يقول "نحن نعرف أن الروس يملكون أوراقاً مهمة، وهي قدرتهم في الضغط على النظام في دمشق وعلى إيران، التي تمكنهم من فرض حل معقول على الطاولة أفضل مما هو معروض الآن".

ويضيف "نخشى أن كل الدلائل تقول بالفشل، بسبب إصرار حلفاء دمشق على فرض اتفاق استسلام وليس سلام. بعدها ستحمل الوفود حقائبها وتسافر إلى فيينا، لتبدأ من جديد رحلة سلام مختلف، قد لا يكون حظه أفضل من حظوظ مؤتمرات سوتشي وجنيف السابقة".

"نقلة نوعية"

أما صحيفة البعث السورية فترى أن المؤتمر كان بمثابة "نقلة نوعية ودعم "للمسار السياسي لحل الأزمة".

وتقول في افتتاحيتها "الجديد، وهو غير قليل، لعلَّ من أهمه التأكد من أن الرعاية الروسية والدعم للمسار السياسي الواضحين في أستانا وسوتشي هي الأفضل والأنجع لوقف نزيف الدم والدمار والخراب في البنى التحتية والفوقية للشعب وللدولة السورية مقارنة بالرعاية الأممية أو الأمريكية وتوابعها".

كتاب يصفون مؤتمر سوتشي بأنه المسار البديل
EPA
كتاب يصفون مؤتمر سوتشي بأنه المسار البديل

ويرى عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية أن المؤتمر تمكن من تحقيق بعض الإنجازات، أهمها "كسر الحاجز النفسي المتمثل في جلوس السوريين إلى جانب بعضهم البعض".

غير أنه يتنبأ بأن الطريق إلى الحل السياسي سيكون طويلاً، ويقول "لم يَكُن المَشهد السُّوري ورديًّا مُنذ بِداية الأزمة، وكانَ حافِلاً بالمُفاجآت والمُتغيّرات والخِلافات، ولا نَعتقد أن مُؤتمر سوتشي سيكون استثناء، فالطَّريق إلى الاستقرار والحَلْ السِّياسي والمُصالحة الوطنيّة، وإعادة الإعمار ما زالَ وَعِرًا ومَليئًا بالمَصاعِب".

"المسار البديل"

وينحو هذا النحو أيضا علي قاسم في صحيفة الثورة السورية، ويقول "سوتشي قدم رسالته التمهيدية الأساسية، وهي أن بالإمكان تجاوز الكثير من العقبات، والقائمون عليه يدركون أن هناك المزيد منها، وهي لا تقل خطورة وصعوبة، حيث يتحاور السوريون الذين يتطلعون في أغلبيتهم العظمى إلى أن تكون دمشق المحطة القادمة لهذا الحوار، وقد تكون هذه هي القناعة التي خلصت إليها آراء الكثيرين ممن هم داخل الحوار، وحتى ممن كانوا خارجه".‏

كما يصف فهد الخيطان في الغد الأردنية سوتشي بأنه "المسار البديل".

ويقول "قوة سوتشي ناجمة عن عدة عوامل أساسية أهمها، نجاح عملية أستانا في فرض وقائع ملموسة في سورية أخفقت في تحقيقها آليات سابقة، وعجز مسار جنيف عن تحقيق أي اختراقات معتبرة في الأزمة السورية، إضافة إلى نفوذ روسيا الميداني وقدرتها على التحكم بالأحداث، وتعزيز قدرات النظام السوري على حساب المجموعات المسلحة".