نصر المجالي: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن القانون يجب أن يطبق على الجميع بحزم ودون تردد أو محاباة. وشدد على القول إنه "لا يوجد أحد أكبر من البلد". داعيا لوضع حد للممارسات السلبية التي يرفضها المجتمع.

والتقى الملك عبدالله الثاني، اليوم الإثنين، عدد من رؤساء تحرير صحف يومية وكتابا وصحفيين واعلاميات، حيث تحدث عن العديد من القضايا المحلية والخارجية، وشدد على ضرورة تطبيق القانون على الجميع بحزم ودون تردد أو محاباة لكائن من كان، وقال "لا يوجد أحد أكبر من البلد".

وقال: إن إنفاذ القانون واجب على جميع المؤسسات المعنية، ومن يتخاذل في ذلك "ستكون مشكلته معي أنا". وأضاف: تحدثت كثيرا عن سيادة القانون، وآن الأوان أن يدرك الجميع أن سيادة القانون وترسيخ هيبة الدولة أولوية حتى نمضي إلى الأمام، وهذه رسالة واضحة مني للجميع.

محاربة الفساد

وقال العاهل الأردني إن الجميع متفق على ضرورة محاربة الفساد والواسطة والمحسوبية، وأهمية تطبيق سيادة القانون، لكن عندما يتعارض تطبيق القانون مع مصالح البعض أو يطال أقرباء لهم لا يتم احترام القانون.

ولفت في هذا الصدد، إلى أننا وللأسف، ما زلنا نراوح مكاننا، والأمور تتفاقم، لافتا جلالته إلى أن هناك حالة من الاستقواء والتنمر على بعضنا البعض وعلى الدولة "يوم كسروا مدرسة... ويوم طردوا رئيس جامعة... ويوم أغلقوا طرق... ومؤخرا وفاة الطفل هاشم الكردي اللي عمره 3 سنوات"، مشددا على ضرورة وضع حد لمثل هذه الممارسات السلبية التي يرفضها المجتمع.

&

عاهل الأردن: لا بد من حماية مؤسسات الدولة&

&

وقال الملك عبدالله الثاني: "بكفي يعني بكفي"، أن تصل الأمور إلى هذا المستوى يعني أنه يجب اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة لتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، لأن مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.

الإصلاح السياسي&

وفيما يتعلق بالإصلاح السياسي، أشار العاهل الأردني إلى أن ما نحتاجه في الأردن لتطوير الحياة السياسية والحزبية، هو وجود حزبين أو ثلاثة أحزاب، تمثل مختلف الاتجاهات السياسية ولديها برامج، وتمثل الناس وقادرة أن تصل إلى مجلس النواب.

ولفت إلى أن هناك عددا من الكتل النيابية والمؤسسات السياسية والاجتماعية تمتلك برامج واضحة، معربا عن تفاؤله بجيل الشباب.

وفي إطار حديثه عن الإدارة العامة، لفت الملك إلى أنه لطالما تحدثت أن لدينا مشكلة يجب التعامل معها بموضوع واقع الإدارة العامة، ما يتطلب إجراءات مدروسة حسب خطط واضحة وعلمية لتحسين الأداء.
وأكد أهمية أن يقوم المسؤولون بتأدية مهامهم وواجباتهم بتفان وشفافية من أجل خدمة المواطنين، وتشجيع الاستثمار، ولن يتم التهاون مع أي مسؤول أو مؤسسة مقصرة في عملها.

وأضاف: أن معرفتنا بالمشكلة وسعينا لحلها، لا يعني أن ننكر الإنجازات.

الأمم المتحدة

وأشار الملك عبدالله الثاني إلى أن مشاركة الأردن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت ناجحة، لافتا جلالته إلى أنه عقد لقاءات مع العديد من قادة الدول، وكان التركيز الأول فيها على القضايا التي تهم الأردن.

وفي هذا الإطار، أكد أن أولويتنا الأولى كانت وما تزال القضية الفلسطينية والقدس، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

وقال: إن مواقف الأردن ثابتة ولم ولن تتغير، وسنبقى ندافع عن القضية الفلسطينية والقدس إلى الأبد. وأكد ضرورة استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية والتعليمية والصحية.

دور الإعلام والشائعات

وتناول العاهل الهاشمي الدور الأساسي للإعلام في تقديم المعلومات والحقائق للمواطنين، في ظل انتشار الأخبار المفبركة والإشاعات التي تستهدف الأردن والثقة بمؤسساته والنيل من منجزاته، لافتا إلى أهمية دور الإعلام المهني في التصدي لها، وكذلك في التعامل مع القضايا الوطنية.

وفي معرض حديثه عن الإشاعات التي تم تداولها خلال زيارته الخاصة في شهر تموز الماضي، أشار الملك إلى أن المضحك في الأمر أنه حتى بعد عودته إلى أرض الوطن، وصل الحد بمروجي الإشاعات إلى التشكيك بصور لقاءاته وقالوا إنها "مونتاج قديم".

وشدد على القول: نريد أن نحمي المجتمع الأردني ممن يحاولون إثارة الشكوك ونشر الشائعات وبث الأجواء السلبية حتى يحصلوا على شعبية رخيصة على حساب مصلحة البلد، معتبرا أن خطاب الكراهية والإساءة للأردنيين أمر مرفوض وهو خط أحمر.

وفي الختام، أكد الملك على أهمية الانفتاح والتواصل بين مؤسسات الدولة والوسط الصحفي والإعلامي، لإيصال المعلومة الصحيحة للمواطنين.&
&