تستمر التجاذبات الأميركية التركية في الاتفاقات الموقعة بين الطرفين حول سوريا في كل من منطقة التنف ومخيم الركبان (القريب من الحدود مع الأردن) ومدينة منبج (شمال شرق محافظة حلب شمال سوريا) وسط الحديث عن تعثر في تنفيذها.

إيلاف: يتضمن الاتفاق الذي تم إبرامه أخيرًا بين الجانبين الروسي والتركي&في سوريا نقل جميع الفصائل المسلحة من منطقة التنف ومخيم الركبان إلى الشمال السوري، وإعادة المدنيين إلى قراهم وبلداتهم.

وقالت مصادر متطابقة لـ"إيلاف" إن تركيا هي من يقف وراء تأخير تنفيذ هذا الاتفاق، وسط مخاوف من إغراق شمال سوريا بمزيد من الفصائل غير الموالية لأنقرة. وأشارت المصادر إلى مطالبات موسكو من واشنطن بالانسحاب من منطقة التنف وإغلاق مخيم الركبان، الذي يسيطر عليه الأميركيون هناك.

في هذا الصدد أكدت وكالة "سبوتينك" نقلًا عن مصادرها أن "الجانب التركي رفض بشكل قاطع حتى الآن أن يتم نقل أي مسلحين من الجماعات التي تعمل تحت قيادة الجيش الأميركي في التنف، وعلى سبيل المثال "شهداء القريتين" و"مغاوير الثورة" وجماعة "أحمد العبدو"، إلى جرابلس أو عفرين، أي مناطق الشمال السوري الخاضعة للنفوذ التركي المباشر أو غير المباشر عن طريق الجماعات المرتبطة بأنقرة".

خارطة طريق منبج
أما حول الاتفاق في منبج فقد نقلت صحيفة "حرييت" عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ميليشيات (YPG) التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" لا تزال في منبج وواشنطن و"لم تف بتعهداتها بموجب خارطة الطريق المتفق عليها في يونيو الماضي".

أضاف "بكل تأكيد لم تلتزم الولايات المتحدة بالجدول المتفق عليه، ولم تغادر الوحدات، وأصحاب الأرض الحقيقيون لم يستقروا فيها بعد".

لكن في المقابل قال قائد القيادة المركزية الأميركية جوزف فوتيل، إن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بمسؤولياتها المتعلقة في خارطة الطريق الموقعة مع تركيا حول منبج السورية، وعبّر عن اعتقاده أن واشنطن "في الطريق الصحيح في ما يخص النقطة التي علينا أن نكون فيها بما يتعلق خارطة الطريق حول منبج".

وأعلن أن غالبية عناصر "واي بي جي" متواجدة خارج منبج، واعتبر فوتيل أن تسيير بلاده 54 دورية مستقلة في المنطقة تدل على مدى التزام واشنطن بمسؤولياتها حيال خارطة الطريق المتعلقة بمدينة منبج.

تأخير
وكان وزير الدفاع الفريق أول خلوصي آكار قال إنه أبلغ نظراءه في حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن هدف تركيا يتمثل في إنهاء وجود التنظيمات الكردية في منطقة منبج السورية.

وأفاد "أخبرت نظرائي بأننا تأخرنا كثيرًا عن التاريخ الذي تم الإعلان عنه لخارطة الطريق والمقرر الشروع بالعمل بها خلال 90 يومًا".

في المقابل اعتبر متحدث باسم الرئيس التركي أن الولايات المتحدة "تماطل" في تشكيل دوريات مشتركة مع تركيا في مدينة منبج، مضيفًا أن أنقرة ترى أن هذا التأجيل "مشكلة متنامية"، وشدد على وجوب تنفيذ خارطة الطريق حول منبج السورية في أقرب وقت ممكن.

وكانت وزارة الخارجية التركية والسفارة الأميركية في أنقرة، قالتا في بيان مشترك بعد اجتماعات متتالية، إن "الطرفين حددا الخطوط العريضة لخريطة طريق لتعاونهما من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج"، وأن الوزير التركي ونظيره الأميركي مايك بومبيو سيأخذان في الاعتبار التوصيات التي انتهى إليها المجتمعون في وقت سابق في تركيا.&

وكان وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون قد اتفق مع نظيره التركي خلال زيارة إلى أنقرة في فبراير على تشكيل مجموعات عمل بين البلدين لحل العديد من المسائل الخلافية بينهما، وقد اجتمعت للمرة الأولى في واشنطن يومي 8 و9 مارس من العام 2018.

عفرين
هذا وبعدما أطلقت تركيا عملية حدودية تستهدف وحدات حماية الشعب الكردي في جيب عفرين (إحدى مدن محافظة حلب) في شمال سوريا في يناير الماضي في ما تعرف بعملية "غصن الزيتون"، أنذر الرئيس التركي بتوسيع العملية إلى منبج، ما أثار مخاوف من مواجهات بين القوات التركية والأميركية، فيما علمت "إيلاف" أنه وبعدما حسم موضوع عفرين للجانب التركي بعد معارك بين أنقرة والفصائل المحسوبة عليها وبين القوات الكردية اختير في الأسبوع الماضي محمد سعيد سليمان رئيسًا جديدًا لمجلس عفرين المحلي بعد استقالة الرئيس السابق زهير حيدر من منصبه لأسباب غير معروفة.