الرباط: قال عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي المغربي، إن المجلس يرغب بشكل قوي في تعميق "التفكير والنقاش في موضوع الابتكار البيداغوجي(التربوي)، باعتباره مدخلا من مداخل الارتقاء بالمدرسة من خلال تشجيع الممارسات والتجارب التربوية المبتكرة".

وأضاف عزيمان، في كلمته الافتتاحية في ندوة "الابتكار التربوي ودينامية الإصلاح بالمغرب" التي انطلقت اليوم الثلاثاء، بمقر المجلس في الرباط، أن العناية بموضوع الابتكار سيمكن من "الإسهام في تحسين الجودة، وتسريع وتيرة التعلم، وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف والفضول الفكري والمبادرة الابداعية لدى المتعلم".

وشدد عزيمان أمام المشاركين في التظاهرة العلمية من أكاديميين وباحثين من داخل المغرب وخارجه، على أن الابتكار في التربية والتعليم من شأنه أن "يساهم في بناء مجتمع متنور قائم على تنمية الكفايات النقدية الخلاقة، القادرة على اصطفاء أجود الأفكار والمعارف"، موضحا أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين يسعى من خلال الندوة المساهمة في بلورة تصور "استراتيجي وطني للابتكار في التربية والتكوين والبحث العلمي".

وزاد موضحا أن "التجارب والدراسات الدولية تؤكد أن التربية والتكوين والبحث العلمي من الميادين الأكثر خصوبة للابتكار"، لافتا إلى أن المجلس يثق بأن حومتانة المكتسبات لدى المتعلم، مع تمكينه من توظيف طاقاته وقدراته على الإبداع والابتكار تفكيرا وممارسة"، حسب عزيمان.

وأكد عزيمان وهو في الآن ذاته، مستشار الملك محمد السادس، على أن الندوة من بين ما تهدف إليه "تعميق وإغناء الاجتهاد الجماعي الهادف إلى بلورة تصور استراتيجي ووظيفي للابتكار البيداغوجي، والارتقاء المستمر بالمدرسة وبقيامها الأمثل بوظائفها وبجعل إصلاحها يسير دوما على سكته الصحيحة".

كما يراهن المجلس، حسب رئيسه، على الرفع من مستوى الأداء التربوي، وتعزيز البحث في الابتكار البيداغوجي، حيث اعتبر أن "الحلول المبتكرة للتحديات التربوية التي تواجهها مختلف المنظومات التربوية هي نتاج اجتهادات ومبادرات يقوم بها الفاعلون التربويون على الخصوص"، لافتا إلى أن المغرب أضحى يتوفر منذ سنة 2015 على "رؤية استراتيجية، لبناء مدرسة قوامها الإنصاف والجودة والارتقاء بالفرد والمجتمع في أفق 2030".

ويناقش أكثر من 30 خبيرا في الندوة التي تستمر أشغالها إلى يوم غد الأربعاء، موضوع الابتكار البيداغوجي من منطلق الإشكاليات والتحديات والرهانات المرتبطة به في علاقة بالمنظومة التربوية وبإصلاحها المستمر، حيث سيتم التركيز على الدور المحوري للفاعل التربوي في إبداع وتصميم بيئات وطرائق تعلم مبتكرة، من خلال ممارسات تربوية مجددة، دون إغفال الجوانب الأكثر شمولية للابتكار في التربية والتكوين والبحث، وأساسا ما يتعلق منها بمهن التدريس والتكوين والتدبير، والكفايات والمكتسبات والحكامة التربوية وذلك وفق نهج قوامه تشجيع المبادرة والممارسات المبتكرة واستلهام التجارب الناجحة وتعميمها على الفاعلين التربويين والمتعلمين.