لا يُخفى على أحد الإعجاب الكبير الذي يكنّه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، للجنرالات العسكريين، حيث وصل به الأمر إلى حد تأدية التحية العسكرية لضابط كوري شمالي أثناء القمة التاريخية التي جمعته بكيم جونغ أون.

إيلاف من نيويورك: تعلّق ترمب الكبير بحاملي النجوم المرصعة دفعه إلى تعيين العديد منهم في مناصب حساسة في حملته الانتخابية في بداية الأمر، ثم إدارة البيت الأبيض. وبعد أقل من عامين رحل العديد منهم، كالجنرال مايكل فلين، وإتش آر ماكماستر، والعقيد ديريك هارفي، بينما لا يزال الجنرالان جيمس ماتيس، وجون كيلي في مركزيهما&لا يعلمان متى تحين ساعة رحيلهما.

تغييرات كبيرة
مصير جنرالات الرئيس الأميركي سيبقى معلقًا على الأرجح إلى ما بعد يوم السادس من نوفمبر، موعد الانتخابات النصفية.&
فالترجيحات تشير إلى عملية تغيير كبيرة يخطط لها ترمب والدائرة المقربة منه، وستطال وجوهًا بارزة، كوزير العدل، جيف سيشنز، ونائبه رود روزنستاين، وأسماء أخرى أصبحت مرشحة فوق العادة للخروج.

استمراره يعد إنجازًا
أحد المرشحين للرحيل هو وزير الدفاع، جيمس ماتيس، الذي غيّر ترمب لقبه من الكلب "المسعور" إلى الكلب "المعتدل"، علمًا أن العاملين معه يحاولون تقديمه بصورة "الراهب المحارب".&

وبالنظر إلى طريقة عمل الإدارة والتخبط الدائم الذي&تعيشه، فإن استمرار ماتيس في منصبه يعد إنجازًا كبيرًا، خصوصًا أن أحد أبرز داعميه رينس بريبوس، رئيس أركان موظفي البيت الأبيض، رحل منذ فترة طويلة.

باقٍ في منصبه
رغم أن الرئيس ترمب أشار وبشكل غير مباشر خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة إلى أن أيام ماتيس قد تكون معدودة، إلا أن وزير الدفاع أكد للصحافيين الذين يرافقونه في جولة خارجية أنه "باقٍ في فريق الرئيس، ولم يناقش موضوع الرحيل"، بحسب دايلي بيست.

الرئيس الأميركي كان أكد من جهته أن "علاقة جيدة تربطه مع وزير الدفاع، وكشف عن أنه تناول الغداء معه منذ مدة قصيرة"، ولفت إلى أن "ماتيس قد يدرس خيار الانسحاب من منصبه"، مشيرًا إلى أنه "ديمقراطي نوعًا ما"، مضيفًا "أن الجميع سيرحل يومًا ما، ومن ضمنهم ماتيس، هناك تغييرات كثيرة قادمة في إدارته".

بقي وحيدًا
ومنذ بداية العام الحالي، تساقط المسؤولون الأميركيون الذين لا ينسجم معهم ترمب في السياسة الخارجية على وجه الخصوص الواحد تلو الآخر، كوزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الجنرال إتش آر ماكماستر.&

ولم يبقَ من أضلاع المثلث سوى ماتيس، الذي وبالمناسبة لم يكن الخيار الأول للمرشح الجمهوري يوم تشكيل الإدارة، فالأنظار كانت متوجّهة إلى الجنرال المتقاعد جاك كين لشغل منصب وزير الدفاع، ولكنه اعتذر لظروف خاصة تتعلق بوفاة زوجته.

توحد الرؤية
عمليات التسلم والتسليم في الخارجية والأمن القومي أراحت الرئيس، وساهمت في تغيير التوجهات الأميركية، فانسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، وفُرضت عقوبات جديدة على طهران، والتقى ترمب بكيم جونغ أون، ثم وقع اتفاقًا تجاريًا جديدًا مع المكسيك وكندا، وبالتالي فإن أي تغيير يطال ماتيس سيجعل سيد البيت الأبيض في موقع أقوى، خصوصًا إذا كان البديل على نسق جون بولتون أو مايك بومبيو.

الخيارات
وبالنظر إلى طريقة تفكير ترمب، فمن المرجح أن يقع اختياره على جنرال لخلافة ماتيس في حال إقالته أو استقالته. الاسم الأبرز لشغل المنصب سيكون جاك كين، الذي يوافق تطلعات الرئيس الأميركي. وتكفي الإشارة إلى أنه وصف الضربات الأميركية لمواقع الجيش السوري في إبريل الماضي بالضعيفة، وكان يتطلع إلى رد أقوى، علمًا بأن طريقة التعاطي الأميركية في هذا الملف أوجدت تباينًا هائلًا بين ترمب وماتيس، الذي قال وفق ما ورد في كتاب الصحافي بوب وودوارد إن "ترمب لديه فهم شخص في الصف الخامس أو السادس".
&