الرياض: أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء من الرياض أنّ السعودية موافقة على إجراء تحقيق "معمّق" في شأن اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، بعد إجرائه محادثات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأبدى بومبيو ثقته في تعهّد المسؤولين السعوديّين بضمان المحاسبة في قضية خاشقجي، رغم نفيهم أيّ مسؤولية عن اختفائه.

وقال بومبيو في بيان بعد يوم من المحادثات في الرياض "أعتقد في نهاية هذه اللقاءات، أنّ هناك التزامًا جدّيًا بتحديد كلّ الوقائع وضمان المحاسبة، بما في ذلك تحديد مسؤولية قادة ومسؤولين كبار في السعودية". وأوضح أنّ السعوديين "ينفون بشدّة معرفة أيّ شيء عما حدث في قنصليّتهم في اسطنبول".

وأكّد بومبيو أنّ ولي العهد السعودي "تعهّد بأنّ عمل المدّعي العام سيُقدّم للعالم بكامله تفسيرًا كاملاً ونهائيًا بكل شفافية"، لافتًا إلى أنّ المناقشات كانت "مباشرة وصريحة".

وقال وزير الخارجية الأميركي "شدّدتُ على أهمية إجراء تحقيق معمّق وشفاف وسريع، وقد التزم القادة السعوديّون بذلك".

وشدّد ولي العهد السعودي خلال استقباله بومبيو على أنّ بلديهما "حليفان قويّان وقديمان. نواجه تحدّياتنا سويًا. في الأمس واليوم والغد". وكان بومبيو التقى صباحًا العاهل السعودي لعشرين دقيقة.&

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه تحدّث إلى بن سلمان في شأن خاشقجي. وكتب على تويتر "لقد تحدثت للتو مع ولي العهد السعودي الذي نفى بشدة معرفته بما حدث في القنصلية في تركيا". وأضاف ترمب "أبلغني بأنه أمر بالبدء بإجراء تحقيق كامل ومعمق على أن يتوسّع سريعًا".

وبدا بومبيو ومحمد بن سلمان مبتسمَين في أوّل لقاء جمعهما، قبل أن ينتقل وزير الخارجية الأميركي إلى تركيا الأربعاء في "زيارة عمل" حسب ما أعلنت أنقرة بدون أن تذكر تحديدا قضية خاشقجي.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت إنّ بومبيو "شكر الملك (سلمان) على التزامه دعم تحقيق معمق وشفاف وضمن مهلة منطقية حول اختفاء جمال خاشقجي" الذي فُقد أثره منذ دخوله قنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر.

وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء في بيان إنهم "قلقون للغاية" إزاء اختفاء خاشقجي، ودعوا السعودية إلى إجراء تحقيق "معمق وموثوق وشفاف وسريع".

وتزداد التساؤلات حيال مصير خاشقجي كاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" والناقد لسلطات بلاده.

وصرّح ترمب الإثنين أنّ العاهل السعودي نفى في اتصال هاتفي معه "بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء" حول خاشقجي. وأضاف ترمب تعليقا على تقارير عن مقتل الصحافي داخل القنصلية "بدا لي أنّ الأمر قد يكون حصل على أيدي قتلة غير منضبطين".

قصَدَ خاشقجي المقيم في الولايات المتحدة منذ 2017 القنصلية السعودية لإتمام أوراق تتعلق بطلاقه وزواجه مجددا من التركية خديجة جنكيز.

وفتّشت الشرطة التركية مساء الإثنين مقرّ قنصلية السعودية في اسطنبول التي كانت آخر مكان شوهد فيه خاشقجي. وجرى التفتيش بحضور مندوبين سعوديين واستغرق 8 ساعات.

وغادر فريق المحققين بعد التفتيش، وقال مسؤول تركي إنّ الفريق أخذ عيّنات، وبخاصّة من تراب حديقة القنصليّة.

وستفتّش الشرطة التركية مقر إقامة القنصل السعودي في اسطنبول في إطار التحقيق، حسب ما ذكر مصدر دبلوماسي الثلاثاء. وتوجّه القنصل السعودي الثلاثاء إلى الرياض، وفق تقارير إعلامية.