نصر المجالي: شارك عشرات الآلاف من البريطانيين المعارضين لـ"بريكست"، في تظاهرة في وسط لندن، اليوم السبت، بحسب تقديرات الجهات المنظمة، في محاولة جديدة للحؤول دون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.

وفي أكبر مسيرة شعبية منذ الاحتجاج على غزو العراق، قال المنظمون الذين توقعوا في البداية حضور نحو 100 ألف شخص أن 670 ألف متظاهر ساروا في الشوارع، داعين إلى إجراء استفتاء ثانٍ يُطلق عليه "مسيرة تصويت الشعب".

وكان توافد الآلاف من المناصرين للبقاء في الاتحاد الأوروبي مرتدين ملابس زرقاء مرقمة مزينة بنجوم ذهبية ، وتحمل علامات تشير إلى "ادفنوا بريكست الآن" و "أريد أن أقول رأي بريكست".

وتحدث خلال المسيرة الحاشدة في وسط لندن، عمدة العاصمة، صادق خان الذي ينتمي لحزب العمال، فضلا عن أعضاء من حزب المحافظين وحزب العمال وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر والحزب الوطني الاسكتلندي.

احتفالية&

واتّسمت مسيرة المتظاهرين نحو مقر البرلمان بالاحتفالية والضجيج، وقد جمعت حشدا كبيرا في مسعى لا تبدو حظوظه كبيرة في إقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتنظيم استفتاء ثان.

ويشار إلى أن عدد التواقيع على عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ملزم حول أي اتفاق يتم إبرامه قبل موعد خروج بريطانيا من التكتل في مارس المقبل بلغ نحو 950 ألف توقيع قبيل انطلاق المسيرة.

شكوك

وأشار المنظمون، من جهتهم، قبل أشهر من سريان بريكست في 29 مارس 2019، إلى أن المفاوضات بين لندن وبروكسل، لا&تزال متعثرة، وخاصة في ما يتعلق بقضية الحدود الإيرلندية، وأن الشكوك لا&تزال مستمرة حول كيفية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.

واعتبرت كارمن سميث، من مؤيدي حركة "من أجل مستقبلنا"، في بيان، أن "المسائل الأكثر أهمية لم يتم التفاوض عليها بعد، الوقت ينفد، وهذه مسألة ملحة. نخبة بريكست أظهرت أنها غير قادرة على حل المشكلة، ولكن بإمكانكم فعل ذلك، بطلبكم التصويت من الشعب".

واكتسبت فكرة الاستفتاء الجديد شعبية في الأشهر الأخيرة في المملكة المتحدة، وتدعمها شخصيات سياسية من جميع الاتجاهات، مثل رئيس الوزراء السابق توني بلير.

وتقدم المسيرة آلاف المتظاهرين الشباب، وسيتوجه إليهم زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار فينس كيبل بالقول "إن بريكست يقسم الأجيال، والغالبية العظمى من جيلي صوتت للخروج والغالبية العظمى من الشباب صوتت للبقاء، لقد خان جيلي جيلكم".

لا اتفاق

ومع قرب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في مارس 2019، تواجه الحكومة البريطانية احتمال الخروج من دون التوصل لاتفاق ينظم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست"، أو البقاء لسنوات في فترة انتقالية مع تعديلات سيكون أبرزها خسارة بريطانيا قدرتها على التأثير في قرارات الاتحاد الأوروبي.

ولا يحظى أي من هذين الخيارين بتأييد كبير، كما أن تبادل الاتهامات على خلفية ما آلت إليه الأمور في بريطانيا يزيد من عزلة ماي وضعفها.

لا استفتاء&

وكانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أعلنت بوضوح أنها لا تنوي السماح بإعادة النظر في "بريكست". وقالت أمام البرلمان يوم الأربعاء: "يطالبون الآن باستفتاء ثان والعودة للشعب البريطاني ليقولوا له نحن آسفون للغاية نعتقد أنك أسأت الخيار".

وأضافت ماي: "لن يجري استفتاء ثان، الشعب قال كلمته، وهذه الحكومة ستنفّذ قرار الشعب".

وسعى المشاركون في التظاهرة إلى توجيه رسالة، مفادها أن "بريكست الذي وعد به مؤيدوه قبل استفتاء يونيو 2016، بعيد كل البعد عما يتم التفاوض حوله حاليا". ويقول المتظاهرون إنهم كانوا ليصوتوا ضد "بريكست" لو علموا حينها الأثمان المترتبة عن ذلك.

لكن وصول المفاوضات بين لندن وبروكسل إلى حائط مسدود يثير الشكوك حول ماهية الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه الحكومة البريطانية، أو ما إذا كان الاتفاق ممكنا.

وكان عمدة لندن صادق خان وهو قيادي من حزب العمل البريطاني المعارض ، قد دعا إلى إجراء استفتاء جديد بحيث يمكن للجمهور أن يكون له رأي في قبول اتفاق رئيس الوزراء تيريزا ماي في بريكست Brexit أو اختيار البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن ما يتعين عليه فعله هو الخيارات الوحيدة المتاحة على الطاولة "نحن اصبحنا على بعد مليون ميل عن الموعدين&منذ عامين ونصف العام للخروج ام عدمه".