إيلاف من نيويورك: بمقدار الحملة التي تستهدف المملكة العربية السعودية حيال قضية وفاة الصحافي جمال خاشقجي، تواجه إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب ضغوطا كبيرة من قبل وسائل الإعلام المناوئة له، وأعضاء الحزب الديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب.

وسار عدد من المسؤولين الجمهوريين في ركب الحملة الضاغطة الى ترمب كالسناتور ليندساي غراهام، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب بوب كوركر، علما بأن هذه الشخصيات كانت ولا تزال تُعارض سياسة الرئيس الأميركي في كثير من المحطات.

معركة اكتوبر

في تغريدات لافتة له على تويتر، كتب، د.وليد فارس مستشار العلاقات الخارجية السابق لحملة دونالد ترمب الانتخابية يقول، "المقاومة التي اطلقها آلالاف من الشباب السعودي و الخليجي و العربي المنتشر في العالم كسرت الهجوم الاعلامي الذي شنّه تكتل البروباغندا الاخوانية والايرانية ضد المملكة و التحالف العربي. انها معركة اكتوبر٢٠١٨"، وأضاف، "التسونامي الذي اطلقه تكتل اللوبيات الايرانية الاخوانية كاد ان يطيح&بالتحالف العربي الاميركي، لو طال الهجوم الاعلامي اسبوعا آخر. الا ان التحرّك السعودي الخليجي العربي الحاسم بالاضافة الى جبهة الانترنت&ادى الى ستاتيكو جديد. الا ان موجة جديدة آتية…"

فارس ما انفك يتحدث منذ بروز قضية اختفاء خاشقجي عن ضرورة قيام السلطات السعودية باجراء تحقيق كامل لكشف ملابسات القضية، ومحذرا في الوقت نفسه من الحملة الإيرانية-الاخوانية التي تستهدف المملكة وتبدأ من اميركا وصولا الى الخليج ومرورا باوروبا من اجل اثارة الرأي العام.

الاستثمار السياسي

خلال حديث مع صحيفة "إيلاف"، اعرب فارس عن اسفه من تحويل الثنائي الإيراني-الاخواني ملف خاشقجي من قضية إنسانية قانونية يريد الجميع كشف حقيقتها واحقاق العدالة، الى محاولات تهدف الى توظيف ملف مصير الصحافي السعودي والاستفادة منه سياسيا عبر تحقيق مكاسب على حساب السعودية نفسها وتهميش صورة رموزها.

خاشقجي وعلاقات واشنطن والرياض

واعتبر، "ان العلاقات الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة والتحالف العربي وعلى رأسه الرياض لا يمكن فصلها عن تداعيات ملف خاشقجي، فالانجازات التي تحققت على مدار الأشهر الماضية بخصوص مكافحة الإرهاب والمباشرة بتشكيل ناتو عربي لم ترُق للمحور الذي يستهدف السعودية حاليا".

كسر جزئي للهجمة

فارس فند احداث الأيام الأخيرة حيث قال، "بدأ الاستهداف منذ لحظة الإعلان عن اختفاء خاشقجي داخل القنصلية، لتكر بعدها سبحة التسريبات الإعلامية التي كان صداها يُسمع في كل مكان، حتى وصل الامر حد ضغط مسؤولين جمهوريين على إدارة الرئيس ترمب لاتخاذ خطوات ضد الرياض"، متابعا،" التحقيقات السعودية التي خلصت الى وفاة خاشقجي داخل مبنى القنصلية وعملية الاستدعاءات والاقالات التي حصلت كسرت الهجمة بشكل جزئي خصوصا في اميركا".

ما المطلوب؟

ولفت "الى ان الجميع طالب الرياض بالتحقيق في ملف اختفاء خاشقجي، فأوعز الملك الى السلطات المعنية بمتابعة الملف، وأُعلنت النتائج الأولية، فماذا حدث؟ الفريق نفسه الذي كان يطالب السعودية باجراء التحقيق اطلق حملة تشكيك واسعة بالتحقيق الذي طالب به، وهذا يؤشر&الى ان المطلوب ليس كشف حقيقة او احقاق العدل وانما تصويب ممنهج بنية تخريب العلاقات بين السعودية ودول العالم، ودفن المشاريع المستقبلية بين واشنطن وعواصم التحالف العربي في مهدها، والأهم إعادة خلط الأوراق في المنطقة قبل اقل أسبوعين على دخول رزمة العقوبات الضخمة ضد ايران موضع التنفيذ".

وأشار،"الى انه وبموازاة الهجوم العنيف، كان لافتا دفاع الناشطين السعوديين والخليجيين والعرب بالإضافة الى كتّاب وصحافيين في العالم عن السعودية، وتيقنهم ان ما يحصل ليس بريئا ولا يهدف الى كشف الحقيقة".

شعارات براقة لاهداف باطلة

مستشار حملة ترمب شبه ما يحصل اليوم بما حدث قبل سنوات يوم تدخل حزب الله عسكريا في سوريا، حيث قال، دائما هذا المحور يحاول استخدام شعارات براقة لاهداف باطلة، فحزب الله مثلا اعلن مشاركته عسكريا بحجة حماية مزارات مقدسة في دمشق وضواحيها ولكنه اصبح في دير الزور ودرعا وحلب، واليوم المحور نفسه بالتحالف مع الاخوان المسلمين يطالب بكشف الحقيقة ثم يشكك ويشن الحملات تلو الحملات في مكان آخر، لأنه بالفعل لا يكترث لها ولا تعنيه".
&