لا أحد يدري كيف ستنتهي أزمة الأغلبية التي تلقي بظلالها الرمادية الثقيلة على سير الحكومة المغربية، وفق ما تناولته الصحف اليومية الصادرة الاثنين.

إيلاف المغرب من الرباط: في رصدها لتفاعلات أزمة الأغلبية، عقب انتخاب حكيم بنشماس، رئيسا لمجلس المستشارين، (الغرفة الثانية للبرلمان)، أفادت صحيفة "الأحداث المغربية"، اعتمادا على مصدر حكومي، أن الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، كان متفقا مع قيادات الأغلبية الحكومية على عدم منافسة مرشحي المعارضة في رئاسة الغرفة الثانية، بل ورفض في البداية تقديم حزب العدالة والتنمية لمرشح لهذا المنصب، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، في اجتماع الأمانة العامة الذي سبق يوم التصويت على رئيس مجلس المستشارين بأربع وعشرين ساعة فقط.

وأضافت الصحيفة التي تحتفل اليوم بمرور عشرين عاما على تأسيسها، أن العثماني تنصل في افتتاح جلسة الحوار الوطني الداخلي لحزب العدالة والتنمية، من أي التزام تجاه اتفاق ما بعدم تقديم مرشح لرئاسة الغرفة الثانية، مستغربا مما وصفه ب" رد فعل بعض الإخوان في الأغلبية تجاه تقديم العدالة والتنمية لمرشح".

وكشف رئيس التحالف الحكومي، موقفا مغايرا لما تم الإعلان عنه في السابق، معتبرا أن " مجموعة من الإخوان في الأغلبية طرحوا فكرة، ليس فقط أن نقدم مرشحا مشتركا، بل أن نكتفي بمرشح من المعارضة، وهو الموقف الذي ثمنه عدد من الإخوان، ولكن أنا &شخصيا تدخلت لأقول إنه ليس من صلاحياتي أن أصادق على قرار مثل هذا".

واعتبر العثماني في حديثه أن الاتفاق على هذا القرار كان سيسلب مؤسسات الحزب صلاحياتها، "فلا يمكن أن نلغي صلاحيات المؤسسة الحزبية"، حسب قوله، مضيفا أن "جميع الآراء طرحت في الأمانة العامة، وبسطت فيها، وقررنا التصويت بكل حرية، &وكانت النتيجة تقديم مرشح، من دون أن نطلب دعم الأغلبية له، ولم نفرض على أي برلماني من الأغلبية أن يصوت علينا".

وتأسيسا على تطورات هذه القضية، استنتجت &الصحيفة، أن أزمة التحالف الحكومي سوف تتعمق، بعدما خرج حزب العدالة والتنمية، عن اتفاق مسبق مع قيادات الأغلبية، مشيرة إلى أن تصريحات العثماني، في حوار حزبه الداخلي، ستزيد من ورطة رئيس الحكومة، ومحاصرته داخل الائتلاف الحكومي، بعد الحرج الكبير الذي وجد فيه نفسه تجاه حلفائه بعدما رضخ لقواعد حزبه، التي نادت بضرورة تقديم مرشح عن "العدالة والتنمية" لمنافسة حكيم بنشماش، في سباق رئاسة مجلس المستشارين مهما كان قرار التحالف الحكومي.

سباق التسلح في المغرب العربي

خصصت صحيفة" العلم" ملفا خاصا لسباق التسلح في بلدان المغرب العربي، التي تخوض هذا السباق &منذ عقود، لتقوية ترسانتها العسكرية بالمزيد من العتاد الحربي.
وأوضحت الصحيفة أن سباق التسلح ينهك ميزانيات التنمية في الدول المغاربية، بما يتطلبه من إنفاق مبالغ مالية مهمة، وخاصة على مستوى التنافس الشديد بين بلدين مجاورين هما المغرب والجزائر، حيث يسعى كل واحد منهما إلى ترجيح كفة الميزان العسكري في المنطقة لصالحه، وتحقيق التفوق على الجار، في سياق الصراع الذي يدور محوره حول الصحراء منذ عام 1974.

ارتفاع &ميزانية الحسابات الخصوصية

كشفت صحيفة "أخبار اليوم" أن الحكومة، ورغم حذفها لأربعة حسابات خصوصية، فإنه من المرتقب أن تلتهم هذه الحسابات من خزينة الدولة خلال السنة المقبلة 84 مليارا و397 مليونا و383 ألف درهم، بزيادة عن السنة الماضية بقرابة 6 مليارات درهم، حيث تم رصد، خلال القانون المالي لسنة 2018 اعتمادات مالية بلغت 78 مليارا و561 مليونا و45 ألف درهم.

ومن المقرر، حسب الصحيفة، أن تقدم الحكومة اليوم الاثنين أمام البرلمان مشروع القانون المالي، &وقد اقترحت حذف أربعة صناديق خصوصية، هي صندوق محاربة آثار الجفاف، والصندوق الخاص لإنقاذ فاس، وصندوق مساندة بعض الراغبين في إنجاز مشاريع، ثم الصندوق الخاص بتحسين عملية تزويد السكان القرويين بالماء الصالح للشرب.
القانون تضمن أيضا اقتراح تعديلين بموجبه تتم مضاعفة الميزانية المخصصة للحسابين الخصوصيين للأمن الوطني والدرك الملكي، بالإضافة إلى هذين الحسابين تسعى الحكومة إلى توسيع اختصاصات الحساب الخصوصي " صندوق دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، الذي أحدث قبل 13 سنة ليشمل اختصاصات جديدة.

التزام مغربي لإسبانيا يخفف من أزمة القاصرين المغاربة

تحدثت صحيفة " المساء" عن اللقاء الأخير بمدريد بين عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، ونظيره الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، موضحة أنه خفف من توتر الجارة الإسبانية بخصوص قضية الأطفال القاصرين بسبتة ومليلية المحتلتين، (شمال المملكة)، التي تحولت إلى قضية رأي عام في المدينتين.

وأفادت الصحيفة أن مصادر إسبانية كشفت أن المغرب التزم على لسان لفتيت بإيجاد حلول للقاصرين المغاربة غير المصحوبين الذين يصلون إلى اسبانيا، في إطار المصلحة الأفضل لهؤلاء المهاجرين المغاربة ومع احترام حقوقهم الأساسية.

ونقلت " إيفي" أن الوزير الاسباني نقل قلقه إلى نظيره المغربي بخصوص قضية الأطفال القاصرين المغاربة. وقال مارلاسكا:" لقد ربطنا بين الحاجة لحماية حقوق هؤلاء الأطفال كهدف أسمى، ولكننا نفترض الاهتمام الرئيسي للمغرب لأنهم أطفاله ومواطنوه، ورغبته في تحمل مسؤوليتهم".

وحسب "إيفي"، فإن الوزير المغربي، الذي عقد لقاء بنظيره الإسباني في مقر وزارة الداخلية الإسبانية، كشف أن الرباط مستعدة لإيجاد حل دائم في إطار المصالح الفضلى للطفل واحترام الحقوق الأساسية.

ودافع مارلاسكا عن التعاون مع المغرب وتعزيز مشاركة الاتحاد الأوروبي بأكمله في هذا التعاون، مشيرا إلى أن" المغرب شريك ويجب أن يكون شريكا مميزا"، خاصة وأن السلطات المغربية تواجه أيضا تدفقات الهجرة من الدول الأخرى لأسباب اقتصادية.