نصر المجالي: وجهت الحكومة الإيرانية، انتقادا لسلطنة عمان بسبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينما نفت وزارة خارجيتها أن تكون بادرت للاتصال والتفاوض مع مسؤولين في الحكومة الأميركية في مسقط التي لها علاقات متوازنة مع الجانبين وتوسطت بينهما لمرات عديدة في قضايا مهمة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايراني بهرام قاسمي إنه من وجهة نظر طهران فإنه لا ينبغي للدول الاسلامية في المنطقة ان "تفسح للكيان الصهيوني الغاصب وبضغط من البيت الابيض بالتحرك لإثارة فتن ومشاكل جديدة في المنطقة".

واضاف قاسمي انه "لا شك ان هذا الكيان يسعى لإثارة الخلافات بين الدول المسلمة والتغطية على سبعين عاما من الغصب والاعتداء والمجازر بحق الشعب الفلسطيني المظلوم".

واوضح انه "يبدو ان اللوبي الصهيوني في البيت الابيض والادارة الاميركية قد نشط مع بدء فترة رئاسة دونالد ترمب اكثر من السابق لضمان المصالح اللامشروعة للكيان الصهيوني وممارسة الضغط على الدول الاسلامية لدفعها الى تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع غاصبي القبلة الاولى للمسلمين".

وافاد قاسمي بان "التاريخ والتجارب تبرهن بان التراجع والخضوع للإملاءات اللامشروعة لأميركا والكيان الصهيوني الغاصب سيجرؤهم اكثر على ممارسة الضغوط والتمدد اكثر في المنطقة وتجاهل الحقوق المشروعة والمسلمة للشعب الفلسطيني".

نفي مزاعم

وفي تطور على صلة، نفت وزارة الخارجية الايرانية بشدة ادعاء احد نواب مجلس الشورى الاسلامي بانها بادرت للاتصال والتفاوض مع مسؤولين في الحكومة الاميركية في احدى الدول الجارة، واعتبرت ذلك بانه لا اساس له من الصحة اطلاقا.

ويعتقد أن هذه الدولة الجارة هي سلطنة عمان التي تحتفظ بعلاقات متوازنة مع واشنطن وطهران وقامة بدور الوساطة بينهما في قضايا مهمة في السنوات الأخيرة.

وكان عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي النائب جواد كريمي قدوسي قد قال في تصريح له يوم الجمعة، انه ورغم النهي الصادر عن قائد الثورة فاننا نمتلك انباء موثقة بان خبراء من وزارة الخارجية يجرون في الوقت الحاضر مفاوضات في سلطنة عمان مع نظرائهم الاميركيين.

لا تفاوض

وجاء في بيان الخارجية الايرانية، انها تعلن صراحة بان جميع مزاعم النائب جواد كريمي قدوسي حول رغبة وزارة الخارجية للاتصال والتفاوض مع الحكومة الاميركية وكذلك المبادرة للتفاوض مع مسؤولين اميركيين في احدى الدول الجارة، خاطئة ولا اساس لها وتنفيها بشدة.

واكدت الخارجية بانها في جميع المستويات إداريا وخبرة تابعة للأوامر والسياسات المرسومة من قبل سماحة قائد الثورة الاسلامية خاصة في كيفية التعامل والتصرف مع حكومة الولايات المتحدة الاميركية ومن المؤكد انها لا تتخذ خطوة متاخرة او متقدمة على ذلك.

مصالح وطنية

وقالت الخارجية في بيانها بانها تعتبر نفسها ودبلوماسيي البلاد راصدين لمصالح البلاد الوطنية ويعتبرون تعهدهم والتزامهم باهداف وقيم الثورة الاسلامية رهنا بتقديم صورة حقيقية عن التطورات والاحداث الحاصلة في المنطقة والعالم والنظام الدولي ويرون انفسهم مكلفين بتقديم رؤية دراساتية لكبار مسؤولي الحكومة والدولة، فضلا عن ذلك فان رؤية جهاز الدبلوماسية للبلاد مبنية اساسا على انه في الظروف الراهنة لا جدوى اطلاقا من اي نوع من التفاوض مع حكومة ترمب الناكثة للعهد والمتملصة من القانون والمناهضة لايران.

واكدت العلاقات العامة فی وزارة الخارجیة فی هذا البیان انها تنفي ما ورد من تصريحات على لسان كريمي قدوسي الذي يدعي دوما بانه يستقيها من مصادر موثوقة واعتبرت ان هذا النائب يقع مرارا وبسهولة في فخ أخبار كاذبة من مصادره الخبریة المزیفة، و"قد جعل نفسه أداة لنشر أخبار لا أساس لها من الصحة تهدف إلى توتير اجواء المجتمع واثارة الاجواء ضد وزارة الخارجیة، وزرع الاحباط لدى القوى المخلصة والشعب الإیرانی الواعي تجاه الجهاز الدبلوماسي في البلاد، واللعب بلا وعي في المخطط الذي رسمه أعداء البلد.

ونصحت وزارة الخارجية في بيانها النائب كريمي قدوسي لتغيير مصادر أخباره الكاذبة والمتكررة كي لا يشار اليه اليه كناشر للاخبار المضللة والمزیفة.