كابول: فجّر انتحاري راجل حزامه الناسف صباح الإثنين قرب سيارة أثناء دخولها مقرّ المفوضية المستقلة للانتخابات في كابول مما أوقع قتيلا وستة جرحى على الأقل، في اعتداء يندرج ضمن سلسلة هجمات شهدتها عملية الاقتراع.

لم يصدر أي تبنٍّ للاعتداء الذي وقع في وقت يتم جمع صناديق الاقتراع الذي جرى في 20 أكتوبر ونقلها إلى داخل الموقع المحصن لمفوضية الانتخابات التي نظمت عملية التصويت.

وأسفر الاعتداء الذي وقع عند الساعة الثامنة (03:30 ت غ) عن مقتل شرطي وجرح ستة أشخاص هم أربعة من موظفي المفوّضية وشرطيان. وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة الأفغانية بصير مجاهد لوكالة فرانس برس إن "الشرطة رصدت المنفّذ وأصابته بالرصاص قبل أن يصل إلى هدفه". تابع المتحدث أن "الجرحى نقلوا إلى المستشفى، وحالهم مستقرة".

تقول المفوضية إن نحو 4.2 ملايين شخص شاركوا في التصويت من أصل 8.9 ملايين ناخب مسجلين، على الرغم من الهجمات العديدة التي استهدفت الناخبين.

شابت العملية الانتخابية التي كانت طالبان هددت باستهدافها مشاكل تقنية وتمديد للاقتراع واتهامات بالتزوير وأعمال عنف ومقتل المئات جراء عشرات الاعتداءات. ويقول كثير من المراقبين إن عددًا كبيرًا من الأسماء الواردة على لوائح المقترعين يستند إلى وثائق مزورة بهدف حشو الصناديق.

أجريت الانتخابات التشريعية الثالثة في أفغانستان منذ إطاحة نظام طالبان في 2001 بعد تأجيل لأكثر من ثلاث سنوات، وهي تعتبر اختبارا للانتخابات الرئاسية في العام المقبل. كذلك تعتبر الانتخابات محطة مهمة قبل اجتماع للأمم المتحدة في جنيف في نوفمبر بينما تمارس ضغوط على أفغانستان لإظهار تقدم في "العمليات الديموقراطية".

شكاوى&
ترشّح للانتخابات أكثر من 2500 شخص، بينهم رجال دين وصحافيون وأبناء زعماء حرب، للفوز بمقعد في مجلس النواب الذي يتألف من 249 نائبًا. ومن المتوقع أن تصدر اللجنة النتائج الأولية للفرز في 10 نوفمبر.

من المرجّح أن تثير مشاكل أجهزة التدقيق البيومترية التي استخدمت للمرة الأولى، وأدرجت في ربع الساعة الأخير، كما وغياب القوائم الانتخابية أو عدم اكتمالها جدلًا حول كيفية احتساب الأصوات الصحيحة. وكانت اللجنة أعلنت في وقت سابق أن الأصوات التي لم يتم التدقيق فيها بيومتريا ستلغى.

وتلقّت اللجنة آلاف الشكاوى بعد اقتراع دام ثلاثة أيام في 33 من أصل 34 ولاية أفغانية. والسبت اقترع ناخبو قندهار مهد حركة طالبان في جنوب البلاد والتي لطالما شهدت الانتخابات فيها اتهامات بالتزوير. وعلى الرغم من أن التحضيرات فيها كانت "أفضل" مقارنة مع السنوات السابقة، إلا أن مشاكل الأجهزة البيومترية والقوائم الانتخابية لم تحل.

كان تأجل الاقتراع في قندهار لأسبوع بعد اغتيال قائد الشرطة المحلية الجنرال عبد الرزاق في 18 أكتوبر، وكان مناهضًا لطالبان ويقف في وجه التمرد في الجنوب.

كما قتل في العملية التي نفّذها عنصر "متسلل" لطالبان، كان موظفًا كحارس شخصي لحاكم الولاية، قائد المخابرات في الولاية وصحافي في التلفزيون العام. وأصيب 13 شخصًا بجروح في الاعتداء، بينهم الجنرال الأميركي جيفري سمايلي، الذي يشرف على مهمة لقوات حلف شمال الأطلسي. وكان قائد قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي سكوت ميلر مشاركًا في الاجتماع لكنه لم يصب بأي أذى.
&