عقوبات أميركية جديدة تشمل من يدعم حزب الله في لبنان وقعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي تهدف إلى حرمان حزب الله في لبنان من جمع الأموال وتجنيد عناصر له.

إيلاف من بيروت: وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب قانونًا أقرّه الكونغرس، ويفرض عقوبات إضافية على حزب الله.

وأشار ترمب في كلمة في البيت الأبيض لمناسبة مرور 35 عامًا على الهجوم الذي استهدف مقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت إلى أن هذه العقوبات "تهدف إلى حرمان حزب الله من الحصول على موارد لتمويل نشاطاته".

وكان الكونغرس مرّر قبل حوالى أسبوعين مشروع القانون الذي يفرض عقوبات جديدة ضد الحزب، والتي تهدف إلى الحد من قدرته على جمع الأموال وتجنيد عناصر له.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" أن العقوبات الجديدة تشمل من يدعم حزب الله، وتبقى توسيعًا إضافيًا للعقوبات السابقة، خاصة في ما يتعلق بموضوع تبييض الأموال، وهذه العقوبات الجديدة هي بالتحديد تطال كل من يدعم حزب الله، وسياسة ترمب تبقى واضحة من خلال تضييق الخناق ماليًا أكثر على حزب الله، وعمليًا سيكون الحذر في التعامل أكثر داخل لبنان، لأن نسيجنا مرتبط مع بعضه البعض، والجميع يتعاملون في ما بينهم، من هنا قد يخلق عدد معيّن من اللغط في الموضوع، على الصعيد اللبناني، من خلال توسيع إطار العقوبات بحق من يتعاملون مع حزب الله.

ملتزمون اقتصاديًا
ردًا على سؤال كيف سيتجاوب لبنان بعد هذه العقوبات على حزب الله؟. يجيب عجاقة أن موقف لبنان يبقى واضحًا على الصعيد الحكومي لا نستطيع القيام بشيء، حيث لبنان يبقى مقسومًا، ولا يمكن اتخاذ القرار في هذا الخصوص. أما على الصعيد النقدي وعلى صعيد مصرف لبنان تحديدًا، فنحن ملتزمون بما تقرره القوانين الدولية، والأميركية، التزامًا كليًا. وعلى الصعيد السياسي والحكومي، لا نستطيع القيام بشيء لأن هناك قرارًا سياسيًا بأن السلم الأهلي فوق كل اعتبار، ولا يمكن أن ندخل بمغامرات تعيد لبنان إلى الوراء.

التضييق حاصل
عن الغاية الأساسية من العقوبات المتعاقبة على حزب الله من قبل الأميركيين، يشير عجاقة إلى أن الإستهداف الأساس هو لإيران من خلال حزب الله، وأميركا قالتها مرات عدة من دون مواربة، حيث تعتبر أميركا أن حزب الله يبقى إمتدادًا لإيران، وتبقى الإشكالية الأساسية أن أميركا تستخدم ما تسمى طريقة الخنق البطيء، حيث لا يتم فرض العقوبات دفعة واحدة، لكن الواحدة تلو الأخرى، بهدف إقناع من تفرض عليه عقوبات أن يغير رأيه، وهذا مبدأ العقوبات التي تستعملها أميركا.

من هنا يضيف عجاقة، قد تكون هناك عقوبات سوف تضاف في المستقبل من قبل أميركا ضد حزب الله، وكلما وجدوا فراغًا في مكان سوف يملأونه بقوانين جديدة، وما يجب معرفته أنه على الصعيد المحلي والسياسي لا يمكن اتخاذ قرارات.

وردًا على سؤال بأن كل العقوبات الأميركية تهدف إلى حرمان حزب الله من الموارد لتمويل نشاطاته، فهل تحقق أميركا أهدافها في هذا المجال؟. يجيب عجاقة أنه مما لا شك فيه أن التضييق المالي موجود ولا يمكن إنكاره، والموارد سوف تخف، لكن هل يمنع ذلك الحزب من توسيع نشاطاته، يجيب عجاقة أنه شخصيًا لا يستطيع تقدير ذلك، لأنه ليس مطلعًا على نشاطات الحزب، لكن في مكان ما هناك تضييق على تلك النشاطات ماليًا.

فمن أراد اليوم أن يتبرع لحزب الله ومع وجود العقوبات الجديدة من قبل أميركا لن يستطيع القيام بذلك، والمنطق يقول إن مداخيل حزب الله سوف تتراجع. ويلفت عجاقة إلى أن حزب الله يبقى حزبًا عقائديًا، حيث العقيدة تفوق كل شيء، وقد وُجد لقتال إسرائيل.