إيلاف من لندن: طرحت الدول العظمى، وتحديدًا بريطانيا والولايات المتحدة، في الأيام الأخيرة عدة أفكار لحل أزمات الشرق الأوسط، تقوم على إنشاء مناطق عازلة في اليمن وجنوب سوريا، وتثبيت قوات دولية لحفظ السلام، وإشراك اسرائيل في حزمة حلول مقترحة، تؤدي فيها سلطنة عمان دورًا مركزيًا.

منطقة عازلة

تقول مصادر خاصة بـ"إيلاف" إن هذه الأفكار تتمحور حول وقف فوري لإطلاق النار، وتكريس الوضع القائم حاليًا، فيحتفظ الحوثيون مرحليًا وخلال فترة التفاوض بالمناطق التي يسيطرون عليها، فيما تحتفظ الحكومة اليمنية وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بمناطق سيطرتها.

تنص فكرة وقف إطلاق النار على إقامة منطقة عازلة أو آمنة بين الفريقين، يحظر التواجد العسكري فيها لأي من الطرفين، وتقوم قوات دولية بحفظ السلام فيها.

أضافت المصادر أن وزير الدفاع البريطاني بدأ جولة من المباحثات لبلورة هذه الأفكار، ومحاولة إخراجها إلى النور بمشاركة أساسية من سلطنة عمان.

وعلمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أن سلطنة عمان ستكون القاعدة التي ستنطلق منها القوات الدولية في حال تم الاتفاق على إنشاء المناطق العازلة، وستؤدي السلطنة دور الوسيط في التوصل إلى حل في اليمن لإعادة الهدوء إلى هذا البلد بعد سنوات من الحروب.

حزمة حلول

إلى ذلك، أفاد مصدر مطلع لـ "إيلاف" بأن السلطان قابوس بن سعيد حادث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في تجربة قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وكيفية الحفاظ على القرار الأممي 1701 الذي حدد عدم تواجد حزب الله عسكريًا إلى جنوب نهر الليطاني وحتى الحدود الاسرائيلية.

كما تباحثا في مسألة تثبيت قوة دولية مماثلة في الجنوب السوري، وإبعاد التواجد العسكري الإيراني وغيره عن الحدود السورية مع اسرائيل.

يقول المصدر نفسه إن الامر يبدو حزمة واحدة لحل الأزمات العسكرية والمسلحة في الشرق الاوسط، وستقود بريطانيا هذه المبادرات بالتعاون مع الولايات المتحدة.

كما أفاد مصدر حضر لقاء نتانياهو - قابوس بأن سلطان عمان اهتم بمسألة مناطق نزع السلاح والمناطق العازلة وكيفية تعامل القوات الدولية فيها مع الاحتياجات الانسانية والخدماتية للسكان العزل، وكيف تتصرف مع من يخرق الاتفاقات.

لا إشارات إيجابية

تجدر الإشارة هنا إلى أن عمان قد تكون منطلقًا لكل تسويات المنطقة، لما لها من علاقات وتفاهمات مع أطراف الصراعات المتعددة، بدءًا من إيران ومرورًا بدول الخليج وسوريا&والأردن ومصر وحتى إسرائيل، ناهيك عن الحلف المتين مع بريطانيا والولايات المتحدة.

أما بشأن الأزمة اليمنية، فقد أعرب قادة الحوثيين عن استعدادهم لقبول مقترح المناطق العازلة والآمنة، وطلبوا ضمانات عدم إعتداء عليهم - بحسب تعبيرهم - من قوات التحالف العربي.

ويبدو أن العقوبات الاميركية المقبلة على إيران ستجلب المنطقة إلى محاولات تفاوض وتفاهمات جديدة. هذا، ولفت مصدر خاص بـ"إيلاف" إلى أن إيران لم تقدم إشارات إيجابية بشأن الافكار المطروحة، إنما وعدت بالتفكير وبحث الأمر مع حلفائها في المنطقة.