مظاهرة ضد الولايات المتحدة في طهران
EPA

تواصل الاهتمام في صحف عربية بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران.

وقد تباينت الآراء في الصحف بشأن هوية الرابح والخاسر من فرض هذه العقوبات.

وأعادت واشنطن فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، والتي كانت قد رُفعت بعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران وقوى غربية في عام 2015.

"تقويض الاقتصاد"

في جريدة "الرياض" السعودية، يرى فهد محمد بن جمعة أن الحظر على شراء نفط إيران من شأنه أن "يقوض اقتصادها".

ويقول إن هذا الحظر "سيكون له تداعيات كارثية على أداء اقتصادها الذي كاد أن يتحسن ببطء خلال تنفيذ الاتفاق النووي ورفع الحظر عن صادراتها النفطية".

ويشدد على أنه "لن يكون مشابها لحظر 28 يوليو 2012م، بل سيكون قاسياً جداً ومدمراً للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من بطالة وتضخم وعجز في ميزان مدفوعاته في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة، مما قد ينتج عنه انكماشاً حاداً في نموه... مع انخفاض الصادرات والاستهلاك (الطلب) وانكماش قطاع الصناعة (العرض)".

كما يرى أنه "بهذا لم يبق أمام النظام الإيراني إلا الركوع وإيقاف إنتاجه لأسلحة الدمار وتصديره للإرهاب وتدخله في شؤون المنطقة، إذا ما أراد إنقاذ اقتصاده من الدمار وزعزعة أمنه واستقراره وتجويع شعبه".

"أوهام العقوبات"

وفي صحيفة الوفاق الإيرانية الناطقة باللغة العربية، يقول ماجد حاتمي "ليس هناك من ينكر أن الاقتصاد الإيراني سيتأثر سلباً بالعقوبات الأمريكية على قطاعي الطاقة والمال، ولكن هذا التأثير لن يكون كما يتمنى الثلاثي ترامب بولتون بومبيو".

ويضيف "إيران ستستمر، وفقا لأغلب خبراء الاقتصاد، ببيع نحو مليون أو مليون ومائتين وخمسين ألف برميل، أي نصف ما كانت تصدره سابقاً، من دون ان تتأثر حجم عائداتها كثيراً بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى الضعف".

ويؤكد الكاتب أن "مواصلة الصين والهند واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى شراء النفط الإيراني، حتى بكميات أقل، بالإضافة إلى تفعيل الآلية المالية بين إيران والاتحاد الأوروبي والتجربة الضخمة التي راكمتها إيران خلال العقود الأربعة الماضية في ظل الحظر الأمريكي والأوروبي والعالمي، ستجعل نتائج الحظر الأمريكي ترتد سلباً على ترامب شخصياً، وتقضي على كل أمل له بالبقاء في البيت الأبيض، بعد انتهاء ولايته هذه".

وفي صحيفة الوطن المصرية، يكتب حسن أبو طالب عن "أوهام العقوبات الأمريكية على إيران".

ويقول "واقع الأمر أن الرهان الأمريكي على دفع الإيرانيين إلى التظاهر الصاخب وإلى إجبار النظام على الانكماش على الذات ليس مضموناً".

ويعلل ذلك بأن الإيرانيين "اعتادوا العيش في بيئة صعبة وضاغطة اقتصادياً ومليئة بالتحديات الأمنية منذ نشأة الجمهورية الإسلامية".

وفي صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يقول مصطفى فحص إن النظام الإيراني "سيلجأ إلى استغلال الثغرات المتاحة في نظام العقوبات الجديدة، والاستفادة القصوى من الهامش الذي وضعته واشنطن للدول الثماني المعفاة مرحلياً من العقوبات على استيراد النفط من إيران، إضافة إلى ما تملكه من أرصدة مالية تبلغ قرابة 100 مليار دولار، وما يمكن تحصيله من عائدات مليون برميل يومياً من النفط ستوفر بعض السيولة التي قد تساعد طهران على الصمود حتى نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب".

كيف يتأثر العراق؟

وفي صحيفة "الحياة" اللندنية، تناول مشرق عباس تأثير هذه العقوبات على العراق.

ويرى الكاتب أن هذه العقوبات "أكبر بكثير من قدرة المجموعات السياسية العراقية الغارقة في صراعاتها الداخلية على التعاطي معه".

ويقول "يكمن السؤال دائماً في قدرة بغداد نفسها على ضبط التوازن المطلوب والمرضي والمتفق عليه ضمناً بين الطرفين من دون أن تورط نفسها في ملف انتهاك صارخ للعقوبات، مع الإدراك المسبق أن لدى واشنطن سلطة قرار اقتصادي، فيما لدى طهران سلطة قرار أمني، واستخدام أي من الخيارين قد يقود إلى كارثة جديدة".