نصر المجالي: أكد مصدر أمني أردني، أنه تم العثور فجر اليوم السبت، على الأمين العام لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، يونس قنديل، في منطقة طبربور في عمان، بعد أن أُبلغ عن اختفائه، أمس الجمعة.

وقال المصدر إن قنديل يعاني من كدمات ورضوض، فيما فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقا للوقوف على ملابسات الحادثة. حسب ما نقلت مصادر إعلامية، وهذا يشير الى تعرضه للاعتداء والضرب من جانب خاطفيه الذين لم تعرف هويتهم بعد.

وقال رائد الخطيب الناطق الاعلامي باسم مؤسسة "شريك منظمة مؤمنون بلا حدود" &ان امين عام المنظمة الدكتور يونس في وضع صحي صعب كونه يعاني من عدة كسور ورضوض جراء تعرضه للتعذيب على يد خاطفيه.

واضاف الخطيب في تصريح لموقع "رؤيا" الإخباري، ان الخاطفين وشموا على جسد الدكتور عبارة "مسلمون بلا حدود "، واشار ان الدكتور يعاني حاليا من شبه غيبوبة جراء ما تعرض له من اصابات خلال الساعات التي امضاها بين ايدي الخاطفين.

رواية الشقيق

ومن جهته، روى عادل قنديل شقيق الأمين العام لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود" حدثة الخطف، مشيرا إلى أنها استمرت 9 ساعات، واصل خلالها الامن العام البحث عنه ليعثر عليه في وضع حرج بعد تعرضه للتعذيب من قبل الخاطفين، الذين وشموا جسده بعبارات لم يكشف عنها.

وكان الدكتور يونس أوقف في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الجمعة، مركبته على طريق الاتوستراد، بعد اجباره على الوقوف من قبل مجموعة مسلحة، وتحت تهديد السلاح، بحسب شقيق قنديل.

وتابع عادل قنديل، في تصريح خاص نقله عنه موقع (رؤيا): لقد اجبر شقيقي على النزول من مركبته من قبل الاشخاص الثلاث المقنعين، لينصاع لهم بعد تهديده بالمسدسات، حيث جرى اصطحابه الى غابة في منطقة (أوتوستراد) الزرقاء بالقرب من محطة تنقية المياه، وعثر عليه مربطا ومعذبا أبشع تعذيب.

وقال لقد قام اثنين من الخاطفين المقنعين اللذان تلقيا تعليمات من شخص اخر كان برفقتهما بحرق جسده باستخدام "القداحة" حتى انهم قاموا بوشم عبارات على جسده بعد خضوعه لأنواع مختلفة من التعذيب.

وحمل عادل قنديل مسؤولية ما حدث الى المسؤولين الذين تلقوا بلاغات من الدكتور يونس جول تعرضه للتهديد الا انه لم يؤخذ بها، متهما نواب بأسمائهم كانوا قد شنوا حملة ضد اخيه الدكتور يونس.

وقال وصل على صفحات التواصل الاجتماعي اكثر من الفي تهديد تم تزويد المدعي العام بها خلال شكوى تقدم بها الى القضاء الا ان احدا لم يكترث لأمره.

اغتيال حتر

وتعيد حادثة اختطاف الدكتور قنديل الى الاذهان حادثة اغتيال الكاتب الصحفي ناهض حتر الذي اطلق النار عليه من قبل ارهابي جرى تنفيذ حكم الاعدام به، كانت اعادة نشر حتر لرسم كاريكاتوري دافعا للإرهابي القاتل.

يذكر أن تقارير إعلامية كانت ذكرت أن عضو مجلس النواب الأردني "الإسلامية" ديمه طهبوب هي من كان وراء قرار وزير الداخلية الأردني منع مؤتمر كانت مؤسسة "مؤمنون لا حدود" تنوي عقده في عمّان.

وتأتي عملية خطف الدكتور قنديل، بعد أيام من منع السلطات الأردنية مؤتمرا كانت دعت له مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" بعنوان "انسدادات المجتمعات الإسلامیة والسردیات الإسلامیة الجدیدة"، والذي اثار جدلا حادا في الأردن.

وبعد تواتر المعلومات عن عملية الخطف، قال الناشط البارز في المؤسسة معاذ بني عامر ومدير مركز "مسارات للتوعية الفكرية": منذ أسبوعين ونحن نتلقى التهديدات من الجماعات الإرهابية والدولة لم تُحرّك ساكناً. سيذهب الجميع إلى الجحيم إذا لم يظهر فوراً.

منع مؤتمر

يذكر أن وزير الداخلية الأردني سمير المبيضين كان قرر في أواخر أكتوبر الماضي، منع عقد مؤتمر مركز "مسارات تنوير للتوعية الفكرية" الذي كان مقررا تنظيمه في عمان يومي 2 و3 نوفمبر الحالي.&

وحينها قالت وكالة أنباء بترا الرسمية أن الوزير المبيضين أوعز في 21 أكتوبر إلى محافظ عمان وأجهزة الأمن المعنية بمنع المؤتمر.

ولم تشر الوكالة إلى سبب منع المؤتمر لكن وسائل إعلام قالت إن إعلان تنظيم المؤتمر أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودعا الكثيرون لمنعه لما قالوا إن بعضا من "محاوره تسيء إلى الذات الإلھیة وتتنافى مع القیم الدینیة للمجتمع".

وكان مركز مسارات أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أنه سينظم بالشراكة مع مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات مؤتمرا دوليا حول موضوع "انسدادات المجتمعات الإسلامية والسرديات الإسلامية الجديدة" يومي الثاني والثالث نوفمبر 2018 في عمان.