نصر المجالي: مع دخول حزمة العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران حيز التنفيذ، حذرت واشنطن من أنها ستمضي في الضغط على طهران بلا هوادة ما لم تغيّر سلوكها المعاند والمشاكس للإرادة الدولية.&

ومع انتظار أن "تعض" حزمة العقوبات الثانية وهي الأقسى، الاقتصاد الإيراني المنهار أساسا، ردت الخارجية الأميركية على مزاعم المسئولين الإيرانيين الذين يروجون إلى أن العقوبات تستهدف الشعب الإيراني، وقالت على عكس ادعاءات النظام الإيراني، فان العقوبات التي جرى إعادة فرضها في 5 نوفمبر 2018 تستهدف النظام، وليس الشعب الإيراني.

وكانت واشنطن أعادت فرض جميع العقوبات الاقتصادية على طهران، والتي رُفعت من قبل بعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب في 2015، وذلك في استهداف للقطاعات الاقتصادية الرئيسة الإيرانية.

وفي سؤال استفتاء (إيلاف) لقرائها في الأسبوع الماضي، ما إذا هم يؤيدون فرض مثل هذه العقوبات أم لا ؟ فقد أيدت غالبية ممن شاركوا في الاستفتاء فرض تلك العقوبات بنسبة 67 % بينما عارضتها ما نسبته 33 %.&

حزم أميركي&

ومع الحزم الأميركي في تنفيذ العقوبات، فإن دولا كثيرة في مقدمتها دول من الاتحاد الأوروبي، رأت أنها مجحفة وخصوصا أنها تطال فقراء الشعب الإيراني.&

وتسببت هذه العقوبات في شقاق بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، في الوقت الذي ينبغي فيه على العالم أن يعمل في وحدة من أجل التغيير في إيران.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شدد يوم اعلان حزمة العقوبات الجديدة أن "أمام إيران الاختيار: إما أن تتحول 180 درجة عن مسارها الحالي المخالف للقانون وأن تتصرف كدولة عادية، أو أنها سوف تشاهد اقتصادها ينهار".

لهجة تحد

في المقابل، تبنى الرئيس الإيراني حسن روحاني لهجة يغلب عليها التحدي في تصريحاته التي جاءت ردا على الإجراءات الأميركية، مؤكدا أن بلاده سوف تستمر في "بيع النفط". وأضاف، أثناء حديثه إلى المجموعة الاقتصادية بوزارته: "سوف نفتخر بأن نخرق العقوبات".

وإلى ذلك، فإن صحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية، تحدثت في مقال افتتاحي عن العقوبات ومدى فاعليتها، وقالت: إن العقوبات الأميركية تؤلم إيران ولكنها لن تؤدي إلى التغيير في البلاد.

وتقول إنه على الرغم من تعهد ترمب بتقليص صادرات إيران النفطية إلى الصفر فإن إدارته أعلنت استثناءات مدتها ستة أشهر لعدة دول منها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية فيما يتعلق باستيراد النفط الإيراني، وبلغت وادرات هذه الدول مجتمعة من النفط الإيراني 2.7 مليون برميل يوميا خلال شهر مايو. وهذا دليل، حسب الصحيفة، على أن ترامب متخوف من ارتفاع أسعار النفط.

دعم العقوبات

أما صحيفة (التايمز) اللندنية فقد دعت الى دعم العقوبات الأميركية على إيران. وقال إنها أوصلت جوا إلى النظام السوري 21 ألف جندي و5 آلاف طن من العتاد العام الماضي.

وترى الصحيفة إن منتقدي ترمب الذين يعتقدون أن العقوبات على إيران الهدف منها تفقير الشعب الإيراني مخطئون. فقد وضع الرئيس الأميركي استثناءات لعدد من الدول منها الهند واليابان وكوريا الجنوبية وتيوان واليونان وتركيا وإيطاليا وحتى الصين لتواصل استيراد النفط الإيراني دون أن تمسهم العقوبات فورا.

واقترحت الولايات المتحدة أن تدفع هذه الدول مقابل استيرادها النفط الإيراني لطرف ثالث يحتفظ بهذه الأموال. وهذا، كما تقول الصحيفة ليس أسلوب زعيم يريد أن إسقاط نظام الملالي بين ليلة وضحاها.

وفي الأخير، تشير الصحيفة إلى أن وظيفة العقوبات الآن هي أن تضع القيادة الإيرانية تحت الضغط لتقبل بالتنازلات. وعلى أوروبا دعم الجهود الأميركية، بدل من التكهن بأن سياسات ترامب ستؤدي إلى الكارثة.
&