ما الذي يحتاجه إقرار البطاقة الصحية في لبنان اليوم، وما هي المقومات الإقتصادية التي يحتاجها البلد من تفعيل المستشفيات الحكومية وغيرها كي لا تتحول البطاقة الصحية في لبنان إلى تجربة فاشلة؟.

إيلاف من بيروت: يترقب اللبنانيون بأمل كبير إقرار مشروع قانون البطاقة الصحية الذي شق طريقه إلى الهيئة العامة لمجلس النواب بعدما أقرّته اللجان النيابية المعنية، لتوفير تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين، لكنّ اللبنانيين لا ينامون على حرير الوعود، ويبقى حذرهم قائمًا من بروز خلافات سياسية قد تطيح بهذا المشروع، خصوصًا أنه لا اتفاق حتى الآن على كيفية تأمين التمويل لهذا المشروع.

يأتي المشروع ترجمة للخطة الصحية الاستراتيجية التي توفر الرعاية الصحية والعلاجية المضمونة للطبقة الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، وترفع العبء المالي عنهم، على أن تشمل البطاقة الصحية وتتضمن السجل الصحي لكل فرد، جميع اللبنانيين الذين يقارب عددهم الأربعة ملايين شخص، وستسهل البطاقة العلاج المطلوب، من دون حاجة إلى تقديم المريض تقارير طبية عن مراحل علاجه في كل مرة يخضع فيها للمعاينة أو دخول المستشفى.

مشروع مهم
حول البطاقة الصحية، يؤكد النائب السابق الدكتور إسماعيل سكرية (مهتم بالقضايا الصحية في لبنان) لـ"إيلاف" أن مشروع إطلاق البطاقة الصحية في لبنان يبقى مهمًا في المبدأ، إذا أُحسن الإستعداد له، وتحضير مقومات إنجاحه، كي لا يتحوّل إلى تجربة فاشلة كما حصل مع بطاقة المعوقين في لبنان.

مقومات إقتصادية
أما ما الذي يحتاجه إقرار مشروع البطاقة الصحية في لبنان اليوم؟. فيجيب سكرية إنه يحتاج مقومات إقتصادية واضحة وأكيدة لمدة 5 سنوات، وهذا غير موجود حاليًا، مع عدم تحديد أين ستوضع الضريبة لتحصيل الأموال اللازمة للبطاقة الصحية في لبنان.

ويحتاج تفعيل المستشفيات الحكومية التي تبقى الأساس لحاملي هذه البطاقة، وكلنا نعرف الوضع التعيس لقطاع المستشفيات الحكومي، وهو يتراجع في خدماته ويعاني الكثير من المشاكل، وتحتاج البطاقة تفعيل الرقابة من قبل التفتيش المركزي الذي لا يجتمع، ومع المناخ الموجود حاليًا لا نستطيع طمأنة اللبنانيين إلى حصولهم على بطاقة صحية. وسوف تتحول إلى هوية، والمهم يبقى التطبيق.

وقد تؤدي البطاقة الصحية إلى التهرب من قبل الصناديق الضامنة، ويجب توحيد المؤسسات الضامنة قبل إعطاء البطاقة الصحية التي تبدو وكأنها تمت بسرعة من أجل القول إننا أنجزنا شيئًا ما، لكنه يبقى غير مكتمل.

استفادة المواطنين
أما كيف يستفيد المواطن اللبناني في حال طبقت البطاقة الصحية؟. فيجيب سكرية إن من يعالج على حساب وزارة الصحة يستفيد من خلال أنه سيحمل هوية تبقى واضحة أكثر، أي البطاقة الصحية، ولوجستيًا تسهل الأمور.

المستشفيات
عن عذاب المواطن اللبناني للدخول إلى المستشفيات ، كيف تساهم البطاقة الصحية في حل مشاكله؟. يرى سكرية أن البطاقة الصحية لن تحل مشكلة دخول المواطن اللبناني إلى المستشفيات، فمثلًا بطاقة المعوقين خير تجربة على عدم استفادة المعوقين منها.

ويلفت سكرية إلى أن البطاقة الصحية إذا أقرت فسوف تشمل كل الفئات العمرية، وستكون المسؤولة عن التطبيق وزارة الصحة بنفسها.

أما هل ستتضمن البطاقة الصحية علاج الأمراض المستعصية في لبنان كالسرطان وغيرها؟. فيلفت سكرية إلى أن هذا غير ملحوظ حتى الساعة، ويبدو أن أدوية السرطان ستبقى تحت رحمة المستورد في لبنان.


&