إيلاف من لندن: أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن بلاده تسعى لأن تكون ملتقى للمصالح بين دول المنطقة وليس للنزاعات واتفق مع العاهل الأردني على تنفيذ مشاريع إقتصادية مشتركة يتصدرها خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة الأردني وتأهيل الطريق البري بين عمان وبغداد وإنشاء منطقة صناعية مشتركة على الحدود بين البلدين.&

واختتم الرئيس صالح في وقت متأخر من الليلة الماضية زيارة قصيرة للأردن استمرت يوما واحدا، حيث عاد الى بغداد مغردا على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعته "إيلاف" قائلا "نشكر جلالة الملك @KingAbdullahII على حفاوة الاستقبال والمتابعة الجدية لعلاقاتنا الثنائية. حكومتا العراق والأردن ستعملان على تعزيز التعاون الاقتصادي: المدينة الصناعية المشتركة،التعاون في مجال الطاقة،الأنبوب الناقل للنفط من البصرة الى العقبة، تؤسس لبنية تحتية مطلوبة للتكامل الإقليمي".

ومن جهتها، قالت الرئاسة العراقية في بيان إن زيارة صالح القصيرة للادن "تضمنت جولة من المباحثات واللقاءات المثمرة والناجحة التي ركزت على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين العراق والمملكة الأردنية الهاشمية في المجالات الامنية، والاقتصادية، والتجارية، كما أعطت رؤيه واضحة وجديدة عن تطلعات العراق وما يسعى اليه من علاقات مع جيرانه ومحيطة العربي".

&

المباحثات الرسمية العراقية الأردنية برئاسة الرئيس صالح والملك عبد الله

&

تنسيق بين الاجهزة العسكرية والامنية

وقبيل مغاردته عمان، بحث الرئيس صالح مع رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز خلال اجتماعهما الليلة الماضية عددا من الملفات من بينها إعادة الأموال العراقية المجمدة والمهربة وتزويد العراق بالمعلومات المتعلقة بالمهربين والمطلوبين للعدالة حيث شدد على ضرورة التنسيق والتعاون العسكري وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في البلدين، كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي في ختام الاجتماع تابعته "إيلاف".

وأشاد الرئيس بالموقف الأردني الداعم للعراق في محاربة تنظيم داعش .. داعيا إلى رفع مستوى التنسيق بين دول المنطقة لمحاربة آفة الإرهاب والقضاء عليها. وأشار الى أهمية تأمين الطريق التجاري بين البلدين حاثاً الشركات الأردنية على الاستثمار داخل العراق نظراً لما تتمتع به البلاد من بيئة مناسبة.

كما دعا الى إلى تسهيل إجراءات منح التأشيرات للعراقيين خاصة العلاجية منها بالاضافة الى استثناء الطلبة العراقيين من شروط إجراءات الإقامة.

أنبوب نفطي بين البصرة والعقبة وتأهيل طريق بغداد عمان

كما اتفق الرئيس برهم صالح والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال مباحثاتهما في عمان مساء امس على توسيع التعاون بين بلديهما في شتى الميادين خصوصا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والنقل.

فيديو جلسة المباحثات الرسمية العراقية الأردنية:


&

وخلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة حضرها كبار المسؤولين في البلدين أكد الرئيس صالح وملك الأردن على ضرورة المضي قدما في تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية المشتركة خصوصا خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة الأردني وتأهيل الطريق البري بين عمان وبغداد وإنشاء المنطقة الصناعية المشتركة على الحدود بين البلدين.

وأكد الرئيس صالح أهمية إقامة المشاريع المشتركة .. مشددا على أن تنفيذ مشروع خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة يعتبر استراتيجيا بالنسبة للعراق، داعيا الشركات الأردنية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية في العراق. وثمن جهود الملك عبدالله الثاني في دعم ومساندة العراق في تعزيز أمنه واستقراره وازدهاره، والوقوف معه في محاربة الإرهاب والتصدي له.

واتفق صالح والملك على ضرورة تهيئة الظروف لزيادة التجارة البينية بين البلدين وتسهيل دخول المنتجات الأردنية إلى السوق العراقي، وأهمية تبادل الزيارات بين المسؤولين والقطاع الخاص فيهما لجهة البناء على الاتفاقيات الموقعة وزيادة التبادل التجاري وتنفيذ المشاريع الاستثمارية المشتركة.

كما ركزت المباحثات العراقية الأردنية على جهود محاربة الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية، حيث ثمن الملك عبدالله الثاني جهود العراق في هذا الاتجاه مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب والعمل سويا لمواجهة هذه الآفة وتعزيز خطاب التسامح بين الأديان.

وشارك في المباحثات من الجانب العراقي كل من وزيري الخارجية محمـد الحكيم والصناعة صالح الجبوري ومحافظ الأنبار علي فرحان وفلاح العامري ممثلاً عن وزارة النفط وخالد غازي عن وزارة الكهرباء فضلا عن عدد من المستشارين والخبراء.. فيما شارك فيها عن الجانب الأردني رئيس الوزراء ووزراء الخارجية و الصناعة والتجارة والتموين ووزيرة الطاقة والثروة المعدنية ومدير المخابرات والسفير الأردني في بغداد.

علاقات تاريخية وثيقة

&ويرتبط العراق والأردن بعلاقات وثيقة تاريخيا بين الشعبين&والبلدين وقد اصبح الأردن منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 قبلة العراقيين على مختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية وشكلت الجالية العراقية المقيمة في الأردن تجمعاً لمختلف القوى الحكومية والمعارضة.&

ويرتبط العراق والأردن بلجنة عليا مشتركة عقدت اجتماعها الأول في نوفمبر عام 2004، حيث قام رئيسا الوزراء في كلا البلدين بالتوقيع على محضر اوضح الآلية التي تحكم عمل الإطار الهيكلي للتعاون بين البلدين.&

وأهم السلع التي يستوردها الأردن من العراق هي سماد اليوريا والحديد ومشتقاته ومواد كيميائية والألمنيوم ومشتقاته والتبن والقش .. فيما تتمثل أهم الصادرات الأردنية إلى العراق في مواد الحليب والخضار والفاكهة والسمن النباتي والمشروبات الغازية والاسمنت وأسلاك الكوابل ومستحضرات الغسيل وزيوت التشحيم والبلاستيك وسماد ثنائي فوسفات الأمونيا.&

واعفى العراق اواخر العام الماضي أكثر من 300 سلعة أردنية من الرسوم الجمركية بناء على طلب الأردن وذلك بموجب اتفاقية التجارة الحرة الثنائية الموقعة بين البلدين، وهي الوحيدة بين العراق وبلد عربي.

وقد اعيد فتح معبر طريبيل الحدودي بين الأردن والعراق نهاية &آب الماضي بعد إغلاقة كليا منذ عام 2014 بسبب تعرضه لهجمات تنظيم داعش وسيطرته على أجزاء واسعة غرب العراق قبل تحريرها مؤخراً. وبلغت الصادرات الأردنية إلى العراق العام الماضي حوالي 695 مليون دولار فيما كانت تبلغ قبل الحرب مع التنظيم حوالي ملياري دولار.
&

&