في خطوة لتعزيز موقفها في مواجهة الداعين لاستقالتها، أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي تعيين عدد من الوزراء بدل الذين قدموا استقالاتهم احتجاجا على خطتها بشأن "بريكست".&
وقررت ماي دعما لوجودها في مقارعة "الخصوم والمتمردين" عبر تعديل حكومي مصغر يوم الجمعة إعادة فيه وزيرة الداخلية السابقة "القوية" أمبر رود للحكومة حيث أوكلت اليها حقيبة العمل والمعاشات كما عهدت لستيفن باركلي بحقيبة شؤون "بريكست" خلفا لدومينيك راب.&
وبموجب التعديل المحدود حصل ستيفن هاموند، وجون بنروز، وكواسي كوارارتنغ على وظائف وزارية صغيرة لسد الثغرات التي خلفتها استقالات يوم الخميس التي كادت تعصف بزعامة ماي لجزب المحافظين وتقصيها عن رئاسة الحكومة.&
وقال محللون قريبون من حزب المحافظين الحاكم إن العدد 48 من أعضاء البرلمان من الحزب الذي يفترض أن يكون هو الحد المطلوب لإطلاق التصويت الكامل بالثقة بزعامة ماي لم يتحقق، وأشاروا إلى أن العدد المعلن إلى الآن يبلغ 20 نائبا فقط.&

لجنة 1922

يشار إلى أنه حسب الأنظمة الداخلية لحزب المحافظين عندما يقدم 48 نائبا في مجلس العموم خطابات بالتصويت على الثقة إلى لجنة 1922 التي تعتبر صاحبة القرارات الأساس في الحزب، فستواجه ماي اقتراعا بسحب الثقة منها تحتاج فيه إلى أغلبية بسيطة من إجمالي الأصوات لتستمر في رئاسة الحزب والحكومة.
وكانت ماي قد تعهدت بالبقاء في منصبها في مؤتمر صحفي مساء الخميس، كما أنها عندما طلب منها مستمع لمحطة إذاعة (إل.بي.سي) في اتصال هاتفي يوم الجمعة أن "تتنحى باحترام" لم تتناول هذا الطلب على الفور في ردها على سؤال المستمع.

تمرد لا يفيد

وإلى ذلك، وافق مؤيدون آخرون بارزون للخروج من الاتحاد الأوروبي على البقاء في حكومة بحسب تغريدة كتبها تيم شيبمان المحرر السياسي لصحيفة (صنداي تايمز) وقال نقلا عن مصدر لم يسمه "الاستقالة والانضمام إلى تمرد (على رئيسة الحكومة) لن يفيد بشيء".
لكن صحفيا في صحيفة (ديلي تلغراف) قال إن ماي ستواجه اقتراعا بسحب الثقة الأسبوع المقبل إذ من المتوقع أن يقدم مشرعون من حزب المحافظين اليوم الجمعة الخطابات المطلوبة لفتح باب المنافسة على القيادة.
ونقلت (رويترز) عن كبير المحررين السياسيين للصحيفة كريستوفر هوب على تويتر نقلا عن مصادر مطلعة على شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي إن الاقتراع بسحب الثقة يمكن أن يجرى يوم الثلاثاء.

اقتراع ثقة&

وقال المشرع البريطاني المحافظ ذو النفوذ ستيف بيكر يوم الجمعة إنه يعتقد أن المشرعين المتمردين الذين يريدون الإطاحة برئيسة الوزراء يقتربون من الحصول على التأييد الكافي لإجراء اقتراع بسحب الثقة.
وقال بيكر وهو شخصية بارزة في المعسكر المناوئ للاتحاد الأوروبي في حزب المحافظين "ما حدث أن أشخاصا يتصلون بي ويقولون لي إنهم يقدمون خطاباتهم... وأعتقد أننا سنتمكن من الحصول على العدد المطلوب".
ومن جهته، قال ديفيد ليدنغتون نائب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الجمعة إن من المرجح أن تفوز ماي في أي اقتراع على الثقة إذا كتب المشرعون عن حزب المحافظين العدد الكافي من الخطابات اللازمة إلى لجنة في الحزب.

وقال في تصريح إذاعي "إذا وصلت هذه الخطابات أعتقد أنها (ماي) ستكسب أي اقتراع من هذا النوع بحسم وهي جديرة بأن تحقق ذلك". وأضاف "هي تبذل أقصى ما في وسعها من أجل البلاد. أعتقد أن المصلحة الوطنية تقول إننا يجب أن نجتمع على تأييدها".

بديل للاتفاق

وعلى صلة، قال ديفيد ديفيز الوزير البريطاني السابق لشؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إن البرلمان سيصوت ضد مسودة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي التي أعدتها ماي بحيث يتعين عليها العودة إلى الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق مختلف.
وقال ديفيز "أعتقد أن مجلس العموم سيرفض السياسة التي يتعين أن نتعامل بها وبعدها سيكون على رئيسة الوزراء إيجاد بديل". وامتنع عن الحديث بشأن توقعاته لمستقبل ماي وقال إنه خارج المملكة المتحدة ومن غير اللائق التعليق.
ومع كل ما يجري على الساحة البريطانية ومواجهات ماي مع أقطاب حزبها وحكومتها، فضلا عن المعركة الساخنة مع حزب العمال المعارض وأحزاب صغيرة أخرى، فإنه ولا يزال الغموض يحيط بالنتيجة النهائية للأمر إذ تشمل السيناريوهات المحتملة التصديق على اتفاق ماي أو فقدانها لمنصبها أو خروج بريطانيا من التكتل دون اتفاق أو حتى إجراء استفتاء ثان.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي يوم 25 نوفمبر الحالي للموافقة على اتفاق خروج بريطانيا.