في ما يبدو التفافًا على النفوذ الروسي في سوريا، يقوم النظام السوري بتوطين آلاف الإيرانيين الشيعة في المناطق السنية لتغيير الديموغرافيا السورية.

خاص "إيلاف" من لندن: حصلت "إيلاف" على وثائق رسمية سورية، تشير إلى أن النظام السوري يقوم بشكل ممنهج بتوطين إيرانيين في مناطق مختلفة في سوريا، بغية إجراء تغيير ديموغرافي عبر تجنيس إيرانيين شيعة وتوطينهم في مناطق سنية بعد طرد سكانها الأصليين.

تشير المعلومات التي حصلت عليها "إيلاف" إلى أن الوثيقة المرفقة والأسماء الواردة فيها ليست الوحيدة، بل هناك مئات الآلاف ممن يتم تجنيسهم وتوطينهم في أماكن مختلفة، غالبيتهم من ناشطي وأعضاء الحرس الثوري الإيراني. وبدأ هؤلاء المجنسين الإيرانيين استلام جنسياتهم السورية تمهيدًا لإحضار عائلاتهم والاستقرار في المناطق المرسومة لهم.

ترانسفير
كانت "إيلاف" أشارت إلى عمليات «الترانسفير» السكاني في سوريا في تقرير سابق، أوردت فيه أن إيران تكثف جهودها مستغلة انحسار العمليات القتالية، وتسعى إلى تنفيذ مشروع يختلف عن رؤية روسيا، سند الأسد الرئيس. وقال قائد محلي لبناني إن إيران والنظام لا يريدان مواطنين سنّة بين دمشق وحمص والحدود السورية، "وهذا يمثل تغييرًا تاريخيًا في التجمعات السكانية".

وثائق تثبت حصول عمليات التجنيس

ورأى مصدر أوروبي في تصريح لـ"إيلاف" أن هذا الأمر "التفاف إيراني على الروس الذين يمدون سلطانهم على سوريا ، من طريق توطين إيرانيين شيعة في مناطق سنية".

أضاف هذا المصدر أن من شأن ذلك، ومع الكشف عنه أكثر وأكثر، أن يضع النظام السوري في موقف محرج أمام حليفه الأكبر روسيا والأسرة الدولية، "فمثل هذا الأمر يعتبر في الأعراف الدولية تهجيرًا قسريًا غير قانوني، يشبه إلى حد بعيد ما تقوم به إسرائيل من توطين اليهود في مستوطنات تقيمها في الضفة الغربية على حساب أصحاب الأرض الأصليين".

نموذج مصغر
يتذرع حزب الله والميليشيات الشيعية المدعومة إيرانيًا بحماية مزارات شيعية في داريا ودمشق، مثل مقام السيدة زينب على أطراف دمشق، حيث يتمركز عناصر حزب الله بكثافة، وانتقلت عائلاتهم إلى الأحياء المحيطة بالمرقد منذ أواخر عام 2012. كما اشترت طهران أعدادًا كبيرة من المساكن قرب المسجد، وقطعة أرض تستخدمها لإقامة منطقة أمنية عازلة تشكل نموذجًا مصغرًا لمشروعها الأكبر في سوريا &.&

الوثيقة التي تنشرها "إيلاف" هنا واحدة من وثائق كثيرة، في ملف يحتوي عشرات الآلاف من أسماء الإيرانيين الموطنين، وبجانبها أماكن توطينهم في سوريا.