بعد التحذير من تداعيات ما حصل في غزة أخيرًا، وتوقع أن تتشدد أميركا تجاه حزب الله مع عدم تشكيل الحكومة في لبنان، يطرح السؤال عن إمكانية أن تتكرر أحداث غزة في لبنان كما كان يحصل في السابق.

إيلاف من بيروت: حذرت أوساط دبلوماسية غربية في بيروت مسؤول أمني لبناني، من "تداعيات" ما حصل في غزة أخيرًا، وتوقعت تشددًا أميركيًا متصاعدًا باتجاه حزب الله، ونصحت بالإسراع في تشكيل الحكومة لحماية الاستقرار الداخلي، لأن معلوماتها تشير إلى أن الأمور لن تقف عند حدود تسريع وتيرة العقوبات على المالية في المديين القصير، والمتوسط، لكن التشدد الأميركي قد يصل إلى نواح أكثر خطورة، في ظل ضغوط إسرائيلية جدية على الإدارة الاميركية، بعدما رفعت الحكومة الإسرائيلية تقريرًا موثقًا حول الهجوم الأخير الذي شنته حركة حماس على باص يقلّ جنود إسرائيليين قرب قطاع غزة، واتهمت حزب الله بنقل "صواريخ كورنيت" إلى "كتائب القسام".
&
فهل يتكرر سيناريو غزة في لبنان؟.

غزة ولبنان
بربط الأمور بين غزة ولبنان، نرى أنه كلما تأزمت في غزة... نراها تتأزم في لبنان، لماذا الربط بين البلدين؟. يجيب النائب السابق مروان فارس لـ"إيلاف": "هي السياسة الإسرائيلية التي تربط غزة بالمنطقة، بما فيها لبنان، والهجوم على غزة قد يستتبعه هجوم إسرائيلي على لبنان، رغم مقاومة الفلسطينيين وبقائهم في بلدهم ما يمنع من انتزاع غزة من قبل إسرائيل.

التهديد مستمر
تعقيبًا على التهديدات الإسرائيلية للبنان، يقول فارس إن التهديد الإسرائيلي مستمر للبنان، ولكن ما تردعه هي قوة الجيش اللبناني مع وحدة اللبنانيين ، وهو ما يمنع نشوء حرب فعلية بين لبنان وإسرائيل.

يلفت فارس إلى أن الإسرائيليين يعيشون هاجس الحرب مع لبنان، وهذا ما يلاحظه معظم اللبنانيين على الحدود بين إسرائيل ولبنان. لذلك يعتبر فارس أن إمكانية حصول حرب ثالثة تبقى تهديدًا كلاميًا، خصوصًا أن اللبنانيين أثبتوا مقاومتهم لكل التهديدات.

حرب ثالثة
وردًا على سؤال "لماذا التلويح الدائم بحرب ثالثة على لبنان من قبل الجانب الإسرائيلي؟"، يجيب فارس أن الأمر يعود إلى العام 2006، حيث تريد إسرائيل التعويض عمّا جرى في تلك الحرب مع لبنان، وهناك صراعات داخلية ضمن المجتمع الإسرائيلي نتيجة لحرب 2006، نتيجة ذلك تريد إسرائيل إيجاد مبررات لها لاستمرارها في السلطة داخل كيانها، من هنا تلجأ إلى التهديد الدائم بالحرب مع لبنان.

الجو الإقليمي
ولدى سؤاله "هل الجو الإقليمي مهيأ اليوم لتلك الحرب؟"، يلفت فارس إلى أن الأجواء الإقليمية لا تنذر بحرب بين لبنان وإسرائيل، فالوضع الأميركي غير مستقر سياسيًا، والموضوع الروسي الأميركي مضطرب في ما خص الوضع السوري، وليست هناك إمكانية بحصول حرب بين لبنان وإسرائيل، مع وجود قوى في لبنان في مواجهة مع القوى الإسرائيلية.

حزب الله وإسرائيل
وردًا على سؤال "في ظل تدخل حزب الله في سوريا... كيف سيواجه احتمال حرب إسرائيلية على لبنان؟"، يؤكد فارس أن حزب الله لديه السلاح الكافي، بالتعاون مع الجيش اللبناني، لردع أي هجوم إسرائيلي على لبنان، لذلك قوة حزب الله ستتمكن بالتعاون مع الجيش اللبناني ووحدة اللبنانيين من ردع أي حرب إسرائيلية محتملة على لبنان.

التدخل في سوريا
في حال صحّت فرضية حرب إسرائيل الثالثة على لبنان، هل يتخلى حزب الله عن التدخل في سوريا، فيتوجّه حينها للدفاع عن لبنان؟.

يرى فارس أنه لا يمكن حاليًا أن تقوم إسرائيل بحرب على لبنان، لأنها ستواجه ما واجهته في العام 2006، لذلك إسرائيل غير معتادة على الهزائم، رغم انتصارها في حروبها السابقة مع وجود الطيران الإسرائيلي، رغم ذلك ستحسب إسرائيل ألف حساب قبل التوجه بحربها الثالثة ضد لبنان.
&