نصر المجالي&
تقول مصادر معنية في الشأن السياسي البريطاني إن المعارك والمواجهات بدأت تخفت شيئا وإن الأمور تبدو أكثر هدوءا في 10 داونينغ ستريت وكواليس البرلمان، حيث ظلت رئيسة الحكومة تيريزا ماي تحت شبح فقدان موقعها كزعيمة لحزب المحافظين بسبب خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.&

ويقول محللون إنه رغم الهدوء الملحوظ، لكن من غير الحكمة الاطمئنان إلى أن الخطر قد زال، حيث لا تزال التحركات والاتصالات قائمة على قدم وساق لتحقيق العدد المطلوب من نواب الحزب لطلب التصويت على الثقة بزعامة ماي.&
لكن من جانب آخر، فإن رئيسة الحكومة البريطانية تلقت دعما علنيا مفاجئا من مجموعة من داخل مجلس وزرائها وذلك بعد موجة الاستقالات الاحتجاجية التي شملت 4 وزراء يومي الخميس والجمعة.&

عصابة الخمسة&

وفي هذا الاطار بدأ الحديث عن ما توصفه الصحافة البريطانية بـ"عصابة الخمسة" وهم أساسا من المؤيدين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكسيتيرز) الذين سيقودون الدعم لماي في معركتها الراهنة من دعم خطتها من جهة والحفاظ على زعامتها للحزب.&

وجاء الدعم المفاجىء من خلال تصريحات لوزراء في الحكومة أعلنوا أنهم لن يسقيلوا ولكنهم حذروا ماي من نغبة الاستقالة إذا لم تعدل خطتها للخروج من الاتحاد الاوروربي لكسب المزيد من الميزات لبريطانيا.&
وجاء التهديد المبطن من زعيمة الأغلبية المحافظة في مجلس العموم اندريا ليدسوم، لرئيسة الحكومة بعد أن وافقت هي وأربعة أنصار آخرين على البقاء في مجلس الوزراء مقابل شروط.

ونقلت صحف بريطانية عن ليدسوم قولها:" إنه لا يزال هناك وقت للمحاولة وإرغام رئيسة الوزراء تيريزا ماي على تغيير اتفاقها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي بريكست".

وكشفت ليدسوم عن تعاونها مع كل من وزير البيئة مايكل غوف، ووزير التجارة الدولية ليام فوكس، ووزيرة التنمية الدولية بيني موردونت، ووزير النقل كريس غريلينغ لدفع رئيسة الوزراء صوب المزيد من الوعود على صعيد اتفاق تجاري مستقبلي.&
ومن المقرر أن يعقد الوزراء الخمسة، الذين يطلق عليهم اسم "مؤتمرو البيتزا" أو "عصابة الخمسة"، محادثات لاحقة لمحاولة الضغط صوب التوصل لاتفاق شبيه باتفاق كندا التجاري مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت ليدسوم إنها "عازمة تماما على دعم رئيسة الوزراء في التوصل لأفضل اتفاق ممكن لصالح المملكة المتحدة بينما نغادر الاتحاد الأوروبي"، وأضافت: "لا يزال هناك المزيد يمكن عمله ولا يزال لدينا المزيد من الوقت قبل اجتماع المجلس الأوروبي نهاية الشهر الجاري".&
وأكدت ليدسوم أنها لم تكن راضية عن بند الحدود مع أيرلندا الشمالية في الاتفاق، وأنها رغبت في تعديله؛ قائلة إن "المملكة المتحدة لا يمكن محاصرتها في ترتيبات جمركية دائمة.. مهم حقا أن نحصل على شيء من الوضوح والتحسين في هذا الصدد".

نادي البيتزا&

وكانت تقارير الصحافة تحدثت يوم السبت عن أن مايكل غوف وزير البيئة يخطط هو الأربعة الباقية من "العصابة" لتشكيل ما يمكن تسميته "نادي البيتزا" لحشد الدعم لرئيسة الحكومة في موقفها. &
وهؤلاء الأربعة هم: ليام فوكس وزير التجارة الخارجية، كريس غريلينغ وزير النقل، بيني موردونت وزيرة التنمية الدولية واندريا ليسوم زعيمة الأغلبية البرلمانية المحافظة في مجس العموم، ويخطط غوف أيضا لاستدراج كل من ساجد جاويد وزير الداخلية، جيريمي هانت وزير الخارجية، ليز تروس وزيرة العدل والنائب العام جيوفري كوكس للانضمام لـ(نادي البيتزا).&
وحسب الصحافة البريطانية فقد جاءت تسمية "نادي البتيزا" كون هذه المجموعة حشدت موقفها في دعم ماي خلال جلسة ليلية في منزل اندريا ليدسوم وزيرة الطاقة لتي كانت مع الوزير غوف من أشد منافسي ماي في معركة زعامة الحزب بعد استقالة ديفيد كاميرون غداة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل عامين.&

موعد الإثنين

وإلى ذلك، فإنه سيتعين على رئيسة الحكومة الانتظار حتى يوم الإثنين لمعرفة ما إذا كان أعضاء حزبها سيطالبون بالتصويت لسحب الثقة عنها، ما يعني نظريا أنها قد تضطر للتنحي عن منصبها. ولكن في كافة الأحوال، سواء حصل التصويت أم لم يحصل، ستكون هنالك مشكلة.
وحسب (بي بي سي) فإنه ينبغي على أكثر من 20 نائبا المطالبة علانية بإجراء تصويت لسحب الثقة من ماي، ومع ذلك قد لا يحصلون على مبتغاهم في إجراء التصويت، لكن حتى لو نجحوا، تبقى احتمالات ألا يحصلوا على الدعم الكافي للإطاحة برئيسة الوزراء قائمة.
وعلى أي حال، يبدو من المستحيل بالنسبة لأولئك الذين جاهروا برغبتهم في إجراء تصويت لسحب الثقة من ماي بسبب مسودة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، أن يصوتوا لصالح هذا الاتفاق حين يحل موعد التصويت عليه بعد عدة أسابيع.
ومن جهتها، كشفت صحيفة ذا صن البريطانية، السبت، عن عدد النواب المحافظين الذين أرسلوا رسائل لسحب الثقة من رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، والذي بلغ، حتى الآن، 37 عضوًا، بناقص 11 عضوًا فقط للوصول إلى النصاب القانوني (48) للتصويت على حجب الثقة عن رئيسة الوزراء.
&